أيها الليل
ياليل العشاق و الشعراء و المنشدين
يليل الأشباح و الأرواح
يليل الشوق و الصبابة و التذكار
أيها اليل الواقف بين أقزام الغيوم المغرب وعرائس الفجر المتقلد سيف الرهبة
المتوج بالقمر المتشح بثوب السكوت الناظر بألف عين إلى أعماق الحياة
المصغي بألف أذن إلى أنة الموت و العدم
أنت ظلام يرينا أنوار السماء و النهار نور يغمرنا بظلمة الأرض
انت أمل يفتح بصائرنا أمام هيبة اللنهاية و النهار غرور يوقفنا كالعميان في عالم المقاييس و الكلمة
أنت هدوء يبيح بصمته خفايا الأرواح المستيقظة السائرة في الفضاء العلوي
والنهار ضجيج يثير بعوامله نفوس المنطرحين بين سنانك المقاصد و الغرائب
أنت عادل يجمع بين جنحي الكرى أحلام الضعفاء بأماني الأقوياء
وانت شفوق يغمض بأصبعه الخفية أجفان التعساء
و يحمل قلوبهم إلى عالم أقل قساوة من هذا العالم
جبران خليل جبران
1