العيد من المناسبات والمعاني الرمزية التي تثير شعورًا عامًا بالسعادة والبهجة بين عموم المسلمين خصوصاً لمن ينظر إلى العيد على أنه يوم الجائزة التي تستحق الفرح والسعادة، فالوصول إلى فرحة العيد لا تأتي إلا من طريق الصيام الذي يقع العيد على مسيرة ثلاثين يوما منه، وحكمة الصوم الكبرى هي القدرة على ضبط النفس وتحقيق حريتها من كل شيء إلا الخضوع لخالقها وأوامره، والنجاح في تحقيق هذه القدرة هو مقياس الأخلاق والفضائل التي تستحق السعادة والاحتفال ببلوغ المراد من شهر رمضان، وكما قال الامام الحسين (ع) فسبق فيه قوم ففازوا بطاعتهم ونالوا رضوان الله سبحانه وتعالى الذي هو غاية المنى.
كما قال الإمام علي (ع): (ان العيد هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد).
وعن الإمام الحسين (ع) انه قال في بعض الأعياد، (ان الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون).
ومن هذا المنطق ينبغي ان ننظر الى اعمالنا خلال هذا الشهر الفضيل هل كانت كما ارادها الله تعالى لنا في ان نغسل ذنوبنا خلال مافات من السنة بالكامل؟
وهل وصلنا رحمنا ورحم بعضنا بعضا؟
هل ذكرنا شدة العطش والجوع بالمحرومين؟
هل قويت ارادتنا في الردع عن المعاصي والشهوات فلم نقربها عندما تشتهيها النفس كما امتنعنا عن لذة شرب الماء في شدة الحر؟
فاذا كنا ممن نال رضوان الله تعالى في هذا الشهر فأقول لكم عيداً سعيداً مقدما وكل عام وانتم بألف الف خير، نسأل الله تعالى قبول الطاعة ورزقنا وإياكم حج بيته الحرام.