بقلم: فاطمة المزروعي
الثقة بالنفس هي أساس الحياة السعيدة الحرة. إن عدم ثقتنا بأنفسنا تعني أننا نهتم برأي الناس بشكل مبالغ فيه لدرجة تؤثر في تفكيرنا وفي نظرتنا، بل تؤثر حتى في حبنا ورغباتنا، وبالتالي تؤثر في حاضرنا ومستقبلنا.
كذلك فإن الذين لا يثقون بأنفسهم يعدون من أكثر الناس توتراً وأقلهم حظاً في لقاء من يحبون. بل حتى في الإنتاج والعمل والتعامل مع الآخرين تجد عثراتهم ماثلة وفشلهم واضحاً.
لن تخطئ العين كل من يعاني من فرط في عدم الثقة بالنفس، ذلك أن سلوكياته وطريقة تعامله مع الناس تفضحه كل يوم، فهو تبعاً لعدم ثقته في نفسه أيضاً لا يثق بأحد وتجده في حالة من الشك مع الجميع، وفي كل موضوع.
الذي لا يثق بنفسه يشعر أن كل من يقترب منه بداعي الحب أو الاهتمام أنه غير مرحب به أو أنه شخص غريب.
غني عن القول إن أسباب عدم الثقة بالنفس عديدة ومتنوعة وتختلف درجتها من شخص لآخر. لكن بصفة عامة أحياناً تنتج عدم الثقة بالنفس بسبب البيئة والجو الأسري الذي نعيش فيه حيث تؤثر تجاربنا الأولى وسط هذا المحيط في نظرتنا للحياة والناس،
مثل أن يكون أفراد الأسرة كثيرين أو هناك سيطرة وقسوة وعنف أو هناك حماية زائدة له ومساعدة دوماً تقدم دون أي داع لها فينشأ الشخص اتكالياً بدون ثقة في قدراته.
أيضاً من الأسباب هو وجود إعاقة أو عيب خلقي تجعل الشخص منذ نعومة أظفاره عرضة للاستهزاء والتهكم حتى يصل لمرحلة يحس فيها أن كل من ينظر له فقط لأن ذلك العيب تم ملاحظته ... ويكبر وسط هذه الدوامة ويكبر معه شعور الدونية.
الخطوة الأولى التي يحتاجها كل من يشعر بأنه لا يثق بنفسه وبقدراته وبأفكاره، أن يتخلص من هذا الشعور بتدريب نفسه يومياً على تحديات يواجهها ويبدأ في التغلب عليها. على سبيل المثال هو لا يثق بقدرته على مجاراة أحد زملائه في العمل،
ليبدأ بدراسة طبيعة عمله بشكل جيد، وليتعرف بشكل موضوعي ومدروس على آليات هذا العمل ويبدأ بضخ الأفكار والمقترحات لمديره، وليقرر منذ الوهلة الأولى أن يكون مرناً سريعاً ومستعداً دوماً لأي مهمة، بالمثل في علاقاته الاجتماعية، يجب أن يعبر عن شعوره ورغباته بكل وضوح، المهم أن نتعرف على مشكلتنا، ومن ثم نبدأ بالخطوة الأولى نحو علاجها.