عام مر على انتشال روحٍ من حظن اللحد
عامٌ مرَّ على انعطافة حياةٍ ومفترقِ طرق
عامٌ مرَّ على حدثٍ غير أصداء تراجيديا ماضيي وحاضري
ورتَّب مسار امنياتي
عامٌ دارت تفاصيلهُ حولَ يومٍ صاخب
لُخِّصت رواياته وحكاياه بصفحةٍ واحدة
لكنها صفحة أثرت حياتي
صفحة أدمنت على ارتشافِ سطور ذكراها وشرب ساعاتها وثوانيها
لأثمل عن مرارة الدنيا وشجو آهاتي
صفحةُ خطَّها القدر
ليكتب لي مواجهةً مع الموت ...طالما تمنيتها بهذياني
لكن يالها من مقابلة
كاد أن يخطفني من الدنيا بلمحة بصر
لم أتوقع منه هذا الجنون
تلك البغتةُ ...ذاك الضجيج ....وما من مفر
نبضات دُفنت وانبعثت اخرى
ومابين هذه وتلك
غموضٌ وارباك
تجمعٌ وشتات
حوار مابين النفس والذات
لاوصف يجزي ولاتصوره صور
لاأدري هل هي مرحلةُ شعورٍ ..أم لاشعور
هل هو فقدان للوعي .. أم قمة الوعي
أهو واقعٌ أم حلم
شعور بأنك ستواجه مااستخففت به من ذنوبٍ صغيرةٍ أمام ربٍ عظيم منتقم
ولاشعورٌ بما أنت عليه من أوجاعٍ وضعفٍ وألم
هو فقدانٌ لوعي جسد
لكنه قمة الوعي بوجودِ ربٍ كريمِ أنجاني من ساعة لاينفعُ بعدها الندم
واقعٌ بأني نجوتُ باصاباتٍ بسيطة من هلاك محتم
وحلم أسعى لتحقيقه هو رضا الله تعالى وشكره على النعم
أما وجوه من حولي
(أبي وامي...اخواني وأخواتي...أقاربي وجيراني وصديقاتي)
فلن أنسى ملامحهم الشاحبة المصفرة وهم يتألمون لألمي
بل ربما يشعرون بألم أكبر
لأن أوجاعي تسكتها الأدوية
لكن آلامهم لاتسكن الا برؤيتي سالمة معافاة
بريق عيونهم الذي يفصح عن لآلئ مخبأة
وعبرة تهدهدها الجفون
كي لاتفضح خوفهم وقلقهم
لكنها تسقط رغما عنهم لتضهر حبهم
صلوات ونذور ودعوات
يرفعونها لرب السماوات
أحاطتني بالطمأنينة وأزاحت عن صدري الهم
أحاسيسهم تشعرني بالامتنان لوجودهم في حياتي
فياربِّ ارض عنهم واجزهم خيرا ووفقني لخدمتهم ولاتحرمني منهم
ربِّ اجعل أيامي التي مددتها بعمري تزهو بالحسنات
ولاتجعل للمعصية فيها محلا ومقاما
ربِّ وفقني لشكرك وحمدك وحسن عبادتك
أما أنتم أيها الدرر (عائلتي الثانية)
فلن أنسى سؤالكم عني وخوفكم عليّ
ودعواتكم الصادقة التي كانت سببا في شفائي
ولن أنسى ترحيبكم وفرحتكم بعودتي سالمة
فها أنا الآن معكم بكامل صحتي بفضل دعائكم
أبعد الله عنكم كل شر وضر بحق حبيبه المصطفى سيد البشر وآله الطيبين الطاهرين
لمن يحب أن يطلع أكثر من هنا