اقوال علماء السنة في المهدي عليه السلام .
من الاسباب التي دعتني ان اعقد هذا الباب في هذا الفصل لا لكي اثبت عقيدة الامام المهدي (ع) بعد ان ذكرت هذا الكم الهائل من الروايات كما ان عقيدة المهدي من العقائد المشهورة والشائعةبين المسلمين منذ ان بزغ نور الاسلام في الجزيرة العربية وتشرفت بالرسول الخاتم (ص) الى يومنا هذا ويؤيد هذا الكلام هو ما ظهر من الحركات المهدوية على طول التاريخ من اواخر القرن الاول الهجري وحتى هذا القرن .
ونهضت هذه الحركات في المجتمع السني وقد التفت حولها الجماهير السنية وذلك لعقيدتها بالامام المهدي (ع) واخر هذه الحركات هي التي حصلت في الحرم المكي وفي سنة اربعمائة بعد الالف للهجرة .
وكان ادعاء هذه الحركة لكون القائد لها هو الرجل الذي كان يؤاطيء اسمه اسم الرسول الاعظم (ص) .
وللاسف وعلى مر العصور الذي يقوم بالتشكيك في المعتقدات الاسلامية هم من الذين تأثروا بثقافة جاءت بها رجال قد تربوا على الحضارة المادية والثقافة العلمانية امثال ابن خلدون الذي سوف يأتي الحديث عنه ، كما ان من الامور التي ادت الى التشكيك في عقيدة المهدي (ع) هي الامور السياسية ولم تكن قائمة على اسس علمية سليمة .
ولكن علماء المسلمين سلوا السيوف المواضي للدفاع عن هذه العقيدة التي هي من ضروريات الاسلام وكان اول من كتب من علماء السنة في هذه العقيدة الحافظ نعيم بن حداد المروزي حيث عنون كتابه باسم (( الفتن والملاحم )) وهو من علماء السنة وقد توفي سنة 337 هـ.
وقد بلغت الكتب والرسائل التي ذكرت هذه العقيدة الغراء حيث اوصل الاستاذ علي محمد دخيل في كتابه : الامام المهدي (ع) : 359-265 الى ثلاثين كتاباً من كتب اهل السنة في الامام المهدي (ع) ولكن العلامةذبيح محلاتي الى اربعين كتاباً وقد درجها بأسمائها واسماء مؤلفيها في كتاب مهدي اهل البيت ص 18-31 كما قال السيد محمد تقي المدرسي بانها زهاء خمسين كتاباً ودراسةً كذلك هناك كم هائل من العلماء والمحدثين قد أخرجوا احاديث المهدي او ردوها عمن تقدم عليهم لاغراض شتا.
واليك قائمة باسمائهم حسب الترتيب الزماني :
1 - ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى (ت،230هـ).
2- وابن ابي شيبة (ت،235هـ) .
3 - احمد بن حنبل (ت،341هـ).
4 - البخاري (ت،356هـ).
5- مسلم (ت،361هـ)
6- ابو بكر الاسكافي (ت، 273هـ)
7 - ابن ماجة (ت،273هـ)
8 - ابو داود (ت،375هـ)
9 - ابن قتيبة الدينوري (ت،276هـ)
10- الترمذي (ت،379هـ)
11- البزاز (ت،292هـ)
12- ابو يعلى الموصلي (ت،307هـ)
13- الطبري (ت،310هـ)
14- العقيلي (ت، 322هـ)
15- نعيم بن حماد (ت،328هـ)
16- شيخ الحنابلة في وقته البربهاري (ت،329هـ)في كتابه شرح السنة.
17- ابن حبان البستي (ت،354هـ)
18- المقدسي(ت،355هـ)
19- الطبراني (ت، 360هـ) .
