الأنترنت..سلاح ذو حدين
الإنترنت: دخل ضيفاً إلى بيوتنا وانتشر في حياتنا كالنار في الهشيم. فحل بيننا وأثر فينا بقوة جذبه التي لا توصف وسيطر على أذواقنا وعقولنا وكأنه ساحر.
هو فضاء كبير تحول إلى قرية صغيرة يستطيع الجميع صغاراً وكباراً السفر إليها والإقامة فيها عدة ساعات من دون أي خوف أو وجل ومن دون أي محاذير أو جواز سفر، وهذا هو مصدر الخوف من هذا الفضاء ووسائطه المتعددة.
لقد أصبحت المعارك تدار من خلاله وعبره يتم غزو عقول وأفكار أبنائنا وحشوها بأفكار جديدة وأحياناً غريبة وغير مألوفة، فهو سلاح قوي لا يضاهيه سلاح، يهدم ويبني في الوقت ذاته... فما عسانا نفعل، هل نقبل به واقعاً مفروضاً أم نرفضه بحجة أن لا طاقة لنا على تحمل آثاره؟
كثيرون هم الذين تحدثوا عن الأثر السلبي الذي يتركه الفضاء الالكتروني في أبنائنا، ولكن في المقابل هناك من قال: إن أمام قوة الدواء وفعاليته تهون الآثار الجانبية مهما كانت شدتها وحدتها.. وأمام هذا الرأي الذي يرى أن الإعلام الإلكتروني بكل أدواته الجديدة نعمة لابد من استثمارها واستغلالها، لابد من تضافر جهودنا جميعاً أولياء أمور مع مربين وتربويين ومختصين ومرشدين وإعلاميين من أجل تصويب بوصلة أبنائنا نحو الغاية والهدف الصحيح الذي نريده من ولوجنا إلى عالم الشبكة العنكبوتية، وهذا لن يكون إلا بالحوار الهادف الذي نسعى من خلاله إلى إفساح المجال أمام أبنائنا بحرية التنقل وبتحميلهم كامل المسؤولية عما يفعلون وعما يرون مع مراقبتنا اللامباشرة عليهم، ومن هنا تكون خطوتنا الأولى التي نؤسس لمرحلة جديدة تمتد من خلالها جسور الثقة بيننا وبينهم، ونعبر بهم إلى شط الأمان والحرية التي تحميهم من الرسائل الملغومة التي ترسل عبر الانترنت وتجعلهم خبراء في فك شيفرتها ومعرفة معناها ومغزاها..