إنجاز طبى جديد ومثير سيفيد عشرات الملايين من المرضى حول العالم، توصل إليه مؤخراً فريق من الباحثين والأطباء حيث تمكنوا من تطوير جهاز جديد وفريد من نوعه، يُزرع بالقلب لعلاج نوبات الذبحة الصدرية المؤلمة، ويساهم فى ضخ المزيد من الدم إلى القلب، وبالتالى لا تعانى أنسجته من أى نقص فى إمدادات الأكسجين التى تحفز الإصابة بهذا المرض.
وجاءت هذه النتائج بالمجلة الطبية "Journal of the American College of Cardiology"، وكما نشرت على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى الحادى عشر من شهر مارس الجارى.
وعن آلية عمل الجهاز الجديد، أشار الباحثون أنه يحد من معدل الدم الذى يتم ضخه من القلب عبر أوردة الجيب التاجى، أحد منافذ الخروج الرئيسية للقلب، وهو ما يجبر كميات كبيرة من الدم على العودة مرة أخرى إلى هذا العضو الحيوى كى يتم إعادة ضخها وبالتالى تزداد إمدادات الدم.
ولإدخال الجهاز الجديد إلى القلب يقوم الأطباء بفتح شق صغير فى الوريد الوادجى داخل العنق بينما يكون المريض تحت تأثير التخدير، ثم يقومون بإدخال أنبوبة بلاستيكية ضيقة ويحركوها حتى تصل إلى أوردة الجيب التاجى خلف القلب وذلك باستخدام سلك استرشادى وبالون مفرغة من الهواء داخل الجهاز الدقيق، يتم سحبهم فى النهاية عقب تثبيت الجهاز المنزرع فى مكانة خلال هذه العملية المثيرة والتى لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة.
ويُعرف الجهاز الجديد باسم "Neovasc Reducer"، وهو مصنع من مادة الفولاذ، ويحتوى على طرفين ذو قطر واسع بأبعاد 13 مم، بينما يضيق الجزء الأوسط منه ويبلغ قطره 3 مم فقط، وهو مماثل لقطر ماصة العصائر، وهو يُستَخدم ليمرر الدم من الجيب التاجى عبر هذا الجهاز ويتغير مسار أكثر من 50% منه تقريباً ليعود إلى القلب مرة أخرى ويتم إعادة ضخه.
وكشفت التجارب الإكلينيكية التى شملت 14 شخصاً فاعلية الجهاز الجديد فى الحد من آلام الذبحة الصدرية، وتعزيز إمدادات الدم التى يتم ضخها إلى عضلة القلب، وهو ما يعنى أنه قد يعد البديل الأمثل لعلاج الأشخاص المصابين بأمراض الشرايين التاجية ومرضى الذبحة الصدرية الذين لا يمكن السيطرة على حالتهم.