20- ابو حسن الاكبري (ت،363هـ)
21- الدارقطني (ت،385هـ)
22- الخطابي (ت،388هـ)
23- الحاكم النيسابوري (ت،405هـ)
24- ابو نعيم الاصبهاني (ت،430هـ)
25- ابو عمرو الداني (ت،444هـ)
26- البهيقي (ت،458هـ)
27- الخطيب البغدادي (ت، 463هـ)
28- ابن عبد البرالمالكي (ت، 463هـ)
29- الديليمي (ت، 509هـ)
30- البغوي (ت،510 او 516 هـ)
31- القاضي عياض (ت،544هـ)
32- الخوارزمي الحنفي (ت،568هـ)
33- ابن عساكر (ت،571هـ)
34- ابن الجوزي (ت،597هـ)
35- ابن الجوزي (ت،606هـ)
36- ابن العربي (ت، 638هـ)
37- محمد بن طلحة الشافعي ( ت،653هـ)
38- العلامة سبط بن الجوزي (ت، 654هـ)
39- ابن ابي الحديد المعتزلي الحنفي (ت،655هـ)
40- المنذري (ت،656هـ)
41- الكنجي الشافعي (ت،658هـ)
42- القرطبي المالكي (ت،671هـ)
43- ابن خلكان (ت، 681هـ)
44- محب الدين الطبري (ت،694هـ)
45- العلامة ابن منظور (ت،711هـ) في مادة هدي من لسان العرب .
46- ابن تيمية (ت،738هـ)
47- الجويني الشافعي (ت،730هـ) .
وهم كالاتي :
1- سعد الدين التفتنداني : قال في شرح المقاصد ، مما يلحق باب الامامة خروج المهدي ونزول عيسى(ع) وهما من اشراط الساعة ، وقد وردت في الباب اخبار صحاح وان كانت احاداً .
وعنه رضي الله عنه -ابي سعيد الخدري- قال: ( ذكر رسول الله (ص) بلاء يصيب هذه الامة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم ، فيبعث الله رجلاً من عترتي فيملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا ) فذهب العلماء الى انه امام عدل من ولد فاطمة -رضي الله عنه- يخلقه الله حين يشاء ويبعثه لنصرة دينه ، وزعمت الشيعة الامامية انه محمد بن الحسن العسكري اختفى عن الناس خوفاً من الاعداء واستحاله طول عمره كنوح ولقمان والخضر -عليهم السلام- وانكر ذلك سائر الفرق لانه ادعاء امر يستبعد جداً ، اذ لم يعهد في مثل هذه الامة هذه الاعمار من غير دليل ولا امارة ..... والمصدر ص214.
2- العلامة المناوي صاحب فيض القدير ص54:
قال في شرح حديث: ( المهدي رجل من ولدي وجه كالكوكب الدري ) قال في المطامح: حكي انه يكون في هذه الامة خليفة لا يفضل عليه ابو بكر . واخبار المهدي كثيرة شهيرة اخروها غير واحد في التأليف . قال السمهري : ويتحصل مما ثبت في الاخبار عنه انه من ولد فاطمة . ( ولقد قلنا بعض الاخبار سابقاً ) وعن ابي داود انه من ولد الحسن ، والسر فيه ترك الحسن الخلافة لله شفقة على الامة ، فيجعل القائم بالخلافة الحق عنده اشد الحاجة وامتلاء الارض ظلما - من ولده - وهذه سنة الله في عباده انه يعطي عن ترك شيئاً من اجله افضل مما ترك او ذريته .
.
3- ابن القيم الجوزية - المنار المنيف في الصحيح والضعيف ج1ص389 - قال في كتابه المذكور بعد ان ذكر عدداً المهدي المنتظر (وهذه الاحاديث على اصناف اربعة ):-
صحاح ، وحسان ، وغرائب ، وموضوعة .
وقد اختلف الناس في المهدي على اربعة اقوال :
احدها : انه عيسى بن مريم وهو المهدي على الحقيقة واحتج اصحاب هذا القول بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم ( يقصد حديث لا مهدي الا عيسى ).
