يبدو أن لدينا جميعاً علاقة من الحب مع الفيسبوك من نوع ما. ونبدو في بعض الأحيان أننا قد أصبحنا مدمنين على استخدامه بصورة مستمرة، وهذا شيء مثير للإزعاج بشكل كبير.
ولكن بغض النظر عما يفكر به البعض بشأن ذلك، ثمة شيء واحد مؤكد، وهو أن الفيسبوك يدمر حياتنا. وقد تسألون كيف يتم ذلك؟ دعونا نستطلع الأمر.
دخول الغرباء
يمكن أن تشكل الشبكات الاجتماعية خطراً كبيراً علينا، فمع إدخال الفيسبوك للخدمة الإخبارية الشخصية، أصبح الجميع يعرفون ماذا تفعل، فعند تحديث حالتك سيلقون نظرة شاملة على صورك، حتى لو كانوا مجرد صديق لصديقك، أو صديقتك،
وسيعرفون الأحداث التي ستشارك بها، وحتى ماذا ستتناول على الإفطار. وهناك مصطلح في هذا الشأن يسمى «مطاردة الفيسبوك للمشاركين»،
لذلك لا تتفاجأ إذا كنت على صفحتك وتلقيت رسالة فورية من أحدهم يقول لك فيها انه يطاردك عبر الفيسبوك، ويعتذر لأنك تعرضت للإهمال من جانبه، أو شيء من هذا القبيل.
تبديد دفء العلاقات
يمكن للفيسبوك أن يدمر الصداقة بصورة فورية، أو بمرور الوقت. فمن خلال تحديث الحالة الاجتماعية في صفحتك، يبذل الناس أقصى جهدهم لانتقاد أصدقائك أو صديقاتك السابقين أو اللاحقين عبر برنامج التحدث الفوري.
وبمرور الوقت يصبحون في العادة كسولين ولا يبددون أوقاتهم مع الآخرين، أو يتحدثون معهم لبضعة أيام. كما يدمر الفيسبوك الصداقات عبر تبادل وجهات النظر السياسية أو الدينية، أو بسبب عدم توافق وجهات النظر، فتنتهى الصداقات.
وحتى الزواج في الواقع لا يكون محمياً من ذلك، إذ يؤكد المحامون أن 80% من حالات الطلاق سببها الحصول على أدلة اجتماعية عبر وسائل الإعلام. و 20% من هذه الأدلة تتم عبر الفيسبوك.
تعقيد الحياة
يبدو أن أبواب الجحيم قد فتحت على مصراعيها فيما يتعلق بالتطبيقات والبرامج الموجودة على الفيسبوك. إذ يوجد عليه في الوقت الحالي أكثر من 30 ألف تطبيق وبرنامج، معظمها تعتبر غير هادفة،
لكن بعض هذه التطبيقات يبدد حياة الناس. ومثال على ذلك لعبة «فارم فيل»، حيث تنهمك فيها بإدارة مزرعة افتراضية، وتزرع المحاصيل الموسمية اعتماداً على الوقت.
فعلى سبيل المثال إذا زرعت أشجار التوت، فعليك الانتظار 4 ساعات حتى تستطيع حصد ثمارها وتتلقى المال الافتراضي مقابل ذلك. وبحسب المطلعين على الألعاب الاجتماعية، يشارك في لعبة «فارم فيل» نحو 51 مليون مستخدم،
من ضمنهم 300 مليون على الفيسبوك، وهي في الواقع تستهلك معظم أوقات الفراغ لدينا، ولا يصبح لحياتنا اليومية معنى حقيقي، ونبدد معظمها على أمور افتراضية.
منقوووووووول