بعد إدمانيَ شهدكْ
فسِّري لي كيفَ أمْسَيْتُ بعيداً عن مداركْ
وصباحي كنتُ في السُّندس نبْضاً لشعاركْ
اشْرحي لي كيف صرْتُ الآن رقْماً هامشيّاً
وأنا القائدُ يوماً كنتُ في عهد انتصاركْ
أسُكونٌ فوق هاماتِ حروفٍ تجعليني
وأنا من حرَّكَ الأحْرُفَ موْجاً في بحارِكْ
كنْتِ أقسمْتِ بأنَّ الدهرَ من دوني عذابٌ
وبأنَّ البعدَ عنّي هو تحليلُ انتحاركْ
تعجنيني بين ذرات نفاياتك حتّى
أختفي من أُفُقٍ ينسلُّ مابين المداركْ
أدُخانٌ كلَّ ما فضْتُ بواديكِ حناناً
وكأنّي كنتُ خُسْراناً بأعقاب المعاركْ
هل تناسيتِ بأنّي كنْتُ في قلبكِ نهراً
وجرى النهرُ وصار النهرُ مدّاً لانتشارك
أَوَيَهْنيكِ اختناقي في قواريركِ لمّا
تسلبينَ الحبَّ منّي بسكاكين قراركْ
حينما كُنتُ عن الحبِّ بعيداً كنتُ نسْراً
كنْتُ حُرّاً لم تداهمْني تغاريدُ سواركْ
إنّما كان استغاثاتكِ تدعوني و تتْرى
وتناغيني بدمعٍ أنْشرَ الأمن بداركْ
حينما لبّيْتُ عينيكِ وقرّبْتُكِ منّي
كُنْتُ بالقرب صريعاً من تلاوين شفاركْ
ثمَّ لمّا كنتُ أعتادكِ ما بين ضلوعي
تتركيني وأنا المدمنُ من خمر عقاركْ
حسين إبراهيم الشافعي
السعودية
سيهات