النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

حضارة وادي الرافدين

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 600 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    الواسطي
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: واسط
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 395 المواضيع: 325
    التقييم: 396
    مزاجي: متفائل دائما
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: __
    موبايلي: _
    آخر نشاط: 20/March/2016

    حضارة وادي الرافدين

    حضارة وادي الرافدين

    احتل الدين موقعاً محورياً في حياة الشعوب القديمة، عليه يشكل مصدراً مهماً لدراسة مسيرة حياتها وطبيعة نمو ونضوج ومن ثم سقوط حضاراتها. فالمعتقدات الدينية ترسم الخطوط العريضة لأِفكار وممارسات وسلوكية الإنسان، قيمه ومزاجه، عاداته وأعرافه، تقاليده وقوانينه.. من هنا احتلت دراسة الدين موقعا بارزاً في فهم حضارات الشعوب القديمة. تزداد هذه الأهمية في استيعاب أول حضارة بشرية ناضجة (الحضارة السومرية) نشأت 3000 عام ق.م، خاصة ما يتعلق بمراجعة الذات لدى إنسان المجتمع العراقي المعاصر، أفكاراً وممارسات، بعد هذه الحقبة الزمنية الطويلة.
    يمكن متابعة آثار الدين وبصماته في حضارة وادي الرافدين في كافة مجالاتها وعناصرها. فعلاوة على الأساطير والملاحم الدينية، التراتيل والصلوات، جداول بِأسماء الآلهة والأرواح الخيّرة والشريرة، نصوص الفأل وقراءة الطالع والنصوص السحرية، تعاليم إِقامة الشعائر والطقوس الدينية، الاحتفالات والأعياد الدينية، الرقى والتعاويذ، المخلفات الدينية: المعابد، الزقورات، التماثيل والنصب والألواح الجدارية، المشاهد الدينية المنقوشة على الأختام الأسطوانية والأواني الفخارية.. كذلك يمكن ملاحظة آثار الدين بسهولة في المجالات الأخرى بدءاً من القصص والأساطير والملاحم الأدبية، القانون والقضاء، الفلك والطب، ولغاية نظام الحكم والنظام العائلي- الاجتماعي(1).
    من هنا يصعب فهم نشوء ونمو وموت حضارة وادي الرافدين قبل دراسة عقيدتها الدينية دراسة تتصف بالعمق والشمولية. لأِن هذه الحضارة نشأت وماتت في أحضان الدين. يقول طه باقر "وإذا أخذنا في الاعتبار بِأن عصر فجر السلالات تمثل ظهور حضارة وادي الرافدين الناضجة وأن فترة العصر البابلي الأخير كان آخر عهودها، جاز لنا القول أنها لصدفة تاريخية عجيبة أن تكون هذه الحضارة قد ولدت وماتت في كنف الآلهة والمعبد(2)." وربما سيتضح مع نهاية هذا البحث أن نشوء وموت هذه الحضارة في كنف الدين- المعبد لم تكن صدفة تاريخية بقدر ما عبَّرت عن ظاهرة تاريخية موضوعية رافقت الحضارات الدينية القديمة بعامة، لأِسباب يمكن أن تجد تفسيرها في قلب هذه الحضارة الدينية، وخلاصتها الفجوة التي تزداد اتساعاً بين عناصرها المادية التي ترنو إلى النمو المتصاعد لاستمرار هذه الحضارة وتطورها وبين القيود والمحرمات الدينية الكثيرة المعوقة والمانعة لحركة نمو تلك العناصر لغاية خنقها واختناقها. (ف17)
    عليه تنطلق أهمية دراسة المعتقدات الدينية من أهمية الدين نفسه الذي شكل وعاء حضارة وادي الرافدين وروح المجتمع community spirit(3). "ولم يلعب الدين الدور الكبير الذي لعبه هنا قط في أي مجتمع قديم آخر لأِن الإنسان في هذا المكان كان يشعر على الدوام بِأنه يعتمد كلياً في استمراره بالوجود على إرادة الآلهة(4)." هذه الآلهة التي تجسدت في العوامل الطبيعية ذاتها (حسب عقيدة القوم) بكل مواصفاتها من خير وشر التي كان يواجهها الإنسان يومياً في حقله وعمله وحياته.
