النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

العالم ألكسندر غراهام بيل ...!!!!!!

الزوار من محركات البحث: 173 المشاهدات : 1962 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    المڶڪـہ ..!
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,018 المواضيع: 943
    التقييم: 724
    آخر نشاط: 17/May/2011
    مقالات المدونة: 4

    113 العالم ألكسندر غراهام بيل ...!!!!!!


    الميلاد 3 مارس 1847
    أدنبره، إسكتلندا
    الوفاة 2 اغسطس 1922
    بادك، كندا


    "ألكسندر جراهام بيل" (3 مارس 1847 - 2 أغسطس 1922) هو العالم البارز والمخترع والمهندس والمبتكر البارع الذي يرجع إليه الفضل في اختراع أول جهاز تليفون تم استخدامه في العالم. لقد ارتبط كل من والد "بيل" وجده وأخيه بالعمل في مجال التخاطب وتصحيح النطق وتعليم الكلام للصم والبكم، وكانت والدته وزوجته من الصم؛ الأمر الذي كان له أثر بالغ على حياة "بيل" وعمله. وعلاوةً على ذلك، فقد دفعه بحثه في مجال السمع والكلام إلى إجراء تجارب عديدة على أجهزة السمع؛ الأمر الذي مكنه في النهاية من اختراع أول جهاز تليفون والحصول على أول براءة اختراع مسجلة بذلك في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1876. وبالنظر إلى حياته العلمية، نجد أن "جراهام بيل" اعتبر أن أبرز اختراعاته وأشهرها؛ ألا وهو اختراع التليفون، كان يعد بمثابة أمر توصل إليه بمحض الصدفة خلال ممارسته لعمله الأصلي بوصفه عالمًا في مجال الصوت، كما أنه رفض أن يكون لديه تليفون في حجرة مكتبه.

    ومن الجدير بالذكر أنه قد نُسِبَت له العديد من الاختراعات الأخرى التي أثْرَت حياته العلمية ولا سيما في الفترة الأخيرة من حياته، ومن بينها عمله الذي أحدث تقدمًا مذهلاً في صناعة زوارق وسفن الهايدروفويل (Hydrofoils) وعلم الطيران. في عام 1888، أصبح "ألكسندر جراهام بيل" أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية الجغرافية الوطنية في واشنطن (The National Geographic Society).



    ولد "ألكسندر بيل" في إدنبرة باسكتلندا في 3 مارس عام 1847. كانت عائلته تقطن في منزل في 16 شارع شارلوت بالمنطقة الجنوبية منه، إدنبرة، اسكتلندا، والآن يعد من الأماكن البارزة والمعالم الشهيرة حيث يوجد على بابه علامة تذكارية تدل على أن هذا المنزل هو مسقط رأس "ألكسندر جراهام بيل". وكان له شقيقان هما "ميلفيل جيمس بيل" (1845-1870) و"إدوارد تشارلز بيل" (1848-1867). ولكنهما تُوُفِيَا إثر إصابتهما بمرض السل. أما والده فهو البروفيسور "ألكسندر ميلفيل بيل" وأمه "إليزا جريس" (التي كانت تدعى قبل زواجها "سيموند") على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى "ألكسندر بيل"، فإنه عندما بلغ العاشرة من عمره توسل إلى والده وطلب منه أن يكون له كنية مثل شقيقيه. وفي عيد ميلاده الحادي عشر، قَبِل والده بكنية "جراهام" وسمح له بذلك وجاء اختيارهم لهذه الكنية من صميم حبهم وخالص إعجابهم بشخص كندي يدعى "ألكسندر جراهام" الذي كان يستضيفه والده وهو من أحد تلاميذه وأصبح صديقًا للعائلة.
    ولكن، ظل أقاربه وأصدقاءه المقربين يلقبونه باسم "أليك" الذي استمر والده يناديه به حتى قرابة موته.


    عندما كان طفلاً صغيرًا، كان لدى "ألكسندر جراهام بيل" نزعة قوية لمعرفة واكتشاف كل شيء يحيط به في العالم الخارجي من حوله، الأمر الذي أدى إلى قيامه بتجميع عينات من النباتات لإجراء التجارب عليها وكان ذلك في مرحلة مبكرة من عمره. ولكن "بين هيردمان" كان صديقه المقرب وهو أحد أبناء أسرة مجاورة لهم كانت لديها طاحونة لصنع الدقيق وكان هذا هو حال العديد من المشروعات في بدايتها في هذا الوقت. وسأل الصغير "أليك" عن كيفية العمل في الطاحونة ولأمور التي ينبغي مراعاتها.

