اظهرت دراسة أن الأفيال بإمكانها التمييز بين الأجناس والعرقيات المختلفة وبين الأطفال والبالغين من خلال صوت الإنسان. وقام الباحثون بتشغيل تسجيلات لأصوات مختلفة وأسمعوها للفيلة البرية الأفريقية. وأظهرت الفيلة خوفا شديدا عند سماعها صوت رجال قبيلة الماساي.
وقبيلة الماساي هي أحد الشعوب الصائدة للأفيال، مما يعني أن الأفيال اعتادت سماع أصواتهم وتجنبهم.
ونُشرت الدراسة في أبحاث الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وقال كل من كارين ماكومب وجرايمي شانون، قائدا الفريق البحثي من جامعة ساسكس، إن الأبحاث السابقة أظهرت قدرة الأفيال على تمييز جنس الأسد، إن كان أنثى أم ذكر، من خلال سماع صوت الزئير.
كما أظهرت تجارب أخرى خوف الأفيال من رائحة ملابس الماساي ولونها الأحمر.
وتقول ماكومب "لقد اختبرت ذلك بنفسي. إذا أقللت أحد رجال الماساي في سيارتك، سترى الأفيال تتصرف بشكل مختلف. ستجدهم يرتابون من السيارة ويتشممونها وينصتون إلى الأصوات."
وأرادت ماكومب اختبار إذا ما كانت الأفيال تستخدم نفس حاسة السمع هذه للتعرف على التهديدات البشرية المحتملة.
وسجل الباحثون أصوات لرجال ونساء وأطفال الماساي، وهم يقولون بلغتهم "انظر، هناك مجموعة من الأفيال قادمة". كما سجلوا العبارة بصوت رجال قبيلة كامبا.
ويعيش أفراد قبيلة الماساي على الرعي، وغالبًا ما يدخلون في مواجهات عنيفة مع الأفيال. لكن شعب الكامبا يعيش على الزراعة، مما لا يستدعي مواجهات عنيفة مع الحيوانات.
وعندما شغل الباحثون التسجيلات الصوتية عن طريق مكبرات الصوت، وجدوا الأفيال تخشى صوت رجال الماساي أكثر من رجال الكامبا.
فعند سماعهم صوت رجال الكامبا، تراجعوا في خوف واصطفوا مع بعضهم في شكل دفاعي.
كما كان لصوت رجال الماساي رد فعل دفاعي أكثر من أصوات النساء والأطفال.
أصوات متخفية
يعتبر النشاط الإنساني هو أكبر الأخطار التي تواجه الفيلة
وعندما غير الباحثون من حدة الأصوات، بشكل جعل صوت رجال الماساي أشبه بصوت أنثوي، فلم يتغير رد فعل الأفيال عنه عند سماع الصوت الأصلي.
وقالت ماكومب إن "النتائج تشير إلى استخدام الأفيال لمؤثرات مختلفة (عن البشر) للتفرقة بين الجنسين". كما أظهر البحث محاولة الأفيال "التأقلم مع الأخطار البشرية. فالبشر هم أخطر المهاجمين الذين تواجههم الأفيال الآن".
ويقول فرانز فان دير وال، من مركز ييركس الوطني الأعلى للأبحاث بجامعة إموري، والباحث في مجال سلوك الحيوان، إن نتائج البحث تشير إلى أنه "مازال أمامنا الكثير لاكتشافه عن طريقة اتخاذ الأفيال لقراراتها".
وقال في حوار لـ بي بي سي إن "تمييز الفيل الدقيق لأصوات البشر يعد علامة فارقة. فكلما عرفنا المزيد عن سلوك الأفيال جسديا واجتماعيا ورد فعلهم تجاه الأخطار، زادت قدرتنا على حمايتهم في البرية."