    والدين ظاهرة قديمة قدم وجود الإنسان نفسه، التصق بعقله وفكره وممارساته منذ أقدم العصور، وقدم خدمات جليلة للبشرية بتقويم سلوك الإنسان في وقت لم تتواجد بعد الدولة والشرطة والقوانين الضبطية. وتشير الدلائل الأثرية للقبور المكتشفة أن أشكالاً من المعتقدات الدينية عاشت مع الإنسان منذ العصر الحجري القديم. وفي العصر الحجري الحديث عندما حلّت الزراعة والتدجين محل جمع القوت والصيد انصبَّت عناية الإنسان على تغيرات فصول السنة، وأصبحت طقوس الزراعة والخصوبة محور الفكر الديني. من هنا يلاحظ وجود تماثيل أُنثوية (الآلهة الأم) رمزاً للخصوبة(5).

    1- المعتقدات الدينية
    لعلَّ من الأمور الملفتة للنظر في ديانة وادي الرافدين هي كثرة عدد الآلهة. وجِدَتْ نصوص لاهوتية تتضمن قوائم باسماء وأعداد الآلهة في حدود 2000- 3000 آلهة. لذلك فإِن تنظيمها قد يتطلب كتاباً أو معجماً ليس بالصغير، مع ملاحظة صعوبة تحديدها بدقة في فترات زمنية مختلفة لهذه الحضارة، نظراً لدخول آلهة جديدة في مجمع الآلهة مع مجيء أقوام جديدة للبلاد، علاوة على استمرار الاكتشافات الأثرية(6).
    تمثَّلت صلة الإنسان بالآلهة كصلته ببقية الناس، أي كانت لها درجاتها. من هنا صُنِّفَتْ إلى مستويات متباينة في أهميتها وأقدارها ومنزلة عبادتها وتقديسها. فإِذا كان ملك بابل مثلاً يخضع مباشرة لأٍوامر (مردوخ)- إِله بابل- فإِن صلة الفلاح البابلي كانت أقرب لـ(اشنان)- إِله الشعير أو (شوموكان)- إِله الماشية. وهكذا كان الفرد من عامة الناس مهتماً بعدد محدود من الآلهة التي تساعده في حياته اليومية سواء بالعلاقة مع حقله- عمله أو حمايته من هجمات الأرواح الشريرة- الشياطين/العفاريت، أو تحذره من الأخطار المحدقة به أو تحقق توسلاته. فحيثما تطلبت الحاجة يمكن بترتيل ابتهال أو تقديم نذر (كمية من التمور، ضحية حيوانية..) استرضاء (كولا)- إِلهة الإنجاب أو (باساك)- حامي المسافرين. وفي حالات الطوارئ الخطيرة يمكن التماس عون الآلهة الكبيرة بواسطة الكاهن أو بشكل مباشر من خلال (الإِله الشخصي) الذي يتواجد دائما كالملاك الحارس إلى جانب المتعبد(7).
    صُنِّفتْ آلهة وادي الرافدين في مجموعات ثلاثية متباينة القوة والمكانة والأهمية ومركز العبادة. بعضها قليل الأهمية تقع في اسفل السُلَّم بحيث لم يُخصص لها أكثر من مزار أو مصلّى صغير في زاوية شارع. وهناك آلهة اقتصرت عبادتها على المدينة- الدولة ذاتها (الإِله الحامي) وأشهرها (مردوخ)- إِله بلاد بابل- و (آشور)- إِله بلاد آشور. وتحولت قلة منها، بسبب طبيعتها، إلى معبودات بشرية مثل (سين) إِله القمر- إِله المعرفة الذي "يقرأ المستقبل المجهول ويعرف جميع المصائر"، و (شمش)- إِله الشمس- إِله العدالة "مبدد الظلام… يفضح الأشرار ويكشف العدل"، و عشتار (انانا)- إِلهة الحب والحرب التي اتخذت شكلها المنظور في كوكب الزهرة (فينوس) نجمة الصباح والمساء. وكانت إلى جانب أُختها (ايريشكيكال)- ملكة العالم الأسفل- عالم الأموات، أقوى وأشهر إِلآهات وادي الرافدين. أما تموز (دموزي)- إِله الخصب فإِن شهرته الشعبية الواسعة تعدت حضارة وادي الرافدين، لاشتهاره الاقتران من (عشتار)، حيث نشأ عن هذا الزواج عادة عبادة الخصب التي كانت تُمثَّل في احتفالات سنوية (مطلع الربيع) وعُُرف بـ (الزواج الإلهي المقدس)، ويقوم بدورهما الملك أو الحاكم مع كاهنة عليا خاصة. وما جرى لـ (دموزي) على يد حبيبته عشتار بإنزالها له للعالم الأسفل، فأصبحت عادة البكاء على (تموز) ممارسة شعبية تقليدية وردت في التوراة- سفر حزقيال 8:14(8).