    فقيل له إن القمح يتم طحنه من خلال القيام بعملية شاقة تتطلب المزيد من الكد والجهد. وعندما بلغ "بيل" الثانية عشرة من عمره، ابتكر آلة صنعها بيده في البيت لتحريك الأعمدة الدوارة التي يوجد بها مجموعات من فرشاة الأظافر وبذلك فإنه ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح والتي تم تشغيلها واستخدمت لفترة زمنية استمرت عدة سنوات. وفي المقابل، منح "جون هيردمان" الفتيان فرصة إدارة ورشة صغيرة يمكنهم من خلالها اختراع وابتكار كل ما هو جديد. ومنذ سنواته الأولى، أبدى "بيل" مدى تأثره بالأشياء من حوله ومدى موهبته في الفن والشعر والموسيقى كل هذا بمساندة وتشجيع والدته. ودون تلقيه أي تدريب رسمي، فإنه تفوق في العزف على آلة البيانو وأصبح بذلك عازف البيانو الأول في الأسرة. على الرغم من أنه كان يتسم بالهدوء وكثرة التأمل والتفكير العميق، فإنه كان يجد متعة شديدة في المحاكاة والخداع الصوتي المماثل للتكلم من البطن الذي دائمًا ما يُعجب ضيوف العائلة. كما تأثر "بيل" للغاية بصمم والدته الذي أصابها بشكل تدريجي (حيث إنها بدأت بضعف سمعها عندما بلغ الثانية عشرة من عمره)، كما أنه تمكن من تعلم لغة الإشارة ولذلك فإنه كان يستطيع مجالستها والتحدث معها في صمت من خلال هذه الإشارات التي كانت تدوي في أرجاء البيت. كما عمل "بيل" على تطوير تقنية بسيطة للتحدث بوضوح واستطاع توجيه طبقة الصوت مباشرةً إلى رأس أمه ثم تعديلها والتي من خلالها تتمكن من سماعه بشكل واضح نسبيًا. فدفعه اهتمامه الكبير بإصابة والدته بالصمم - الأمر الذي أصبح شغله الشاغل - إلى دراسة علم الصوتيات. لقد ارتبطت عائلته إلى حد كبير بتدريس أساليب التخاطب، حيث كان جده "ألكسندر بيل" في لندن وعمه في دبلن وأبيه في إدنبرة كانوا جميعًا متخصصين في تصحيح النطق وتعليم الكلام للصم والبكم. ولوالده العديد من الأعمال المتعلقة بالتخاطب والنطق والتي قام بنشرها، ومعظمها لا يزال معروفًا حتى الآن، ونخص بالذكر The Standard Elocutionist (1860) Mackay 1997 وغير ذلك من الأعمال التي ظهرت في إدنبرة في عام 1868. لقد ظهر The Standard Elocutionist من خلال 168 نسخة بريطانية وتجاوزت مبيعاته ربع مليون نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وفي هذا الكتاب، شرح والده الأساليب التي توضح كيفية تعليم الصم والبكم (كما يطلق عليهم) التلفظ بالكلمات بوضوح وقراءة الحركات التي تبدو على شفاه الآخرين حتى يتوصلوا إلى المعنى المراد. كما لم يقم والده بتعليمه هو وإخوته كيفية كتابة الكلام المرئي (Visible Speech) فحسب، بل إنه قام بتعليمهم كيفية تحديد أي رمز وتعريفه ومعرفة أي صوت يصاحبه. وأصبح "جراهام بيل" (أليك كما كانوا يلقبونه) بارعًا جدًا لأنه أصبح جزءًا من الممارسات والتجارب العامة التي أسهم بها والده في هذا المجال، كما أنه أدهش الجميع عندما أبدى قدراته الخارقة في فك رموز باللغة اللاتينية أو اللغة الغيلية التي ينطق بها السلتيون الذين يسكنون مرتفعات اسكتلندا أو حتى اللغة الهندية القديمة.

