تزخر مواقع التواصل الاجتماعي بالحملات والحملات المضادة المتعلقة بالخلاف بين قطر وبقية اشقائها الخليجيين بشأن أمن دول المجلس وتحديدا التهديد الذي يمثله تنظيم الإخوان المسلمين. ويصعب التأكد من مصداقية اي من الوثائق والمعلومات التي تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ذلك لا ينفي حقيقة يقرها كل من عمل وعاش في العاصمة القطرية الدوحة في السنوات الأخيرة.

يقول الباحث البريطاني أندرو هاموند في إيجاز للمجلس الأوروبي للسياسة الخارجية: "أمضت قطر سنوات وهي تشكل (إخوانستان) في الدوحة عبارة عن واحة للإسلاميين يصعب أن تنهيها هكذا بسرعة ردا على الضغط السعودي". وكان هاموند عمل لفترة في الدوحة، ناهيك عن زياراته المتكررة لقطر إبان عمله في رويترز قبل انتقاله إلى المجال الأكاديمي.

ومنذ التغيير في مصر الذي أسقط حكم الإخوان أمام احتجاجات شعبية، تستضيف الدوحة عددا كبيرا من إخوان مصر.

لكن عددا أهم من قيادات الإخوان وحركات الإسلام السياسي المشابهة يقيمون في الدوحة منذ سنوات، وبعضهم منح تسهيلات إقامة وسفر.

ربما كان الأشهر بين هؤلاء على الصلابي، الشيخ الليبي صاحب التأثير في جماعات محددة في ليبيا ويوسف القرضاوي، من مصر، وخالد مشعل من فلسطين. ومن الجزائر استضافت قطر عباسي مدني زعيم جبهة الإنقاذ المحظورة.
ومن مصر ايضا هناك في الدوحة عبد البديع صقر وعبد المعز عبد الستار وأحمد العسّال وكمال ناجي وغيرهم.
إسلاميون متشددون

وبعد الثلاثين من يونيو ألفين وثلاثة عشر شنت السلطات المصرية حملة ضد الإخوان انتهت بزج قياداتهم والمئات من كوادرهم في السجون وتقديمهم للمحاكمة.
ولجأت قيادات إسلامية مجددا إلى أكثر من بلد خاصة قطر وتركيا، وبالطبع لندن التي تأوي عددا من قيادات الإخوان والإسلاميين المتشددين من مصر وغيرها.

ومن أبرز القيادات الإسلامية المصرية التي لجأت لقطر مؤخرا: عاصم عبد الماجد وطارق الزمر القياديان في الجماعة الإسلامية ومحمد محسوب، وأشرف بدر الدين، ومحمود حسين، وحمزة زوبع المتحدث الرسمي باسم الحرية والعدالة، وقد سربت أنباء قبل أسابيع عن ترتيبات تجري لنقل هذه القيادات إلى لندن كلاجئين سياسيين.

لا يقتصر الأمر على رموز الإخوان والإسلام السياسي من الدول العربية، بل إن تقارير إعلامية أميركية ـ منها ما نشر في مجلة فورين بوليسي وصحيفة واشنطن بوست ـ تحدثت العام الماضي عن الدعم القطري لجماعات متطرفة تمتد من مالي والصومال إلى آسيا الوسطى.