    وأخيراً، تأتي الآلهة الثلاثة الذكور الكبار على رأس الآلهة جميعا، حيث أخذوا يتقاسمون حكم الكون فيما بينهم (انو Anu إِله السماء وانليل Enlil إِله الجو وانكي Enki- ايا إِله الأرض ومياه العمق)، بعد القضاء على آبائهم من جيل الآلهة القديمة في حرب طويلة دامية، ثم تم خلق السماء والأرض والحياة والموارد، وأخيراً الإنسان، لتكون مهمته العمل لخدمة الآلهة (ملحمة الخليقة البابلية/ف16).
    جسَّد (آنو) شخصية السماء الجبارة التي اشتق اسمه منها. كان مقامه في السماء العليا (السماء السابعة). تمركزت طقوس عبادته في الوركاء مع ابنته عشتار. وكان شعار الملكية والصولجان وألواح القدر والمصائر عند مقام آنو السماوي. ومع انه أُعتبر ملك/أب جميع الآلهة، وأعلى قوة في الكون، لكنه لم يلعب دوراً مهماً في تقرير شؤون الكون، وبقي رمزاًمهيباً منذ أوائل عهد السومريين واسماً مبهماً. ويظهر أن (انليل) رُفع إلى "المنزلة العليا" لِلآلهة من الناحية العملية، رغم أن مكانته اهتزت بعد الطوفان لصالح (انكي) وانتقلت هذه المكانة إلى (مردوخ) بعد اتساع رقعة وسلطة بابل. و(انليل) هو ثاني إله كبير في الثالوث الإِلهي الحاكم. وكان يُعرف عند الكنعانيين باسم (بعل) ومعناه (الرب). تمركزت عبادته في نفر. وهو سيد الرياح إله العواصف- إله الجو. وهو الذي أصرَّ على تدمير الجنس البشري بالطوفان. ويُعتبر (انكي) ثالث الآلهة الثلاثة الكبار. وهو سيد/رب الأرض والمياه العذبة والجارية "هاوية المياه" التي يطفو فوقها العالم الأرضي. ويعني (ايا) بيت الماء، وهو وصف لمملكته. وكان البابليون يعتقدون أن المعرفة والحكمة تكمنان في هذه الهاوية التي كانوا يشخصونها باسم (ابسو)- مقر المعرفة. امتلك انكي كل خصائص الماء- واهب الحياة: دائم الوجود، رائق، مُطَهَّر، ومخصب. وهو أيضاً إله الحكمة والمعرفة والذكاء "ذو الآذان الواسعة الذي يعلم بكل ماله اسم". وكان مُلَقِّن وحامي الصناعات والحرف والفنون والأدوات، وهو كذلك إله السحر (الأبيض) وراعي السحرة الخيرين ممن يعملون على حماية العباد وطرد الشياطين والأرواح الشريرة. وهو المعلم العظيم والناظر الجبار الذي أخذ على عاتقه تأدية العالم المخلوق لواجباته. وهو لطيف على الدوام. وكان مُحباً وحامياً للبشرية، لعب دوراً أساسياً في منع دمار الجنس البشري بكامله أثناء الطوفان. وهناك بعض الأساطير التي تنسب إليه- خلق الإنسان من الطين(9).