    عندما كان طفلاً صغيرًا، تعلم "جراهام بيل" مثل إخوته على يد والده حيث تلقى مراحل تعليمه الأولى بالبيت. وعلى الرغم من ذلك، فإنه في سن مبكرة التحق بالمدرسة الثانوية الملكية(The Royal High School) في مدينة إدنبرة باسكتلندا وتخرج منها وهو في الخامسة عشرة من عمره وهو بذلك أكمل أول المراحل الأربع فقط. وكان سجله المدرسي حينذاك عاديًا إلا أنه كان يتميز بكثرة غيابه وتخلفه عن الحضور إلى مدرسته وعلاوة على ذلك فكانت الدرجات التي يحصل عليها عادية أيضًا ولا تلفت النظر إليه. وكان ينصب جم اهتمامه على دراسة العلوم، ولا سيما علم الأحياء، بينما كان لا يبدي أي اهتمام بالمواد الدراسية الأخرى؛ الأمر الذي كان يفزع والده الذي يتسم بالشدة. وعقب تخرجه من هذه المدرسة، سافر "جراهام بيل" إلى مدينة لندن للعيش بصحبة جده "ألكسندر بيل". وخلال العام الذي قضاه مع جده، بدأت بوادر حبه للتعلم والتعليم تبدو، حيث اعتاد على قضاء ساعات طويلة في المناقشة الجادة والدراسة. بذل جده "بيل" جهودًا كبيرة سعيًا وراء حث تلميذه الصغير على تعلم كيفية التحدث بوضوح والتحلي بأسلوب الإقناع إيمانًا منه بأهمية هذه الصفات التي ينبغي على "بيل" الصغير التحلي بها لكي يصبح معلمًا لنفسه. وعندما بلغ "بيل" السادسة عشرة من عمره، فإنه تمكن من تعلم وتعليم فن التخاطب والموسيقى وذلك في وستون هاوس أكاديمي (Weston House Academy) بمدينة إلجين، موراي، اسكتلندا. على الرغم من أنه كان طالبًا مسجلاً في دراسة اللغتين اللاتينية واليونانية، فإنه كان يُعلِّم الدروس ويعطيها بنفسه في مقابل تناول الطعام وعشرة جنيه إسترليني عن كل حصة. وفي العام التالي، التحق بجامعة إدنبرة (The University of Edinburgh) بصحبة أخيه الأكبر "ميلفيل" الذي كان ملتحقًا بهذه الجامعة منذ عام مضى.