وهذا والذي قبله لو صح ، لم يكن فيه دليل على انه المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في اخر الزمان بل هو مهدي من جملة المهديين ، وعمرو بن عبد العزيز كان مهدياً ، بل هو اولى بأسم المهدي منه.
فالمهدي في جانب الخير والرشد كالدجال في جانب الشر والضلال ، وكما بين يدي الدجال الاكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين ، فكذلك بين يدي المهدي الاكبر مهديون راشدون .
القول الثالث : ( انه رجل من اهل بيت النبي (ص) من ولد الحسن بن علي يخرج في اخر الزمان وقد امتلأت الارض جوراً وظلما قيملؤها قسطاً وعدلا ، واكثر الاحاديث على هذا تدل في كونه من ولد الحسن سر لطيف ، وهو ا الحسن - رضي الله تعالى عنه - ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة بالحق المتضمن للعدل الذي يملأ الارض وهذه سنة الله في عباده ، انه من ترك لاجله شيئاً اعطاه الله او اعطى ذريته افضل منه ...) .
4- ابن حجر الهيثمي : قال في كتابه الصواعق المحرقة - الاية الثانية عشر قوله تعالى (( وانه لعلم للساعة )) قال مقاتل ابن سليمان ومن تبعه من المفسرين ان هذه الاية نزلت في المهدي ، وستأتي الاحاديث المصرحة بانه من اهل البيت النبوي ، وحينئذ ففي الاية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي -رضي الله عنهما- وان الله ليخرج منهما كثيراً طيبا ، وان يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة ، وسر ذلك ان النبي (ص) اعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم ودعا لعلي بمثل ذلك ، وشرح ذلك كله يعلم بسياق الاحاديث الدالة عليه ج1 ص430.
اقول :ويمكن الجمع بين تفسير الاية بالمهدي وتفسيرها بعيسى -عليهما السلام- بان عيسى ينزل في زمن المهدي ويعاونه ، وتظهر ايات الحق والساعة على يديهما معاً.
وقال ابن حجر بعد ان اورد جملة من احاديث المهدي ، معلقاً على حديث ( لا مهدي الا عيسى بن مريم ) : ( ثم تأويل لا مهدي الا عيسى ) انما هو على تقدير ثبوته ، والا فقد قال الحاكم : انما اوردته تعجباً لا محتجاً به . وقال البهيقي : تفرد به محمد بن خالد وقال الحاكم انه مجهول واختلف عنه في اسناده وصرح النسائي بانه منكر ، وجرم غيره من الحفاظ بان الاحاديث التي قبله ، الناصة على ان المهدي من ولد فاطمة ، اصح اسناداً (ج1ص433) ثم ذكر جملة اخرى من احاديث المهدي (ع) .
5- جلال الدين السيوطي : قال في كتابه ( الحاوي للفتاوي )
قال في هذا الكتاب : اخرج ابن جرير في تفسيره ، عن السدي في قوله تعالى (( ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها )) قال: هم الروم ، كانوا ظاهروا بخت نصر في خراب بيت المقدس ، وفي قوله تعالى (( اولئك ماكان لهم ان يدخلوها الا خائفين )) قال: فليس في الارض رومي يدخله اليوم الا وهو خائف ان تضرب عنقه ، او قد اضيف باداء الجزية فهو يؤديها ، وفي قوله (ولهم في الدنيا خزي )) قال: اما خزيهمفي الدنيا فانه اذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم ، فلذلك الخزي ج1 ص354 ).
قال ابو الحسن محمد بن الحسن بن ابراهيم بن عاصم السحري : قد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (ص) بمجيء المهدي ، وانه من اهل بيته ، وانه سيملك سبع سنين وانه يملأ الارض عدلا ، وانه يخرج معه عيسى فيساعد على قتل الدجال بباب لد بارض فلسطين ، وانه يأم هذه الامة وعيسى يصلي خلقه ، في طول من قصته وامره ج1 ص396 .