    جاءت هذه الكثرة من الآلهة التي تقوم على "مبدأ الشرك" بالعلاقة مع عقيدة القوم بوجود قوى خفية في مختلف الظواهر الطبيعية- الكونية: الشمس، القمر، الكواكب والنجوم، السماء، الأرض، الهواء، الأمطار، المياه، النبات.. وبمرور الزمن جُسِّدتْ هذه القوى في شكل آلهة لها صفات وخصائص مميزة وواجبات محددة، وصار لكل من هذه القوى إِله، أو أن كلاً منها في ذاتها جَسَّدتْ إِلهاً معيناً. وهو ما يسمى بـ "مبدأ الحيوية". وشبَّه القوم آلهتهم بالبشر فخلعوا عليها جميع الصفات البشرية، فهي تأكل وتشرب وتتزوج وتفرح وتحزن وتمرض وتحب وتكره وتغضب وتحقد وتعفو وتنتقم وتتخاصم وتتحارب وتُجرَح وحتى تموت أحيانا وتذهب إلى العالم الأسفل. وهو ما يُعرف بـ "مبدأ التشبيه"، أي تشبيه الآلهة بالبشر في هيئتها العامة وحواسها وعلاقاتها الاجتماعية، عدا انفرادها عن البشر بالخلود والقدرة الخارقة. بإِيجاز، كانت الآلهة تمثل أفضل الجوانب البشرية وأسوأها موضوعة في ميزان ما فوق بشري(خارق) superman. وكان الاتجاه العام في حضارة وادي الرافدين، عند رفع إِله محلي إلى مركز إِله عام، عدم نبذ الآلهة الأخرى، وهذا ما عُرف بـ "مبدأ التفضيل" أو "التفريد". وأخيراً، اتصفت هذه الديانة باستمرارها، بحيث بقيت محافظة على جوهرها طوال عصور حضارة وادي الرافدين(10).
    وتبعاً لذلك صُوِّرَتْ الآلهة بِأنها تعيش، كما يعيش البشر، في مجتمع تحكمه قوانين وضوابط محددة، وعلى رأس هذا المجتمع رئيس الآلهة (الملك/الأب)، يساعده في إدارة شؤون مجمع الآلهة عدد من الآلهة الكبار. وكان للآلهة مجلس أعلى (انوناكي) Anunnaki يضم خمسين آلهة عظام تجتمع فيه لاتخاذ القرارات التي تهم الآلهة والبشر. وكان ضمن هذا المجلس وفوقه "السبعة"، وهم بالإضافة إلى الثلاثة الكبار: ننهوساك Ninhusag, نانا Nanna, اوتو Utu, انانا Annana. يبين وجود النساء في المجلس أنهن في وقت ما شكلن جزءاً من الجمعيات (البرلمانات) البشرية. واعتقد القوم أن معظم الآلهة تسكن في السماء، وهناك من يسكن العالم الأسفل، ولكل من الآلهة صفات ومسؤوليات معينة. واعتقد القوم أن المجتمع البشري الأرضي نسخة مطابقة للمجتمع الإِلهي السماوي، وأن ما يقع من أحداث في السماء تقابلها أحداث مماثلة في الأرض(11).
    كما تخيل سكان وادي الرافدين الأرض في هيئة قرص محاط بحاشية من الجبال يطفو على محيط من المياه العذبة (ابسو) حيث تدور حوله الأجرام السماوية. وهناك نصف آخر مشابه يضم "العالم الأسفل" تحت الأرض تمكث فيه أرواح الموتى. أما كيف تم خلق العالم؟ ومن هو الذي خلقه؟ فقد تباينت الأجوبة حسب تباين المواريث الأسطورية والمراحل التطورية الحضارية التي مرت بها تلك المعتقدات ارتباطاً بِأوضاع بيئتهم الطبيعية وبالعلاقة مع أساليب زراعتهم بين تلك المطرية/الديمية وبين الزراعة المروية(12). أما سر خلود وقدرة الآلهة فيقبع في تحملها مسؤولية إدارة الكون وحمايته من القوى الشريرة(13). وإذا كان الأمر كذلك، عندئذ فما هو سبب خلق الإنسان؟
    خلقت الآلهة الكون أولاً، بما في ذلك الأرض والسماء والكواكب والنجوم والموارد. وفُرضت على الآلهة الصغار العمل تحت ضربات سياط الآلهة الكبار، مما ولَّدت الشكاوى والاحتجاجات، فبادرت الآلهة الكبيرة لإيجاد بديل، بخلق الإنسان من أجل إراحتها، بِأن يقوم الإنسان مقام الآلهة بالعمل في أراضيها وتزويدها بمتطلباتها (القرابين)، وأن يلتزم بنواميسها الحضارية التي وهبتها للبشرية لتنظيم مجتمعاتهم، بإِطاعة الملك (نائب- ممثل الإِله)- القانون- النظام- النواميس الأخلاقية، وأن يقوم بعبادتها ويقدم لها الطاعة. مقابل ذلك يأمل الإنسان أن يحصل من الآلهة على حمايته في حقله- عمله وصحته وعائلته وأن تمد في عمره.