    لقد شجعه والده على الاهتمام بدراسة الصوتيات وتعليم الكلام وفي عام 1863 اصطحبه والده مع إخوته لرؤية عرض لروبوت الذي قد طوره السير "تشارلز ويتستون" (Charles Wheatstone) والذي كان في الأصل اختراعًا للعالم "فولفجانج فون كيمبلين" (Baron Wolfgang von Kempelen). فإن الروبوت البدائي كان يحاكي صوت البشر. وكان "بيل" (أليك) منبهرًا بهذه الآلة وبعد اقتنائه لنسخة لكتاب "فون كيمبلين" الذي تم نشره في ألمانيا وقام بترجمته بعد عناء طويل، قام هو وأخيه "ميلفيل" بتصميم رأس لجهاز روبوت خاص بهما. وقد أبدى والدهما اهتمامه الشديد بهذا الأمر وعرض عليهما تقديمه لأي دعم مالي لاقتناء أي مواد لازمة، وعهد إليهما على سبيل التشجيع بجائزة كبرى إذا حققا نجاحًا في ذلك. وعلى الرغم من أن أخاه قد قام بتصميمحلق وحنجرة الروبوت، فإن "بيل" تولى مسئولية أداء مهمة أصعب من ذلك بكثير ألا وهي إعادة تصميم جمجمة حقيقية للروبوت. وأسفرت جهوده عن تصميم رأس تشبه الرأس الحقيقة بصورة رائعة وغير عادية حيث تستطيع التحدث وإن كان بكلمات قليلة. كما قاما بتعديل شفاه الروبوت بعناية وعندما كانت تلفظ الرئتان الهواء من خلال القصبة الهوائية، نطق بكلمة "ماما"؛ الأمر الذي أبهر الجيران وأسعدهم سعادة غامرة مما دفعهم للمجيء إليه لرؤية اختراع "بيل". ونتيجة لانبهار "بيل" بالنتائج التي توصل إليها إثر تصميمه لهذا الروبوت، فإنه واصل عمله في إجراء التجارب على أحد الكائنات الحية وهو كلب الصيد الصغير "تروفي" الذي كانت تملكه العائلة. وبعد أن قام بتمرين الكلب على الهرير باستمرار، بدأ "بيل" في أن يصل إلى فم الكلب ويمسك شفتيه بيده ليتحكم في إصداره للأصوات البسيطة عبر أحباله الصوتية مثل "أٌو آه أوو جا ما ما" (Ow ah oo ga ma ma). ومع قليل من الإقناع، بدأ الزائرون إلى حد ما يتصورون أن هذا الكلب ربما سيتلفظ في وقت ما بعبارة مثل "كيف حالك يا ...؟". وأكثر دلالة على سجية "بيل" التي تتسم بالهزل والمزاح أنه كانت لديه القدرة على إقناع المشاهدين من حوله بأنهم يرون كلبًا ناطقًا. ولكن هذه التجارب الأولية التي أسفرت عن نتائج إيجابية خاصة بالصوت دفعت "بيل" للشروع في أول عمل جاد له بشأن نقل الصوت مستخدمًا الشوكة الرنانة لاكتشاف رنين الصوت. وعندما بلغ "بيل" التاسعة عشرة من عمره، كتب تقريرًا عن عمله وأرسله إلى "ألكسندر إليس" (Alexander Ellis) وهو أحد زملاء والده. ورد عليه على الفور إليس مشيرًا إلى أن هذه التجارب كانت مماثلة لعمل آخر في ألمانيا حينذاك. وعندما انزعج "بيل" انزعاجًا شديدًا بعدما علم أن عمله الرائع الذي سيحدث ضجة من وجهة نظره يقوم به الآن بالفعل العالم الألماني "هيرمان فون هلمهولتس" (Hermann von Helmholtz) الذي يقوم بتحويل الأصوات اللينة عن طريق تقنية جديدة مشابهة باستخدام الشوكة الرنانة، هَمَّ بقراءة كتاب لهذا العالم الألماني وهو (Sensations of Tone ). ومن خلال ترجمته للنسخة الأصلية للكتاب الألماني، استنتج "بيل" أن أساس عمله في المستقبل سينصب على مجال نقل الصوت، وأضاف "بيل" قائلاً: "فدون معرفة الكثير عن هذا الموضوع فإنه يبدو لي أنه إذا كانت الأصوات اللينة يمكن أن تصدر بوسيلة كهربائية فإن الأصوات الساكنة يمكن أن تصدر بنفس الوسيلة أيضًا وبذلك يمكن النطق بالكلمات."


