احد مواقف البهلول مع هارون الرشيد
احد مواقف البهلول مع هارون الرشيد
كان بهلول يذهب في بعض الاوقات الى مقبرة ويجلس على القبور ثم يقرا الفاتحة للاموات ، وذات يوم وعلى عادته كان بهلول قاصدا مقبرة المسلمين فصادفه في الطريقهارون الرشيد ،وهو يريد الذهاب الى الصيد ، فلما راه هارون ساله قائلا، ماذا تفعل هنا يابهلول؟ اجابه بهلول وهو جالسا على قبر من القبور، جئت اناسا لايغتابون احدا ولايرجون مني شيئا ولايؤذني، نزل هارون من على فرسه وقال: اريد ان اسالك عن شيء قال بهلول: ان كنت اعلم جواب مسالتك اجبتك، وقف هارون على القبر الذي كان بهلول جالس عنده وقال: اخبرني عن الصراط واخبار الاخرة
نهض بهلول من على القبر ووقف الى جانب هارون وكان مطرقا الى الارض ،ثم قال لهارون قل لهؤلاء ان يوقدوا هنا نارا امر هارون من حوله ان يوقدوا النار ثم قال بهلول لهارون ان يامر له بطشت فيضعوه على النار فلما نفذوا امر هارون واشتدت حرارة الطشت قال لهارون ياهارون سوف اقف على هذا الطشت ثم اعرف نفسي وما اكلت وما لبست فان اتممت كلامي تقف انت ايضا وتفعل مثلي، قال هارون وهو لايعرف ماذا يعني بهلول متعجبا هل بامكانك ان تذكر لي فائدة ذلك فقال بهلول سالت فاسمع مني الجواب وافعل ما امرك به .
كان هارون يخشى الوقوف داخل فحاول صرف بهلول عما ينويه فقال البهلول عليك ان تفعل ذلك انت اولا ،كان يشم بهلول من هارون رائحة الخوف الممزوج بالتهديد لكن ذلك لم يثني بهلولا عن عزيمته فقال نعم افعل ذلك انا اولا، ثم ذهب الى الطشت فوقف في وسطه وقال انا بهلول طعامي التمر خبزي الشعير والخل ولباسي من الصوف فلما اتم بهلولا كلامه خرج وليس في قدمه اثار الحروق
والان وصل الدور الى هارون تقدم هارون وقد امسكوا به من تحت ابطيه ليخلع نعليه وكان من حوله ينظر اليه نظر المشفق فقد تقدم وهو يلفظ انفاسه بسرعه والعرق يتصبب من جبينه واخيرا دخل الطشت فلم تكن له طاقة الوقوف اكثر من لحظة قال فيها انا هارون ثم قفز بسرعة لم يكن هارون يستطيع الوقوف على قدميه اما م حاشيته فاخذ ينظر الى من حوله وقال لبهلول بغضب قل لي الان ماذا اردت من ذلك تبسم البهلولوقال اعلم ان يوم القيامة بهذا النحو فان الذين لايملكون في الدنيا مالا ولاذهبا يعبرون الصراط امنين واما من كان متعلقا بالدنيا وزبرجها فليس له قدرة العبور على الصراط فان من كان كذلك يسقط في جهنم في اللحظة الاولى من وقوفه على الصراط