بعد أكثر من ثلاثة أشهر على احتجازهن، أطلقت مجموعة "جبهة النصرة" السورية، ليل الأحد الاثنين، سراح راهبات سوريات ولبنانيات في إطار صفقة قضت بإفراج السلطات السورية عن أكثر من 150 معتقلا.
وتسلم الأمن العام اللبناني في جرود بلدة عرسال اللبنانية الراهبات الـ13 وثلاث سيدات يعملن في دير مار تقلا، قبل أن يعمد إلى نقلهن إلى الحدود اللبنانية السورية حيث كان في استقبالهن حشد من المسؤولين، وبعدها توجهن إلى دمشق.
وكان الخاطفون نقلوا راهبات دير مار تقلا بمعلولا، إلى جرود عرسال المقابلة لمدينة يبرود السورية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون التي تشن القوات الحكومية حملة عسكرية لتطويقها.
وانتهت بذلك عملية الافراج عن الراهبات، بعد أن شهدت الساعات الأخيرة عثرات نجحت على ما يبدو جهود الوساطة التي قادها مدير للأمن العام اللبناني في تذليلها.
وبعد وصولهن إلى معبر جديدة يابوس السوري، قالت الراهبة بلاجيا سياف للصحفيين إن "المعاملة التي تلقتها الراهبات من جبهة النصرة هي معاملة جيدة وحسنة " على حد قولها.
وحسب الصفقة، فإن المجموعة السورية المسلحة أفرجت عن الراهبات مقابل إطلاق الحكومة السورية سراح 153 معتقلا، إلا أن المعلومات لم تكشف عن مصير هؤلاء السجناء.
وقال مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس ابراهيم، إن صفقة تحرير راهبات معلولا شملت إطلاق أكثر من 150 شخصا مقابل الراهبات، مؤكدا انه لم يتم دفع أي مبلغ مالي.
يشار إلى أن مسلحين من المعارضة السورية كانوا قد اقتادوا الراهبات إلى الشمال نحو يبرود، بعد أن سيطروا في ديسمبر الماضي على دير مار تقلا الأرثوذكسي وسط معلولا.
وقدم الخاطفون خلال عملية التفاوض بمطالب من بينها "الإفراج عن نساء سوريات معتقلات في سجون النظام، وانسحاب قوات النظام من مواقع دينية مسيحية مثل صيدنايا..".
وتقع معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق وفيها عدد كبير من الكنائس، وغالبية سكانها من المسيحيين الذين يتكلمون الآرامية، لغة السيد المسيح عليه السلام.