    وفي عام 1865، عندما انتقلت عائلة "بيل" إلى لندن، عاد "بيل" إلى وستون هاوس أكاديمي كمدرس مساعد بها، وأثناء وقت فراغه كان يواصل إجراء التجارب على الصوت مستخدمًا عدد قليل من الأجهزة والأدوات المعملية. كما ركز "بيل" على إجراء التجارب باستخدام الكهرباء من أجل نقل الصوت ثم بعد ذلك كان يقوم بتركيب سلك التلغراف من حجرته في كلية سومرست (Somerset College) إلى حجرة أحد أصدقائه. وعلى مدار فصلي الخريف والشتاء في عام 1867، اضطربت حالته الصحية وكان ذلك بسبب التعب وكثرة الإجهاد. وكان شقيقه الأصغر "إدوارد تيد" طريح الفراش حيث كان يعاني من إصابته بمرض السل. على الرغم من أن "بيل" قد استعاد صحته (من هذا الحين يشير إلى نفسه باسم ألكسندر جراهام بيل "A.G. Bell") وعمل في السنة التالية بكلية سومرست Somerset College في مدينة باث، بمقاطعة سومرست، إنجلترا، فإن حالة أخيه الصحية كانت في تدهور تام. ولم يُشفَ "إدوارد" من مرضه. وبوفاة أخيه، قرر "بيل" العودة إلى موطنه في عام 1867. كما أن شقيقه الأكبر "ميلفيل" قد تزوج وترك المنزل. ومع أن "بيل" كان يطمح في الحصول على درجة علمية من جامعة لندن (University College London)، فإنه كان ينظر لسنواته التالية على اعتبار أنها تعد بمثابة سنوات تحضيرية لخوض الامتحانات التي تسبق الحصول على الدرجة العلمية ولذا كرس وقت فراغه لقضائه في منزل العائلة من أجل البحث والدراسة. كما أن مساعدته لوالده في الأبحاث والدراسات والمحاضرات الخاصة بالكلام المرئي قد دفعته للالتحاق للتدريس بالمدرسة الخاصة لـ "سوزانا إي هال" للصم (Susanna E. Hull's private school for the deaf) والتي توجد في جنوب منطقة كنسينجتون (South Kensington)، غرب لندن. وكان أول اثنين من الطلاب الدارسين لديه هما فتاتان من الصم والبكم واللتان حققتا تقدمًا ملحوظًا في تعلم النطق تحت إشرافه ورعايته. على الرغم من أنه كان يبدو أن أخاه الأكبر قد حقق نجاحًا في العديد من المجالات، منها فتح مدرسته الجديدة الخاصة بعلوم التخاطب وتعليم النطق وترشيحه للحصول على براءة اختراع لأحد الابتكارات علاوة على أنه كَوَّن أسرة، فإن "بيل" لم يزل مدرسًا. ومع ذلك، ففي مايو عام 1870، توفي "ميلفيل" إثر معاناته من مضاعفات نتجت عن إصابته بمرض السل، الأمر الذي أدى إلى مواجهة الأسرة لأزمة شديدة. كما أن والده كان يعاني من قبل من مرض تسبب له في معاناته من وهن وضعف عام في صحته ولكنه تماثل للشفاء واستعاد صحته عقب فترة النقاهة التي قضاها في نيوفاوندلاند (Newfoundland) بكندا. وعندما علم والداه بأن ابنهما الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو أيضًا يعاني من المرض، بدأ والداه في التخطيط لحياته. حيث قرر الأب "ألكسندر ميلفيل بيل" بشكل حاسم أن يطلب من "جراهام بيل" الترتيب لبيع جميع ممتلكات الأسرة، وإتمام جميع شئون إخوته (كما أن بيل كان مهتمًا بتلميذه الأخير الذي كان يعالجه من التلعثم (صعوبة التكلم)، ومشاركة والده ووالدته التخطيط للعيش في أمريكا، هذا العالم الجديد المقبلين عليه. وعلى مضض، قرر "بيل" أيضًا الانفصال عن "ماري إكليستون" (Marie Eccleston) وإنهاء علاقته بها ظنًا منه أنها لم تكن على استعداد لترك إنجلترا للسفر معه إلى خارج البلاد.



