تـابع صوت الجـراح
.
.
كانت أمي شاحبة .. كئيبة ... متعبة .. تحمل بين ذراعيها ثمرة عرس لم يكتمل حوله .. ثمرة صغيرة ولدت وكان أول شيء سمعته صوت الصواريخ وطلقات النار ... أول شيء رأته جثة أبيها الممزقة... بين ذراعين يرتجفان ...
من نقطة تفتيش إلى أخرى ... من بقعة لبقعة ... من هؤلاء الرجال خلف الثياب الخضراء ذات اللون الرملي ؟! لماذا ينظرون إلينا بحقد ؟! لماذا رفعوا تلك العصى الغريبة التي تطلق النار ليرموننا بها؟!
أقتربت أمرأة منهم ورمقت أمي بنظرة قاسية...سألت أمي عن أسمي !! تذكرت أمي أنه لا أسم لى حتى الآن ... نظرت إلى بعينين صارت للعبرات معيناً لاينضب ... قالت بحنان .... أسمها (إيثار) .. ياالله أنا أسمي (إيثار) ..لم يطل أستماعي بوقع أسمي على أذني ... سرعان ما أوشكت عيناي الخروج من محجريها....
وشعرت بصاعقة نارية مؤلمة تحفر لنفسها لحداً في صدري ... سمعت ضحكة طروبة قاسية تعاكس صرخة أمي قبل أن تستقبل روحي أحضان السماء .. ولم أشعر بالغربة ولا الخوف ولا الجوع فقد أستقبلني والدي وضمني إليه .. والتم شملنا عندما وافتنا أمي في الحال .....
رأيت المرارة في الحياة .. والسعادة في الشهادة .. ولا أدري لماذا يتفرج البعض علينا في الأرض بصمت ونحن نموت ونذبح .. وكأننا أكثر من مجرد دراما ستنتهي قريباً ... فبخلوا علينا بأقل القليل وهو رفع الأكف والأستجداء بالدعاء لنا وطلب تعجيل فرج المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
اللهم عجل فرج القائم المنتظر سلام الله عليه وعلى أبائه الطيبين الطاهرين ليزيل هذهِ الغمه عن هذهِ الأمه
أخيراً أتمنى أن تنال شيئاً من أستحسانكم ورضاكم
(وألتمس منكم العذر إن قصرت )
لكم جميعاً خالص ودي وأحترامي
أختــ نبراس الولاية ــكم