تقول القصة ان رجل تاجر ذهب الى قرية نائية عارضًا على سكانها شراء كل مهراس لديهم بعشرة آلاف دينار فباع قسم كبير منهم مهاريسهم.
بعدها رفع الرجل السعر الى 15 ألف دينار للمهراس فباع آخرون مهاريسهم ليرفع بعدها سعر المهراس الى 30 ألف دينار فباع باقي سكان القرية مهاريسهم حتى نفذت المهاريس من القرية.
عندها قال الرجل لهم انه مستعد ان يشتري منهم المهراس بخمسين ألف دينار وذهب الى استراحة ليقضي اجازة نهاية الاسبوع.
حينها زاد الطلب على المهاريس وبحث الناس عنها في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوها وفي هذا التوقيت ارسل التاجر مساعده الى القرية وعرض على اهلها ان يبيعهم مهاريسهم السابقة باربعين ألف دينار للمهراس الواحد فقرروا جميعًا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك المهاريس للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين ألف دينارا للمهراس لدرجة انهم دفعوا كل مدخراتهم بل واستدانوا جميعًا من بنك القرية حتى ان البنك قد اخرج كل السيولة الاحتياطية لديه.
ولكن للاسف بعد ان اشتروا كل مهاريسهم السابقة بسعر 40 ألف دينارا للمهراس لم يروا الرجل التاجر الذي عرض الشراء بخمسين ألف دينار ولا مساعده الذي باع لهم وفي الاسبوع التالي اصبح اهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي افلس واصبح لديهم مهاريس لا تساوي حتى خمس قيمة الديون فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فانها لا قيمة لها عند البنك وان تركها لهم افلس تمامًا ولن يسدده احد.
بمعنى آخر اصبح على القرية ديون وفيها مهاريس كثيرة لا قيمة لها فضاعت القرية وافلس البنك وانقلب الحال رغم وجود المهاريس واصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب رجل واحد واصبحوا لا يجدون قوت يومهم.
وهكذا اذا حذفنا كلمة مهراس ووضعنا مكانها اي سلعة اخرى كالشقة او السيارة او الطعام او الحديد... ستتحول هذه القصة كالواقع الذي نعيشه اليوم فنرى ان سعر البترول ارتفع الى 150 دولار فارتفع سعر كل الشيء كالكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس ومن ثم انخفض سعر البترول ولم ينخفض اي شيء مما سبق ولا احد يعلم السبب.
سعر الحديد انخفض بصورة كبيرة وما زال سعر الشقق اذا وجدت مرتفع بصورة خيالية كما سعر الدولار الذي انخفض بينما سعر الخضار ما زال مرتفعًا ويرتفع...
هذه هي الازمة المالية العالمية بطريقة اقتصادية مبسطة ولكن تبقى الاسباب والنتائج مجهولة ومعروضة على التحاليل والقراءات الشخصية لكل محلل سياسي او اقتصادي او امني في ظل عجز مراكز الدراسات عن الشرح او عدم السماح لها ان تشرح.