مشغولة بالغيرة من صديقاتها...! كل يوم تريد أن تذهب إلى السوق لتشتري أجمل مما اشترت صديقاتها ، وتذهب لتغير لون شعرها وتعمله قصة أخر موديل لتريه لصديقاتها. وعلى هذا المنوال . كل همها في الحياة أن تتفوق على صديقاتها و تجعلهن يغرن منها.
جميلة ، لكنها تشعر بالغيظ إذا رأت فتاة أخرى أجمل منها. لا تحب أن توجد في المكان الذي تكون فيه فتاة أخرى أجمل منها ، وبدافع الغيرة تنفق أموال طائلة قد تكون مرهقة أحياناً في سبيل التفوق على صديقاتها من خلال الأحذية و الألبسة والإكسسوارات وأجهزة الموبايل وماركات العطور و مستحضرات التجميل و حتى السيارات...!؟
لو وقف الأمر عند هذا الحد لكان أفضل ، فهو يتعدى سباق التزين و التفاخر إن صح التعبير ليصل حيز إلحاق الأذى باللأخرين معنوياً ومادياً .. فالغيرة تدفع صاحبها إلى التصرف أحياناً بطريقة عدائية.
الغيرة.. دمرت بيوت وانهت صداقات ، فكيف إذا دخلت مجتمعاً كمجتمع الفتيات الذي يعج بالأخذ والرد والتسابق المحموم للتميز بالمال أو الجمال أو الثقافة؟
وهل تستطيع الصداقة الصمود في مجتمع تسوده الغيرة أم إن الغيرة قادرة على دق الإسفين في نعشها؟
ثم، هل توجد غيرة إيجابية وأخرى سلبية؟
ليست كل الغيرة سيئة بطبيعة الحال. الغيرة على محارم الله ينبغي أن تكون لدى كل مسلم ، والغيرة التي تدفع صاحبها إلى المنافسة الشريفة ومحاولة الوصول إلى ما وصله إليه أقرانه.
لكن عندما تدخل الغيرة في الإطار المرضي لابد لنا من العمل على علاجها.فالأمر يتجاوز التأثير النفسي ليؤثر على الجسم.ويعد الشعور بالغيرة الشديدة من أكثر المشاعر الإنسانية التي تزداد فيها حدة التوتر والقلق بل إن عملية الضغط النفسي المتولدة من الإفرازات الهرمونية تتسبب في ارتفاع ضغط الدم المؤقت وآلام بمنطقة الرقبة والظهر حيث تعد من أكثر المناطق تعرضا للتقلص العضلي.
إن الدافع الأول للغيرة المرضية، هو في المقام الأول عدم ثقة بالنفس والأنانية.