جائزة العراق اكبر من "نوبل".. لولا اهمال توجيهات الامام السيستاني
بقلم السيد عادل عبد المهدي
في اذار 2005 كتب الصحافي المشهور "توماس فريدمان" في "نيويورك تايمز" مقالة اثارت ضجة كبيرة.. فلنتذكر ونتعض. يقول فريدمان "اصر (السيستاني) على اجراء الانتتخابات رافضاً اي تأجيل لها امام تهديدات التمرد".. و"امر الشيعة بعدم الانتقام لمساعي البعثيين والاصوليين المتطرفين بدفع البلد الى حرب اهلية".. و"وضع الشعب وطموحاته في مركز السياسة العراقية، بدلا من وضع مصالح اقلية صغيرة".. و"منح السياسة العربية تأويلاً شرعياً وعملياً للاسلام" ويختم فريدمان قائلاً "ستكون عملية "الدمقرطة" في العالم العربي طويلة وتمر بمطبات كثيرة.. لكن فرص النجاح تتحسن".. حينما يكون هناك رجال "يتمتعون بالشرعية ولديهم حس متقدم. وهو ما يتوفر باية الله السيستاني.. الذي يبلغ 75 عاماً والذي يقيم في منزل صغير بزقاق ضيق في النجف.. وهو لا يغادر تقريباً عتبة باب بيته.. كيف يمكن لرجل بهذا الحس والحكمة ان يظهر من وسط حطام العراق، الذي سببه صدام حسين. انا لن اعرف ذلك ابداً، لكن كل ما استطيع القول هو انني امل ان يعيش حتى سن المائة والعشرين عاماً، وامل ان يحصل هذا الرجل على جائزة نوبل".
تكلم اخرون، منهم الصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي في 2011، وكان اخرهم "كولين فريمان" كبير مراسلي صحيفة "التليغراف" البريطانية، واصفاً السيستاني بـ "رجل السلام الاول في العالم" معتبراً "انه اول المستحقين لجائزة نوبل".. لمواقفه التي "تدعو لنبذ العنف ومسامحة الاخر والعفو عنه".. وتابع "هذا الرجل العظيم لا يسعى على الاطلاق الى استغلال مكانته الروحية العظيمة لتحقيق مكاسب شخصية".. ومما يجعله "رجل الدولة الاول، هو انه يحض على السلام بمساعدة القليلين جداً من المحيطين به".. وان "مجموعة من المسيحيين العراقيين رشحوه لجائزة نوبل للسلام في العام 2006 لاعطاء مثالاً جيداً عن ان الاسلام يدعو الى السلام".
السيستاني اكبر من نوبل.. بينما ترى بعض من يدعي الولاء له اصغر من ان يحصلوا حتى على رضاه، ناهيك عن رضا الشعب والاخرين.. فسار سماحته على قاعدة "لا رأي لمن لا يطاع".. فقاطع المعاندين لهزال ادائهم.. ولعدم الاستماع الى نصائحه وارشاداته التي، لو اخذوا بها، لما تدهور الوضع الامني لهذا المستوى.. ولما تم التلاعب بالدستور والقضاء.. ولما انتشر الفساد وتلكأت الخدمات وهدرت الاموال بهذا الشكل