بعد أن فاجأت شركة "فيسبوك" الأسواق بالاستحواذ على تطبيق المراسلة الفورية "واتس آب" بصفقة قُدرت قيمتها بـ16 مليار دولار، بدأت تتوارد للذهن أسئلة كثيرة حول ماهي أكبر 6 استحواذات تقنية حدثت خلال الخمس سنوات الماضية؟.
وبنظرة إلى أكثر الاستحواذات رواجاً في السوق الأحدث فالأحدث، نجد أن صفقة مايكروسوفت المفاجئة للاستحواذ على نوكيا في 2013، جاءت في أدنى هرم العمليات التي تمت في قطاع التكنولوجيا، عندما قررت مايكروسوفت شراء حصة كبيرة من نوكيا قدرت بـ7.3 مليار دولار في وقتها.
مايكروسوفت ونوكيا
فيما ظهرت أثار البيع مباشرة في قطاع التكنولوجيا بعد إتمام عملية الاستحواذ ودخول مايكروسوفت لسوق الهواتف عن طريق شراء نوكيا،
حيث ضمنت مايكروسوفت بأن منصة "هواتف ويندوز" التابعة للشركة ستكون مزودة بمحفظة شاملة من خدمات الأعمال والتقنية الخاصة بها، خصوصاً وأن نوكيا كانت في يوم ما تحتل صدارة الهواتف النقالة، غير أنها واجهت أياماً صعبة بعد أن فشل نظام التشغيل "سيمبيان" من إحراز أي تقدم أو جذب في السوق.
وجاء الدمج بين الشركتين ليكون له بالغ الأثر في تعزيز العلاقة بين الشركتين بعد أن وقعت مايكروسوفت مع نوكيا اتفاقاً لتطوير هاتف "لوميا" في عام 2011، وبالرغم من مغازلة نوكيا لنظام أندرويد، فإن الشركة مازالت تتطلع لجلب نظام أندرويد خاص لأجهزة مايكروسوفت OS نهاية شهر مارس الحالي.
أوراكل وصن مايكر وسيستمز
أما الصفقة الخامسة، فجاءت عن طريق استحواذ شركة "أوراكل" الأميركية على "صن مايكر وسيستمز" التي تعمل بشكل رئيسي في تطوير أجهزة كمبيوتر الخادم المتطورة والتي تعد عصب ثورة الإنترنت الحالية، بصفقة قدرت بـ8 مليارات دولار في عام 2011.
وبالرغم من نشاطها الرئيسي في السوق، إلا أن الشركة خسرت 100 مليون على أساس سنوي، ليتضح بعدها نية "صن مايكر وسيستمز" إتمام عملية البيع لصالح شركة "أوراكل" والتي ضخت فيما بعد على الشركة أرباحاً كبيرة بالرغم من بعض المشكلات الأمنية التي تتعلق بنظام "جافا".
سكايب
من جهة أخرى، جاء الاستحواذ الرابع بعد أن قامت مايكروسوفت بشراء "سكايب" في عام 2011 بصفقة قدرت بـ9 مليارات دولار.
وجاءت النتائج إيجابية لـ"سكايب" بعد أن أصبح البرنامج الخاص بسكايب مزودا بخاصية الاتصال المرئي والصورة، وأعطى الشركة القدرة على منافسة التطبيقات الشبيهة لدى "آبل" و"غوغل"، والتي أعطت لمايكروسوفت فرصاً لجني الأرباح.
هوليت باكارد وأتونومي
فيما جاء استحواذ شركة "هوليت باكارد" على "أتونومي" عام 2011 بقيمة 11.7 مليار دولار، من أسوأ عمليات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا على مر العصور.
بعد أن تعرضت الأخيرة لإشاعات كبيرة طالت عملية احتيال وضعت الشركة بصورة مالية مخالفة للواقع، الأمر الذي نتج عنه محاولة "هوليت باكارد" الخروج من الاستحواذ في آخر دقائق من العملية كلفتها خسائر بـ 3 مليارات دولار في يوم واحد، ودفعتها لتحمل تكاليف تصل لـ8.8 مليار دولار لتخفيض قيمة صفقة الاستحواذ.
غوغل وموتورلا
وجاءت المرتبة الثانية في الاستحواذات عن طريق شراء "غوغل" لموتورولا عام 2011 بقيمة 12.5 مليار دولار. وأكد خبراء بعد ساعات من الصفقة أن هذا الاستحواذ سيدفع من هيمنة نظام أندرويد قريباً على أنظمة الجوال الذكية حول العالم،
وخاصة على أجهزة موتورولا، إلا أن الرئيس التنفيذي لـ"غوغل" أعلن بعد فترة وجيزة أن الشركة لا تمتلك الوقت الكافي لتكريسه لموتورولا، والذي نتج عنه خسائر كبيرة في الأرباح الى أن وافقت "غوغل" على بيع الأخيرة الى لينوفو بأقل من 3 مليارات دولار.
فيسبوك وواتس آب
وتأتي الصفقة الأخيرة والحالية في استحواذ شركة "فيسبوك" على خدمة التراسل الفوري "واتس آب" بقيمة 16 مليار دولار، والذي يعد ثاني أكبر استحواذ بعد "هيوليت باكرد" بـ25 مليار دولار في عام 2001.
ويشار الى أن "واتس آب" يمتلك أكثر من 450 مليون مستخدم نشط، وأنه سيستمر في العمل بشكل منفصل عن فيسبوك في المستقبل القريب. وأكد مارك زوكربيرج،
مؤسس "فيس بوك" أنه لن يغير في نموذج التطبيق لـ"واتس آب"، وأنه سيبقي الاشتراك على إرسال عدد غير محدود من الرسائل النصية بـ1$ لمدة عام لحين اختراق قاعدة المستخدمين حاجز المليار.