TODAY - 02 September, 2011
مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية يدين تعميم الإرهاب على المسلمين
9/11.. غضب إسلامي إزاء قصة مصوّرة للأطفال
أسامة بن لادن يحتمي بزوجته قبيل مقتله تبعا للكتاب
أصدر مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية إدانة شديدة اللهجة بعد صدور كتاب لقصة مصورة يفترض أن يلون رسومها الصغار بمناسبة الذكرى العاشرة لهجوم 9/11 وذلك بسبب الضوء السلبي الذي يسلطه على المسلمين.
بالطبع فإن أميركا خصوصا ستحيي الذكرى العاشرة لأسوأ هجوم إرهابي في تاريخ العالم في 11 سبتمبر / ايلول
2001 بشتى السبل.ومن ضمن هذا فقد طرحت المطابع الأميركية كتابا بعنوان «لن ننسى 9/11 أبدا... دفتر الحرية للصغار» عن دار «ريلي بيغ كولارينغ بوكس» في ميسوري. وهو قصة من الرسوم المفترض أن يلوّنها الصغار بأنفسهم. وتقول الدار الناشرة إن المقصود من الكتاب أن يساعد الآباء على شرح ما حدث في ذلك التاريخ وظروفه ومعانيه.وكما هو متوقع فإن الرسوم تحكي قصة اختطاف الطائرات وتفجيرها خاصة في برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك، وما تبع ذلك من حرب على الإرهاب ومطاردة اسامة بن لادن حتى مقتله في مخبئه في باكستان. وهذه حادثة يصور فيها الكتاب زعيم القاعدة وهو يتخذ من زوجته المنقّبة درعا بشريا أمام بندقية جندي من قوات البحرية الأميركية الخاصة «سيل».ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن ناطق باسم الدار الناشرة إن كتاب التلوين «يتسم بالصدق والأمانة والاحترام وصون الكرامة ولا يخشى تسليط الضوء على الحقائق كما هي بدون زيادة أو نقصان». وأضاف أن طبعة الكتاب الأولى تألفت من 10 آلاف نسخة ونفدت جميعها من الأسواق في وقت قصير من طرحها للبيع بسعر 7 دولارات للواحدة.ويقول نص الكتاب في معرض سرده لاقتفاء أثر بن لادن الى مجمّعه في باكستان وقتله وهو يحتمي بزوجته: «بعدما تمكن الزعيم الإرهابي أسامة بن لادن من مراوغة العدالة زمنا طويلا ومختبئا مع أصدقائه الإرهابيين في افغانستان وباكستان، تمكن الجنود الأميركيون من العثور عليه أخيرا».ويمضي النص قائلا: «الحقيقة أيها الصغار هي أن المتطرفين الإسلاميين الذين يكرهون الحرية لهم ولغيرهم هم الذي ارتكبوا تلك الأعمال الإرهابية. هؤلاء الناس المخبولون يكرهون أسلوب الحياة الأميركية لأننا «أحرار» ولأننا نعيش في مجتمع «حر».لكن «مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية» أصدر إدانة للكتاب ووصفه بأنه «مثير للاشمئزاز» لأنه «يصّور جميع المسلمين باعتبارهم مرتبطين بالراديكالية والتطرف والإرهاب». وقال إن هذا سيقود الصغار الى الايمان بأن «جميع المسلمين مسؤولون عما حدث في 9/11 وإن كل شخص يدين بالإسلام إنما هو عدو لهم».
غلاف الكتاب
وقال مدير الاتصالات القومية بالمجلس، ابراهيم هوبر، في لقاء له مع صحيفة «تورونتو ستار» الكندية: «بعد هجمات 9/11 صارت الولايات المتحدة تعج بأفراد وجماعات تسعى لتصوير الإسلام باعتباره عقيدة شريرة ولعزل المسلمين عن التيار العام وتهميش دورهم في المجتمع بقدر المستطاع». لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أمله في أن «يتمكن الآباء من التعرف على الأجندة الحقيقية وراء هذا الكتاب وأن يحموا أطفالهم من الوقوع فرائس للتعصّب والكراهية الدينية».
ومن جهته قال وين بيل، مدير الدار الناشرة في تصريحات للإعلام الأميركي: «هذا غير صحيح أن الكتاب يصوّر المسلمين تحت ضوء سلبي لأنه لا يفعل هذا على الإطلاق. الأمر يتعلق بـ19 أرهابيا من خاطفي الطائرات الذي أتوا الينا بأوامر من عابد الشيطان أسامة بن لادن لقتل أكبر عدد منا».وردا على تصريحات الناطق باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، داوود وليد، التي وصف فيها الكتاب بأنه «مثير للإشمئزاز» قال بيل: «حري بوليد أن يصف اولئك الذين يتناولهم الكتاب.. اولئك الإرهابيين الـ19 وأسامة بن لادن بأنهم «مثيرون للإشمئزاز». الكتاب لا يختلق شيئا وإنما يسرد التاريخ كما حدث، لا أكثر».لكن وليد يقول من جهته: «بالنظر الى أن هذا الموضوع حساس للغاية ويمس دواخل النفوس والمشاعر، وبالنظر الى أن بين ضحايا الهجوم مسلمون ايضا وأن المسلمين كانوا بين الأوائل الذين اصدروا ردة فعل على ما حدث، كان ينبغي للكتاب أن يتوخى مزيدا من المسؤولية في تخير نوع لغته التي تربط الإسلام بالراديكالية والتطرف والإرهاب.. هذا كتاب موجّه الى الصغار وسيترك لديهم انطباعا راسخا بأن جميع المسلمين إرهابيون مسؤولون عما حدث في 9/11 وأنهم العدو».ويذكر أن الدار الناشرة أصدرت العام الماضي كتابا مصوّرا أيضا عن جماعة «حفلة الشاي» الجمهورية المتطرفة. وقال متحث باسمها إن العائد المالي من مبيعات كتاب 9/11 سيوهب لجماعة « ألوية السلام» وهي منظمة مسيحية تتخذ من القدس مقرا لها وتناصر إسرائيل وتقول إن هدفها هو مد جسور التفاهم بين المسيحيين واليهود على نطاق العالم «عبر التعاليم والأعمال التي تظهر المحبة والرحمة الإلهيتين».