    حديث "بيل" من خلال النموذج الأول للتليفون



    وفي عام 1870، وعندما كان يبلغ من العمر 23 عامًا، سافر "بيل" وأرملة شقيقه "كارولين" ("مارجريت أوتواي" Margaret Ottaway)، ] ووالديه على سفينة SS Nestorian متجهين إلى كندا. وبعد وصولهم إلى مدينة كويبك الكندية، استقل "بيل" وعائلته أحد القطارات المتجهة إلى مدينة مونتريال ثم الانتقال منها فيما بعد إلى باريس في مقاطعة أونتاريو وقرروا البقاء مع القس توماس هندرسون (The Reverend Thomas Henderson) وهو أحد أصدقاء العائلة. وبعد بقائهم فترة قصيرة مع "هندرسون"، قامت عائلة "بيل" بشراء مزرعة تبلغ مساحتها عشرة فدادين ونصف بمرتفعات توتيلو (Tutelo Heights) (والتي يُطلق عليها الآن مرتفعات توتيلا Tutela Heights) والتي تقع بالقرب من مدينة برانتفورد (Brantford) بمقاطعة أونتاريو. وكانت هذه المزرعة تتكون من بستان وبيت كبير وإسطبل وحظيرة ومكان لتربية الطيور وآخر مخصص كجراج للسيارات، وكان يحد هذه المزرعة النهر الكبير (the Grand River). ] ففي المزرعة، قام "بيل" بتأسيس معمله الخاص به في المنطقة المخصصة للسيارات بعدما تم تحويلها وتهيئتها لتناسب عمله والتي تقع بالقرب من المكان الذي يسميه بمكان حلمه وهو مكان كبير تحيط به الأشجار ويقع في نهاية المزرعة ويطل على النهر. على الرغم من ضعف حالة "بيل" الصحية عند وصوله إلى كندا، فإنه وجد المناخ الجيد والمكان المناسب مما ساعده على تحسن حالته الصحية بسرعة. ومن الجدير بالذكر أنه واصل بحثه واهتمامه بدراسة الصوت البشري وعندما اكتشف احتياطي الدول الست (The Six Nations Reserve) التي تطل على النهر الكبير في بلدة Onondaga الأمريكية، تعلم لغة الموهوك (Mohawk language) وترجم مفرداتها غير المكتوبة إلى رموز تتعلق بالكلام المرئي. وبالنسبة لعمله، فإنه قد تم منح "بيل" لقب رئيس شرف (Honorary Chief) علاوة على مشاركته في احتفال قام فيه بارتداء قبعة الموهوك ورقص الرقصات التقليدية. وبعد أن قام "بيل" بإنشاء معمله، بدأ في إجراء تجاربه التي تستند إلى عمل "هلمهولتس" المتعلق بالكهرباء والصوت. إنه صمم بيانو يمكن من خلال الكهرباء أن ينقل الموسيقى الذي تصدر منه لمسافة بعيدة. وبمجرد أن استقرت العائلة هناك، وضع كل من "بيل" ووالده خططًا لتطبيق عملية تعليم النطق وفي عام 1871، رافق والده في السفر إلى مونتريال حيث كان قد عُرِضَ عليه تدريس برنامج الكلام المرئي الخاص به.




