اكد أن سورية تبذل جهوداً جبارة لحماية الأطفال..
الجعفري: الإرهابيون في سورية يجندون الأطفال ويرتكبون المجازر بحقهم


نيويورك
سانا - الثورة


أكد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري التزام الحكومة السورية بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي انضمت اليها وصدقت عليها مبكرا والمتعلقة بالاطفال وخاصة اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولين الاختياريين الملحقين بها.





وقال الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الامن الدولي حول الاطفال في وقت الحرب والنزاعات: لطالما كانت سورية من الدول الرائدة في توفير جميع متطلبات الاطفال وتعزيز حقوقهم وحمايتها وخاصة فيما يتعلق بتقديم الخدمات التعليمية والطبية النوعية المجانية لهم وهذه حقيقة أقرت بها تقارير وكالات الامم المتحدة المتخصصة على مدى عقود من الزمن الا أنه من دواعي الاسف افراز الازمة في سورية لمظاهر متطرفة غير انسانية تتناقض مع قيم الاعتدال السورية وكان أول من تأثر بها الطفل السوري.‏

وأضاف الجعفري.. ان هذه المظاهر الشاذة التي جاء بها المرتزقة والتكفيريون الذين يتم استجلابهم علنا من جميع بقاع الارض ليفرضوا أفكارا وهابية ظلامية على شبابنا وأطفالنا وليرتكبوا أفظع أشكال الجرائم بحق الطفل السوري من تجنيد للاطفال والفتية وتدريبهم على القيام بأبشع الجرائم الإرهابية من ذبح واختطاف وتشويه وقطع للاطراف والرؤوس بالبلطات والسيوف وفتح بطون الحوامل وتعليق الاجنة بالحبل السري على الاشجار والاتجار بالبشر وبأعضائهم وغير ذلك الكثير.‏

وتابع الجعفري.. لم نسمع أبدا على مدار عشرات الاجتماعات التي عقدها مجلس الامن سواء عن سورية بشكل مباشر أو غير مباشر أن دولة أو بعض الدول ذات النفوذ على المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ومن بينها دول أعضاء في المجلس أن دولة من هذه الدول قد مارست ضغوطا على هذه المجموعات لرفع الحصار عن منطقة ما في سورية أو لانهاء عسكرة مشفى أو مدرسة أو لتحرير قادة دينيين مطارنة وراهبات وايتام مختطفين منذ سنين.‏

وأضاف الجعفري.. كما اننا لم نسمع أبدا أن احدى هذه الدول مارست ضغوطا على المجموعات الإرهابية المسلحة للافراج عن نساء وأطفال سوريين اتخذوا رهائن بشرية وخطفوا من اللاذقية ودير الزور والرقة ودرعا ومن بلدة معان بريف حماة بعد ذبح العشرات والمئات منهم.‏

حكومات عربية وإقليمية‏

ودولية تمول وتسلح الإرهابيين‏

وأشار الجعفري إلى أن الطامة الكبرى لا تكمن في قيام مجموعة من المجرمين والإرهابيين بأفعال كهذه بل في تمويل ودعم وتسليح هذه المجموعات الإرهابية بشكل علني من حكومات دول عربية واقليمية ودولية الت على نفسها الا أن تكون جزءا من هذه الموبقات والاثام.‏

وأوضح مندوب سورية الدائم أن حكومات تلك الدول لم تتوان عن بذل كل ما يمكنها من أموال طائلة واعلام ذي سطوة وتحريض طائفي بغيض بهدف تقويض مستوى التقدم الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي الذي وصلت اليه سورية وبهدف تطويع استقلالية القرار السياسي الوطني السوري علاوة على العمل على التغطية المتعمدة لما يجري في سورية من إرهاب وتدمير وتخريب ونهب للثروات الوطنية وفتح الدول المجاورة لحدودها مع سورية لادخال الإرهابيين والمرتزقة الاجانب إلى الاراضي السورية تحت مسميات مخجلة تسيء لصورة العرب والمسلمين.‏

ولفت الجعفري إلى أنه مع مأساوية هذه الصورة السوداء ما زال بعض كبار مسؤولي الامانة العامة يعتبرون أن تلك الاحداث هي مجرد تقارير لم يتثن التثبت من صحتها بعد مؤكدا أن الحكومة السورية تواصل بذل جهودها الجبارة اتساقا مع التزاماتها وتعهداتها بشأن حماية الاطفال على الرغم من كل تلك التحديات الجمة غير المسبوقة.‏

الإرهابيون ينتهكون حقوق الأطفال في سورية‏

وقال الجعفري: ان الحكومة السورية استمرت بانخراطها الايجابي مع الامم المتحدة لكشف تفاصيل ما يجري في سورية من انتهاكات لحقوق الاطفال نتيجة ممارسة المجموعات الإرهابية المسلحة مبينا أن الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية وزع مؤخرا مذكرة رسمية على أعضاء مجلس الامن بتاريخ السادس من شباط الماضي تتضمن معلومات وأمثلة موثقة تفصيلية عن الجرائم المرتكبة من قبل تلك المجموعات الإرهابية بحق الاطفال السوريين وشرح فيها كيفية قيام تلك المجموعات بشكل منهجي ومتكرر بالهجوم على المدارس والمستشفيات وسرقة معداتها وقتل طواقمها.‏

