بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى ان رجلا عاش بالفترة التي عقبت نبي الله عيسى عليه وعلى نبينا واله افضل الصلاة والسلام وكان عابدا زاهدا نأى بنفسه عن الدنيا وملذاتها واتخذ له في البراري كوخا بعيدا عن الناس ليتفرغ الى تعبده الذي هو جل وقته ,واكتفى بما تنبت الارض من حوله ليقتات من لكي يستطيع الاستمرار بعبادته ,وهكذا عاش سنياً طوال بمفرده ,حتى نال ما نال جزاء تعبده وزهده ,وجعل الله له كرامة شفاء المرضى على يده . حتى شاع صيته بين الناس من خلال القوافل الماره , واخذ يقصده الناس فيما استعصى عليهم من امراض وعجز حكمائهم عن علاجها ,فيقوم بالدعاء له حتى يشفى باذن الله تعالى . وفي ذات يوم جاءه
قوم جالبين معهم فتاة في مقتبل العمر خرساء ومجنونه وطلبو منه الدعاء لها حتى يشفيها الله ببركة دعائه وانهم سيذهبون ليأتوه في العام الاخر لاسترجاع الفتاة بعد شفائها وذلك لبعد المسافه بينهم وسوف تقوم لفتاة بخدمته طيلة هذه السنه بعد شفائها , وفعلا قبل لرجل على امل ان يعيد لهذه الفتاة المسكينه عقلها ولسانها وبقيت الفتاة معه في كوخه وهو منهمك في الصلاة والدعاء لهذه الفتاة المسكينه حتى جائه ابليس بلسان الناصح ولف شراكه الرصينه ودخل اليه من مواطن ضعفه فاخذ يفصل له محاسن جسد الفتاة المستلقيه امامه وفتح عينييه على مفاتنها التي اغمض عينيه عن حلالها واوصد ابواب قلبه نحوها ولكن اساليب ابليس الماكره هزت مشاعر هذا الشيخ , وما اهتز ثابت الا وتخلخلت اعضائه , ومع استمرارية الاغواء استطاع كسر ابواب جوارحه ولم يبقى رادعا الا خوف الفضيحه وهو بهذه الشأنيه , فضحك ابليس مستهزأً من سذاجته , مهونا عليه بقوله ( انها فتاة خرساء ومجنونه فكيف تستطيع اخبار اهلها ) ,,,, وفعلا استزل قدمه الى طريق الهاويه متناسيا ان لابليس ثأر مع ابن آدم لايتركه حتى يأخذه اضعافا مضاعفه , وفعلا قام بممارسة الرذيله مع الفتاة المسكينه ولما اطمئن ابليس من سقوط العابد تركه لشهور وقبل موعد عودة اهل الفتاة عاد اليه ثانية فنظر الى الفتاة مخاطبا العابد (( ويحك اما ترى ان الفتاة قد انتفخت بطنها بالحمل -- وان اهلها على موعد قريب من المجئ لاسترجاعها )) فرد عليه العابد وفرائصه ترتعد خوفا مما سيحل به جراء سوء فعلته (( وماذا افعل الم تكن انت من اغواني على هذا الفعل )) فقال له ابليس ((على رسلك ياصديقي وهل حسبتني اتركك في مازقك هذا )) قال العابد متلهفا (هل عندك حلا لهذه المعضله) رد عليه ابليس ( نعم --- اقتل الفتاة وادفنها وتخلص منها ) قال العابد مستغربا ( وبما اجيب اهلها ان سألوني عنها ) قال ابليس مبتسما ليهون عليه الامر ( قل انها فتاة مجنونه لاعقل لها وانا كنت منهمكا بالصلاة والدعاء لها وبعد فراغي التفت اليها ولم اجدها وطفقت ابحث عنها في الصحراء لوقت طويل دون جدوى وانا رجل كبير في السن والصحراء كبيره وشاسعه ومليئه بالوحوش الكواسر فمن المؤكد انها اصبحت طعاما لهذه الوحوش الجائعه من اول ساعات خروجها )
واستحسن العابد مكيدة صاحبه ونفذ مكيدته بقتل الفتاة المسكينه مع حملها وقام بمواراتهما الثرى بعيدا عن كوخه وبذلك اضاف جريمتي قتل للفتاة وجنينها بعد جريمة الاغتصاب , ولما عاد اهل الفتاة لاصطحابها بعد معافاتها ببركة دعاء العابد الزاهد فوجئوا بعدم وجودها ولما سألوا العابد مستفسرين عن سر اختفائها ,اخبرهم بمالقنّه صاحبه ابليس , ولم يترددو بتصديق روايته لما يتمتع بمصداقيه ومكانه لديهم ولدى الناس تصل الى حد القدسيه , وخرجوا عائدين وهم يشكرون العابد على مجهوده الذي بذله على الفتاة ومعتذرين عما سببته له من عناء , ولما ابتعدوا قليلا عن كوخ العابد وهم في طريق العوده استوقفهم ابليس قائلا ( هل صدقتم اكاذيب هذا العابد المجرم ؟ ) فقالوا له ( ماورائك ياهذا وماتريد ان تقول )فأخبرهم بحقيقة ماجرى صادقا هذه المره ولكن بطريقته الشيطانيه ولصعوبة اقناعهم وهز ثقتهم بالعابد قال لهم (عندي لكم الدليل على ماادعي) فقالوا ( هات دليلك ان كنت صادقا ) فاخذهم ابليس الى قبر الفتاة التي لم يمضي على دفنها الا يومين ونبش القبر واخرجو ا الفتاة وهي حامل بجنينها وشاط غضبهم مما فعل العابد بابنتهم المسكينه وعادوا اليه واصطحبوه معهم مقيدا الى المدينه لغرض محاكمته امام الناس على افعاله الشنيعه ولما وصلوا واوقفوه للمحاكمه امام الملأ وواجهوه بالحقائق الدامغه لم يجد بدا من الاعتراف بجرائمه التي على اساسها اصدروا عليه حكما بالاعدام شنقا وفعلا اخذوه الى ساحة الاعدام والناس من خلفه يلعنون به وعلقوه في حبل المشنقه , ولكن وفاء صاحبه ابليس لم يتركه وهومعلقا بحبل المشنقه يلفظ انفاسه الاخيره , حيث حظره قائلا (( كيف انت ياصاحبي )) فرد عليه (( وكيف تراني بفضل افكارك الخبيثه )) فقال (وهل حسبتني اتخلى عنك وانت في هذه الحاله ) فقال العابد (( وماعساك ان تنفعني وانا في لحظاتي الاخيره ؟)) فقال ابليس (( سوف اخلصك من حبل المشنقه )) فقال العابد (وماذا تنتظر؟) فقال ابليس (( حتى تنفذ شرطي البسيط )) فقال العابد (( ماهو شرطك ؟)) قال ابليس (( ان ت ركع لي )) قال العابد (( وكيف اركع لك وانا اتدلى في حبل المشنقه ؟)) قال ابليس (( اني اقبل بأيمائك لي بالركوع )) فأومأ العابد بالركوع الى ابليس !! وصعدت روحه الى خالقها ليحاسبها قبل صعود رأسه من الانحناء للركوع لابليس ----------- وخسر دنياه واخرته