كم يقول الرجال في النساء، وكم يصفونهن بالكيد والغدر والمكر، فهل جئت أنت لتعاقب الجنس كله في أنا وحدي؟
ما لكلامي يتقطع كأنما هو أيضًا مختنق؟
حتى في خيالي أرى لكَ هيئة الآمر الناهي أيها القاسي. لا أحب منك هذا، ولكن لا يعجبني منك إلا هذا!
ويزيدك رفعة في عيني أنك تحاول قط أن تزيد رفعة في عيني.
فالمرأة لا تحب الرجل الذي يعمل على أن يلفتها دائمًا ليرفع من شأنه عندها.
إن الطبيعة قد جعلت الأنوثة "في الإنسان" هي التي تلفت إلى نفسها بالتصنع والتزيد، وعرض ما فيها وتكلف ما ليس فيها؛
فإن يصنع الرجل صنيعها فما هو في شيء إلا تزيين احتقاره!
التزيد في الأنوثة زيادة في الأنثى عند الرجل، ولكن التزيد في الرجولة نقص في الرجل عند الأنثى!
ارفع صوتك بكلماتي تسمع فيها اثنين: صوتك وقلبي.
ليست هي كلماتي لديك أكثر مما هو أعمالك لدي.
وليس هو حبي لك أكبر مما هو ظلمك لي!
ما أشد تَعْسي إذا كنتُ أخاطب منك نائمًا يسمع أحلامه ولا يسمعني!
ما أتعس من تُبكيه الحياة بكاءها المفاجئ على ميت لا يرجع، أو بكاءها المألوف على حبيب لا يُنَال!
ولكن, فلأصبر ولأصبر على الأيام التي لا طعم لها؛ لأن فيها الحبيب الذي لا وفاء له!
إن المصاب بالعمى اللونيّ يرى الأحمر أخضر، والمصاب بعمى الحب يرى الشخص القَفْر كله أزهارًا.
عمى مركب أن تكون أزهارًا من الأوهام ولها مع ذلك رائحة تعبق.
وعمى في الزمن أيضًا أن ينظر إلى الساعة الأولى من ساعات الحب، فيرى الأيام كلها في حكم هذه الساعة.
وعمى في الدم أن يشعر بالحبيب يومًا, فلا يزال من بعدها يحيي خياله ويغذِّيه أكثر مما يحيي جسم صاحبه.
وعمى في العقل أن يجعل وجه إنسان واحد كوجه النهار على الدنيا، تظهر الأشياء في لونه، وبغير لونه تنطفئ الأشياء.
وعمى في قلبي أنا، هذا الحب الذي في قلبي!
ليس الظلام إلا فقدان النور، وليس الظلم في الناس إلا فقدان المساواة بينهم.
وظلم الرجال للنساء عمل فقدان المساواة, لا عمل الرجال.
رسائل مجهولة الرافعي