    لقد أبدت المقتطفات التي تم اقتباسها من تقرير إليشا جراي الذي قدمه في 14 فبراير من أجل الحصول على براءة اختراع
    وكذلك من مذكرات "بيل" التي كتبها في معمله في 8 مارس مدى درجة التشابه المثيرة للدهشة في هذا العمل.



    وفي وقت لاحق، وجهت "سارة فولر" (Sarah Fuller)، مديرة مدرسة بوسطن للصم والبكم (The Boston School for Deaf Mutes)، دعوة لوالده (وهذه المدرسة مازالت موجودة حتى الآن ولكنها يطلق عليها مدرسة مان هوراس العامة للصم The public Horace Mann School for the Deaf)، في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، لكي يقدم برنامج الكلام المرئي من خلال تدريب المدرسين العاملين بمدرسة فولر، ولكنه رفض هذه الوظيفة لصالح ابنه. وإثر سفره إلى مدينة بوسطن في إبريل عام 1871، نجح "بيل" في تقديم الخدمات للمعلمين في المدرسة. ونتيجةً لذلك، كان قد طُلِبَ منه أن يعيد تدريس هذا البرنامج في المدرسة الأمريكية للصم والبكم (The American Asylum for Deaf-mutes) في هارتفورد وفي مدرسة كلارك للصم (The Clarke School for the Deaf) بمدينة نورث هامبتون. وبعد عودته إلى برانتفورد بعد قضاء ستة أشهر خارجها، استمر "بيل" في إجراء تجاربه على التلغراف التوافقي. وكانت تكمن الفكرة الأساسية من هذه الأداة التي ابتكرها في أن الرسائل يمكن إرسالها عن طريق سلك واحد إذا تم إرسال كل رسالة من الرسائل بدرجة مختلفة، باستثناء العمل على كل من جهاز الإرسال أو جهاز الاستقبال إذا اقتضت الضرورة ذلك. غير أن "بيل" كان ليس واثقًا من مستقبله، ففكر أولاً في العودة مرة ثانية إلى لندن لإكمال دراسته ولكنه قرر العودة إلى مدينة بوسطن للعمل بها كمعلم. ولكن والده ساعده في الوصول لعمله الخاص من خلال الاتصال بـ "جاردينر جرين هوبارد" (Gardiner Greene Hubbard)، رئيس مدرسة كلارك للصم وذلك من أجل ترشيحه للعمل بها. ومن خلال تدريسه لبرنامج والده، فتح "ألكسندر بيل" في أكتوبر عام 1872 مدرسة في مدينة بوسطن تعرف باسم "فسيولوجيا الصوت وآليات النطق والكلام" (Vocal Physiology and Mechanics of Speech) التي نجحت في استقطاب عدد كبير من الطلاب الذين يعانون من الصمم. وكان يبلغ عدد طلاب أول فصل قام بالتدريس له 30 طالبًا. كان يعد بمثابة مدرس خصوصي، ومن أشهر تلاميذه "هيلين كيلر" (Helen Keller) التي التحقت لديه بالمدرسة في سن صغيرة وكانت لا تستطيع الرؤية أو السمع أو الكلام. وهي التي قالت في وقت لاحق إن "بيل" كرس حياته لاختراق "الصمت المخيف الذي يعزل الفرد عن الآخرين من حوله ويباعد بينهم". ومن الجدير بالذكر أن "ألكسندر جراهام بيل" تمتع بتأثيره الهائل على عالم الصم. إنه بعث العديد من الأفراد (أفراد مجتمع الصم ككل) من مدينة ميدستون بمقاطعة كِنت (Kent) في إنجلترا إلى جزيرة مارثاز فينيارد (Martha's Vineyard)، الجزيرة التي تقع بالقرب من مقاطعة كِنت. كما أنه لاحظ أن 80 في المائة من الصم يمكنهم التحدث بلغة الإشارة. في البداية كان على اقتناع بأنه من خلال اتباع أسلوب عزل الصم عن الآخرين سيتمكن من الحد من مشكلة الصمم (لأنه كان يرى أنها ترجع إلى العامل الوراثي). وتتلخص وجهة نظره التي كان يتبناها في أن "الوقاية خير من العلاج". وأجاز عملية الخصاء وأسس العديد من المراكز والمدارس الخاصة لتعليم الصم. وقد لاحظ "بيل" ازدياد عدد الأفراد المتزوجين الصم من بعضهم البعض وزعم بأن ذلك قد يؤدي إلى توارث الصمم؛ الأمر الذي ينتج عنه كارثة كبيرة تهدد العالم أجمع. والسؤال الذي نطرحه هنا: وقد رأى العديد من الإخصائيين ذوي الخبرة في هذا الوقت أن مشكلة الصمم تعد من المشكلات التي يمكن القضاء عليها معتقدين أنه بإمكانهم تعليم الصم كيفية التحدث فحسب وليس استخدام لغة الإشارة. وفي العديد من المدارس، كانت تتم معاملة الأطفال الصم بصورة سيئة وبشكل قاسٍ للغاية (على سبيل المثال، ربط أيديهم خلف ظهورهم حتى لا يمكنهم التحدث بلغة الإشارة؛ وهي اللغة الوحيدة التي يعرفونها جيدًا، وبذلك فإنهم سيضطرون إلى محاولة التحدث والنطق بالكلمات). ثم أنشأ في عام 1872 مدرسته في بوسطن وذلك لأن نظريته قد ثبت بطلانها وتم دحضها. وما زال الصم لديهم أطفال أصحاء لا يعانون من ضعف السمع وما زال الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من أي ضعف في السمع لديهم أطفال صم.


