أطفالنا وخطر الوجبات السريعة



لا شك أن تناول الوجبات السريعة من الأمور التي استحدثت في النظام الغذائي العربي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة وذلك ضمن حمى العولمة التي أصابت العالم وعلى الرغم من أن الثقافة الأمريكية تدعي أنها ثقافة الجسد الوظيفي الذي يتسم بالنحافة والرشاقة والقوة بسبب ركام المكملات الغذائية الدوائية التي أفرطت الحضارة الأمريكية في إنتاجها...بالرغم من هذا فإن هذه الوجبات تحوي معدلات عالية من السعرات الحرارية وخاوية من العناصر المغذية وتنطوي على الكثير من الأضرار الصحية بالغة الخطورة ع اطفالنا مما جعلها تلعب دورا أساسيا في أمراض هذا العصر كما أنها سبب جوهري في فتور العلاقات الاجتماعية والتباعد الأسرى بعد أن كان الطعام هو الذي يجمع أفراد كل الأسرة ثلاثة مرات يوميا على الأقل.

مشاكل صحية

إن تناول الأطفال لهذا النوع من الوجبات بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم، تؤثر على كيمياء المخ وتسلبهم الإرادة في التوقف عن تناول هذه الوجبات مثلما يحدث مع المدخنين كما أظهرت الأبحاث أن كثرة تناول الوجبات السريعة تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية.
واكثر طلاب المدارس من تناول هذه الوجبات لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم وارتفاع نسبة الكولسترول بجانب وجود علاقة بين المشروبات المرفقة مع هذه الوجبات التي تحتوى على الصودا وبين الإصابة بهشاشة العظام وعسر الهضم.

علاقتها بالسمنة

لا شك أن السمنة تعتبر من أخطر الأمراض التي تهدد صحة الإنسان وهى تعتبر أول الأعراض الناتجة عن تناول مثل هذه الوجبات السريعة خاصة عند الأطفال
مزيد من الأخطار

أظهرت الدراسات أن تناول الوجبات السريعة يزيد درجة قصر النظر بالمقارنة بتناول الوجبات الغذائية الغنية بالبروتين، وقد أكد الباحثون أن زيادة استهلاك الأطعمة النشوية في مراحل الطفولة والشباب قد يكون وراء زيادة معدلات الإصابة بقصر النظر.
وكذلك الأطعمة المغلّفة مثل البطاطس الشيبس وإهمالهم تناول الفواكه والخضراوات وزيادة أعراض مرض الربو الشعبي لديهم بسبب عدم احتواء هذه الوجبات السريعة على مضادات الأكسدة التي تفيد الجسم والتي توجد في الألبان والأغذية الطازجة كالفاكهة والخضراوات.

مضار اجتماعية

هذا فضلا على أن ظاهرة الوجبات السريعة تمثل أحد مظاهر التغريب التي غزت أمتنا والتي أفقدتنا حس التماسك الاجتماعي، والدفء الأسري.

وبدلاً من قيام الرجل بتناول الإفطار والغداء والعشاء في بيته وسط أهله بين أمه وأبيه أو مع زوجه أو وسط بنيه صار يتناول أي طعام يحصل عليه من الطريق أو من جانب عمله أو من أي مكان.

ان خلال هذه الجلسات كان الأهل يتواصلون فينقلون القيم الاجتماعية التي يريد المجتمع الحفاظ عليها بين بعضهم بعضًا فيستمع الأب أو الأم إلى مشكلات الأبناء ويوجهونها ثم يسمعون الاعتراضات ويردون عليها ثم يعرفون موطن الخلل الذي لم تعالجه الجلسة فيسعون إلى زيادة مساحة الوقت المخصص لعلاجها.
أما اليوم فالسهر الطويل أمام أجهزة التلفزة يعقبه نوم حتى الظهيرة يعقبه صحو متعجل بغرض الذهاب إلى مكان العمل والفطور يكون المحظوظ من عملت له أمه هذا الـ «تيك أويي» فلا يزال محملاً بمحبتها وحنانها وبراعتها في صناعة الغذاء المفيد أولاً واللذيذ ثانيًا.
بينما يكون الأب قد ذهب إلى العمل
وفي المساء تجد الأولاد خارج البيت يتناولون طعام الـ ؟ بينما الأم والأب في المنزل وحدهما إن جمعهما عشاء.
وهكذا ضاعت من بيوتنا قيمة غالية حيث انفرط عقد جلسة تجمع الأسرة ثلاث مرات يوميا.. تلك هي عواقب ثقافة الـ «تيك أويي» التي تقودنا إلى ضرر بدني واجتماعي لا يعلم مداه إلا الله تعالى وحده.

صور متحركة للاطفال راقت لي