    والآلهة قوى خارقة خالدة، مصدر كل شيء، محرك كل الأحداث التي تقع في حياة الإنسان والمجتمع والكون. وهي صفة مطلقة لقوة عظمى تُسَيّر الكون والعالم. وهذه القدرة (القوة)تتميز بالعلو والرفعة، وهي قابعة في السماء، وحاضرة مع المخلوق (المتعبد) متجسدة في إِلهه الشخصي(ملاكه الحامي)، وهي ذات مهابة والهام مخيف وموهوب بنور كاشف مقدس(14). عليه فالإنسان ما هو سوى عبد للآلهة، وجبت عليه الطاعة والخدمة والعبودية. وهذا يُفسر مثلاً "أن الملوك الآشوريين الأقوياء الذين بسطوا سيادتهم على إمبراطورية شاسعة من نهر النيل إلى بحر قزوين، لا يعتبرون أنفسهم أكثر من عبيد متواضعين يسعون لإرضاء آلهتهمآشور…(15)"
    أما سر القدرة الخارقة للآلهة، فيكمن في أربع سمات إِلهية(16): الأُولى القدرة على الخلق، وهذه القدرة تقوم على النطق (الكلمة). فعندما يقول الإِله لشيء "كن فيكون". يذكر (كريمر)- عالم السومريات "إن فلاسفتنا السومريين طوروا مبدءاً صار فيما بعد عقيدة في أنحاء الشرق الأدنى كافة، وهو مبدأ القوة الخالقة الكامنة في الكلمة الإِلهية. فكل ما على الإِله الخالق أن يفعله وفقاً لهذا المبدأ هو أن يضع خططه، ينطق بالكلمة ويعلن الاسم(17)." الثانية القدرة على تحديد هيئة المخلوق وصفاته الجسدية والروحية، أي تعيين جوهره- قواه البدنية والعقلية- وسلوكه من خير وشر. الثالثة القدرة على رسم مصير المخلوق مسبقاً: يوم ولادته، فترة حياته، طبيعة الأحداث اليومية التي ستواجهه، مكانته الاجتماعية- الوظيفية- المالية- الصحية.. والتي تتجسد في (ألواح القدر/المصائر) المحفوظة لدى الآلهة في السماء. الرابعة القدرة على منح المخلوق وسائل يستطيع من خلالها تنظيم مجتمعه وبناء حضارته (النواميس الإِلهية) التي قيل أنها بحدود المائة ناموس، تتقدمها الملوكية والتاج والصولجان.. وتمكينه من معرفة إرادة الآلهة وفق علامات كونية: طبيعية، بشرية، حيوانية، تتطلب الفحص والتفسير بقراءة الطالع والتنبؤ (الفأل) والسحر.

  2. #2
    من أهل الدار
    كبرياء انثى
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: عربيه وافتخر
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,793 المواضيع: 44
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 840
    مزاجي: كلي وجع لبعدي عنك يابلادي
    المهنة: طالبة هندسة
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: جالاكسي 3
    آخر نشاط: 4/May/2016
    مقالات المدونة: 13
    تقرير جدا قييم سلمت يداك عالمجهود اخي

  3. #3
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,174 المواضيع: 160
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13101
    طرح رائع
    عاشت الايــــــادي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال