كشفت دراسة أمريكية حديثة أن التأمل والتدبر والاسترخاء يحمل فوائد عديدة لا تنتهى على شخصية الإنسان وصحته النفسية، حيث وجدوا أنه يدعم ويقوى الجانب العاطفى لدى الإنسان، ويزيد من إحساسه بالرحمة تجاه بالآخرين،

ويرفع من قدرته على التواصل معهم، بالإضافة إلى أنه يزيل آثار العديد من الجوانب المظلمة فى حياة الإنسان، حيث يخفف من الإحساس بالاكتئاب، ويكشف عنه الإحساس بالقلق والتوتر والضغوط اليومية.

جاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة، وستظهر بالعدد الصادر فى مطلع إبريل القادم من دورية "Emotion"، وأشرف على إجرائها عدد من الباحثين فى جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو فى الولايات المتحدة الأمريكية.


وشملت الدراسة حوالى 82 معلمة تتراوح أعمارهم ما بين 25 و60 عاماً، وتم إخضاعهم لبرنامج مكثف لممارسة بعض التمارين الخاصة بالتأمل، وعمد الباحثون لاختيار المعلمين بصفة خاصة، نظراً لأنهم من أكثر الوظائف التى تتعرض للضغوط بشكل يومى أثناء تأدية وظيفتها، وكذلك لأنهم يستطيعون تطبيق هذه الآليات والاستراتيجيات فوراً فى مجال عملهم،

بالإضافة إلى أنهم قد ينقلونها إلى تلاميذهم فى المدارس، وشملت الدراسة بعض التمارين الخاصة بالتركيز ومهارات التفكير والتأمل والتمرين على التعامل مع بعض المواقف التى تنمى الإحساس بالرحمة والتعاطف تجاه الآخرين.

وخلصت الدراسة إلى أن المعلمات أصبحن أكثر هدوءاً، واستطاعوا أن يستوعبوا جيداً العلاقة بين العاطفة ودورها فى الإدراك بالأشخاص والأشياء المختلفة، كما استطاعوا التعرف على العواطف والأحاسيس التى يشعر بها الآخرون تجاهنا،

وكذلك العواطف التى تدور بداخلنا تجاههم، وهو ما يمكننا من حل أصعب المشكلات التى تعترض حياتنا الشخصية، بالإضافة إلى أن هؤلاء المعلمات أصبح لديهن القدرة على تكوين علاقات جديدة بشكل ممتاز.