وأضاف الجعفري.. لقد زودنا الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة ليلى زروقي وأعضاء مجلس الامن بقائمة تتضمن 28 حالة استهدفت فيها المجموعات الإرهابية المسلحة المدارس في جميع أنحاء سورية و54 حالة قتل وتشويه واختطاف للاطفال معربا عن أسفه بأن أحدا من أجهزة الامانة العامة لم يكلف نفسه عناء التحقق من أي منها ولا الاستفسار من الحكومة السورية عن أي معلومات اضافية بشأن تلك الانتهاكات.‏


وأكد الجعفري أنه مع استمرار قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتجنيد الاطفال السوريين من ذكور واناث في عملياتهم العسكرية تقوم الجهات المختصة لدى الحكومة السورية باتخاذ الاجراءات القانونية حيال الاطفال المجندين وذلك وفقا لمضمون القانون الخاص بتجنيد الاطفال الصادر بتاريخ السادس من ايار العام الماضي والذي يجرم من جند الاطفال بأعمال قتالية من أي نوع كانت وتكون العقوبة بالاشغال الشاقة من10 إلى 20 عاما وتشدد العقوبة إلى الاعدام في حال وفاة الطفل عند قيامه بأعمال قتالية.‏

وأوضح الجعفري أن هذا القانون يعامل الطفل المجند كضحية تطبق عليه قوانين الاحداث في القانون السوري حيث يتم وضع الاطفال في مراكز حماية اجتماعية وليس في مراكز احتجاز يقيمون فيها تمهيدا لاخضاعهم لمحاكمات عادلة واحالتهم فورا إلى دور الاصلاح لرعايتهم بالتعاون مع المجتمع الاهلي وبوجود مشرفين مختصين.‏

وقال الجعفري: وفي شكل اخر لانتهاكات حقوق الاطفال في سورية تقوم جهات أجنبية ومحطات فضائية تبث من دول عربية خليجية بتجنيد أطفال سوريين للعمل لديها كمسلحين متمردين ضد سلطة الدولة وكمراسلين حربيين وتزودهم بكاميرات وأجهزة اتصالات وترسلهم في مهمات إلى المناطق غير الامنة لنقل الاخبار منها معرضة حياتهم للخطر ومنتهكة جميع المبادئ والمواثيق المعنية بحماية حقوق الطفل.‏

ودعا مندوب سورية الدائم وكالات الامم المتحدة المعنية والممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة للقيام باجراء التحقيق الفوري بهذه الافعال المشينة وخاصة أن الجهات المختصة في سورية القت القبض على احدى العصابات المنظمة لعملية تجنيد الاطفال وتم بث اعترافاتها على التلفزيون العربي السوري مؤخرا.‏

وأكد الجعفري أن الحكومة السورية ممثلة بوزارة الصحة استمرت بتنفيذ برامجها الخاصة بتعزيز صحة الطفل حيث بدأت بتنفيذ المرحلة الرابعة من حملة اللقاحات ضد شلل الاطفال وهو المرض الذي تم القضاء عليه منذ عشرات السنين في سورية.‏

ولفت الجعفري إلى أن الجميع بات يعرف الان أن مصدر انتشار فيروس شلل الاطفال في سورية هو تلك المجموعات الإرهابية نفسها التي جاءت من باكستان وأفغانستان وغيرها من الدول حاملة الفيروس.‏

وقال الجعفري: يساورنا بالغ القلق من استمرار الاوضاع المأساوية والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الاطفال السوريون في مخيمات الدول المجاورة من عنف جنسي واكراه على الزواج المبكر وعدم القدرة على الوصول إلى التعليم وتفريق العائلات نفسها في عدة مخيمات وحرمانهم من العمل والتنقل حتى بين المخيمات نفسها بالاضافة إلى تجنيد العديد من الاطفال السوريين في تلك المخيمات على يد المجموعات الإرهابية المسلحة سواء باشراف أو بغض الطرف من قبل حكومات مضيفة لهؤلاء اللاجئين في بعض الحالات.‏

وأعرب الجعفري عن استغرابه من استمرار تجاهل الامم المتحدة لغاية اليوم أيا من تلك الانتهاكات واحجامها عن اتخاذ أي اجراء ملموس مع حكومات الدول المجاورة من شأنه أن يساهم بحل تلك المظاهر الخطيرة على الرغم من اطلاع ومعرفة جميع الفاعلين في المنظمات الدولية والاقليمية وغير الحكومية وممثلي الامين العام بمدى فداحة هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال السوريون في تلك المخيمات وهو الامر الذي تم توثيقه في تقاريرهم ذاتها.‏

على الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات‏

الكفيلة بحماية الطفل السوري‏

وأضاف الجعفري ان الامم المتحدة مطالبة اليوم بالعمل بحيادية وشفافية وفاعلية لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية الطفل السوري من خلال تذكير حكومات الدول الاعضاء وبعضها عضو في هذا المجلس بالتزاماتها بموجب ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي ودفع حكومات الدول التي تدعم وتمول وتدرب وتسهل انتقال المجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفة لوقف هذه الاعمال فورا علاوة على دفع تلك الدول التي تفرض التدابير القسرية غير الشرعية الاحادية الجانب لرفعها فورا.‏

وختم الجعفري بالقول ان سورية تؤكد جديتها في التصدي الحازم لاي شكل من أشكال انتهاكات حقوق الانسان وتؤكد على استعدادها لاستمرار التعاون مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية الشريكة لاظهار حقيقة الاوضاع في سورية بعيدا عن التسييس والتلاعب بالرأي العام والتهييج لوضع حد لجميع أشكال العنف ضد الاطفال في حالات النزاعات المسلحة ولمعاقبة مرتكبيها والمحرضين عليها من أي طرف كان.‏