المشخاب لؤلؤة الفرات الأوسط
النجف الأشرف / متابعة
على ضفاف نهر الفرات وإلى الجنوب من مدينة النجف تقع مدينة المشخاب، المدينة التي عرفت بخصوبتها وعطائها وعذوبة مائها، يمر فيها نهر الفراتفيحيي الأرض لتتفجر فيها سنابل الخير وبساتين النخيل، وما أن يدخلها الزائر حتى يأخذ بتلابيب روحه عبق عنبرها ورقة نسيمها وصفاء مائها. اشتهرت هذه المنطقة بأسماء كثيرة تغيرت على مر التاريخ منذ العصر البابلي وحتى الآن، ففي زمن البابليين كانت تعرف بالمنخفضات البابلية.
أما في مدة الفتوحات الإسلامية التي امتدت لتشمل العراق فقد عرفت باسم البطائح، وبعد أن أصبح العراق خاضعاً للدولة العثمانية أصبح اسمها أراضي السنية كما هو مدون في سجلات عام 1882 م، ثم أطلق عليها اسم السوارية نسبة إلى ابن سوار من رجال آل فرعون وهو مؤسس هذه القرية عام 1916 م. أما المشخاب فهو اسمها المعروف في أيامنا هذه.
وقد اكتسبت هذا الاسم عند فتح نهر الفرات وجريان مياهه بين شقوق الصخور باتجاه الأراضي الواطئة بقوة، فكانت المياه تحدث صوتاً يشبه شخيب الحليب من الضرع، فأطلق على مجاري الأنهار الصغيرة المشاخيب لتلتقي في نهر واحد عرف باسم المشخاب، ومع إن هذا الاسم قديم يعود إلى القرن الثامن عشر إلا انه لم يثبت اسماً للمنطقة إلا في عام 1958 م، وتبدأ هذه المنطقة مما يلي مدينة أبو صخير حتى ناحية القادسية.
المشخاب مدينة زراعية تحيطها حقول الشلب الواسعة وبساتين النخيل، وهي وإن كانت تشتهر بزراعة رز العنبر، إلا أنها أيضاً تمتاز بزراعة محصولي الحنطة والشعير في فصل الشتاء.
أرضها الطينية الخالصة تمتاز بخصوبتها العالية، وقد وفر لها نهر الفرات الذي تقع المنطقة على جانبيه مصدراً أروائياً دائماً جعلها منطقة خضراء طوال أيام السنة، أما مساحتها فتصل إلى 375 كم مربع تقريباً يقع مركز المدينة في وسطها، وهي تبعد بحوالي 30 كم جنوب مركز محافظة النجف، و 230 كم جنوب غرب العاصمة بغداد. أما سكان المدينة فهم من العشائر العربية الأصيلة التي استقرت في هذه المنطقة منذ مئات السنين وتبعا لذلك فان الأعراف العشائرية الأصيلة والسنن الإسلامية هي السائدة فيها.
كما إن أهالي المشخاب يكنون احتراماً كبيراً لرجال الدين ويرتبطون بشكل روحي وعاطفي منقطع النظير بالمرجعية الدينية في النجف.
ومن ناحية العمل فإن أكثر من 80% من سكان المنطقة يمتهنون الزراعة مصدراً أساسيا للعيش، فيما تعتمد النسبة المتبقية على التجارة ووسائل العيش الأخرى.
يعد نهر المشخاب جزءاً من نهر الفرات ويطلق عليه اسم نهر الهندية، وهو يتفرع قرب منطقة الكفل إلى فرعين أحدهما نهر الشامية والآخر نهر الكوفة، الذي يمتد حتى يصل إلى المشخاب حيث يتشح بثوب اخضر على طول 25 كم هو طول هذه المدينة ويسمى بنهر المشخاب، تتوزع على هذا النهر جداول صغيرة بعرض عشرين إلى أربعين متراً أطلق عليها أسماء لرجال بارزين في المنطقة أو حوادث تاريخية مهمة مرت بها. وقد قام أفراد العشائر بحفر هذه الجداول ، ولأن ارض المشخاب هي من بقايا الأهوار والسهل الرسوبي فقد كانت أرضها طرية وكان حفر هذه الجداول فيها بغاية السهولة، ثم استقر الأهالي على ضفاف هذه الجداول بعد حفرها لتوفر لهم الزراعة مصدراً أساسياً للعيش فيها.
تسمية المشخاب عبر التاريخ
منقول
سميت اولا بالسوارية نسبة إلى سوار الفتلاوي في أوائل القرن العشرين.
ثم سمبت بالفيصلية نسبة إلى الملك فيصل الأول.
ثم سميت بالمشخاب لصوت الشخيب في الصخور عند المجرى في جنوب المدينة.