    وفي العام التالي، أصبح "بيل" أستاذًا لفسيولوجيا الصوت وأساليب تعليم الكلام للصم والبكم بكلية التخاطب بجامعة بوسطن. وخلال هذه الفترة الزمنية، كان "بيل" ينتقل بين بوسطن وبرانتفورد، بينما كان يقضي شهور الصيف في منزله بكندا. وفي جامعة بوسطن، كان يدفعه ويشجعه حماس العديد من العلماء والمخترعين الذين يقطنون هذه المدينة. وواصل بحوثه في الصوت، وسعى جاهدًا لإيجاد طريقة لنقل النغمات الموسيقية والتلفظ بالكلمات، ولكن على الرغم من أن إجراء هذه التجارب كان يستحوذ على كل تفكيره، فإنه وجد أنه من الصعب تخصيص وقت كافٍ لإجراء هذه التجارب. على الرغم من أن "بيل" كان مشغولاً طوال الوقت بالتدريس والدورات التدريبية الخاصة، فإنه آثر السهر إلى وقت متأخر بالليل لكي يتمكن من إجراء تجربة تلو الأخرى بالأدوات المستأجرة في منزله الذي كان يقدم الطعام للنزلاء مقابل تقاضي أجر محدد على ذلك. ومع أنه كان يستمتع من خلال مواصلته العمل على مدار ساعات الليل بنشاط دائم واعتياده على السهر، فإنه كان قلقًا للغاية من اكتشاف غيره لعمله وكان يجد أنه من الصعب إتمام دفتر ملاحظاته وغلقه وكذلك إخفاء أدوات معمله. وكان لدى "بيل" طاولة صُنعت خصيصًا له لكي يتمكن من تدوين ملاحظاته ووضع أدواته الخاصة به عليها أو في أدراجها المغلقة عند جلوسه إليها. [ ولكن ذلك لم يدم طويلاً لأن صحته تدهورت بسبب معاناته من آلام الصداع الشديد. وعاد "بيل" إلى مدينة بوسطن في خريف عام 1873 متخذًا قراره الحاسم من أجل تكريس كل وقته وجهده للتركيز على إجراء تجاربه في مجال الصوت.
    ذلك، حيث قرر "بيل" التخلي عن عمله الخاص المربح في بوسطن ولكنه لم يزل معه سوى اثنين من الطلبة وهما "جورجي ساندرز" (Georgie Sanders)، الذي يبلغ من العمر ستة أعوام ويعاني من الصمم منذ ميلاده، و"مابيل هوبارد" (Mabel Hubbard) البالغة من العمر خمسة عشر عامًا. ذلك، لأن كل واحد منهما كان عليه أن يلعب دورًا مهمًا في التطورات التالية. كما عرض والد "جورجي"، الذي يُدعى "توماس ساندرز"، وهو أحد رجال الأعمال الأثرياء، على "بيل" بيتًا يسكن فيه بالقرب من مدينة سالم (Salem) مع جدة جورجي وأعد له حجرة مكتب خاصة لإجراء تجاربه بها. وعلى الرغم من أن العرض قدمته والدة "جورجي" وجاء ذلك عقب الترتيبات التي استمرت لمدة عام تقريبًا في 1872 حيث كان قد انتقل ابنها ومربيته إلى منطقة بالقرب من منزل "بيل"، فإنه كان من الواضح أن السيد "ساندرز" كان يرحب بهذا الاقتراح. وتم إعداد هذه الترتيبات من أجل كل من المعلم والطالب لمساعدتهما على استمرار عملهما معًا في حجرة مكتب مزودة بكل الإمكانات اللازمة ولوحة لتدوين الملاحظات عليها بينما كانت "مابيل" فتاة جميلة وجذابة وكانت تلميذته لمدة عشرة أعوام ولكنها أصبحت الشخصية التي تستحوذ على اهتمام "بيل" وعاطفته. وبفقدها لحاسة السمع إثر تعرضها للحمى القرمزية وهي في الخامسة من عمرها تعلمت كيفية قراءة لغة وحركات الشفاه، ولكن والدها، "جاردنر جرين هوبارد"، ودافع "بيل" وصديقها الشخصي أراد لها أن تعمل مباشرةً مع معلمها.


    ان شاء الله يعجبكم الموضوع
    تحياتي

  2. #2
    مدير المنتدى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: جهنم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 84,944 المواضيع: 10,515
    صوتيات: 15 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 87260
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Sin trabajo
    أكلتي المفضلة: pizza
    موبايلي: M12
    آخر نشاط: منذ 59 دقيقة
    مقالات المدونة: 18
    تقرير رائع ايفان تحياتي وتقييمي

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    المڶڪـہ ..!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان مشاهدة المشاركة
    تقرير رائع ايفان تحياتي وتقييمي
    منورة حبيبي سوزانة شكرا الج وردة ع التقيم

  4. #4
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: Samawa
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 364 المواضيع: 7
    التقييم: 10
    مزاجي: Careworn
    المهنة: Highway Engineer
    أكلتي المفضلة: صاج بالدجاج
    موبايلي: N9
    آخر نشاط: 10/December/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إبن العراق
    تقرير مطول رائع .. ولو ماقريته كله ..
    شكرآ لكِ

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    المڶڪـہ ..!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن العراق مشاهدة المشاركة
    تقرير مطول رائع .. ولو ماقريته كله ..
    شكرآ لكِ

    شكرا الك الحضور
    تحياتي

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الدولة: في دفتر ذكرياتي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 994 المواضيع: 72
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 43
    مزاجي: حزين
    المهنة: nurse
    أكلتي المفضلة: اكل امي
    موبايلي: NOKIA C6
    آخر نشاط: 8/August/2018
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حمود سطو
    مقالات المدونة: 2
    شكرا جزيلا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال