أشتاقُك وأعلمُ بأنكَ تَعلمْ ، ورغم أن الثقة دائماً مُريحـة إلا أن ثقتي بعلمك في حاجتي لك مُرهقةٌ جداً ، فرغم علمك ذاك لم تُفكر بالإقتراب ولا بالسؤال حتى ..!
قد أكون ظالمة لخاطرك فأنا لست بقارئة أفكـار ولا حتى فنجان !
على سيرة الفنجان ..!
أتعلم بأني أشتهي أن تدق باب بيتي في صباحٍ باكر ، وأن أدعوكَ إلى الداخل ، وتعتذر مني لأنك أنتَ من أيقظني ..!
ليتك من يوقظني يا حبيبي كل صباحٍ ، لأُعدَ لكَ فنجانَ قهوةٍ يُطوقنـا عطرهُ معاً ..!
أتخيلُ بأني سأدخلُ المطبخ فتتبعني وأنا ألف خصل شعري بعشوائية لتقتربَ مني وتداعب تلك الخصل التي لم تعطني مجالاً لترتيب فوضويتها ، فأنا لم أتوقع يوماً قُدومك ولا اللحاق بي ، ولا التجرؤ على الإقتراب مني خطوة ..!
فأنا أظن بأن عليَّ أن أكون أول من يشتاق .. وأول من يأتي !
أتخيلُ بأني سأحدثك حينها ونحن نحتسي فنجان القهوة المُختلط برائحة عطرك عن كُل قصص المساء التي خبئتها لك ، وتُحدثني أنتَ عن لوعة الإشتياق التي حلت بك ..!
أتخيلُ بأنك كنت على وشك الرحيل من بعد أن أنهيتَ فنجان قهوتك ..!
فأطلب منك الفنجان مُدعية بأني أستطيع أن أرى من خلاله مستقبلك ،
أدعي خشية رحيلك ..!
فترد عليَّ ببرود : ماذا تريدين يا عزيزتي ببنٍ مُهملٍ في آخر فنجاني !
أتخيل بأني سآخذه منك وأعيدك لتجلس على الأريكة وأنا أضحك وأَحْبِكُ من ذاك البن قصـة تجمعني بك إلى الأبد .. فتضحك !
أنت تعلمُ بأن الفنجان حُجة لكي تبقى ، وأنت تعلم بأني قد اختلقتُ القصة لكي تؤمن بمستقبلنا أكثر .. ولذلك ضحكت وقلت : كُفي عن هذه السخافة كُلها ..!
حتى في خيالي أنت لا تتخلى أبداً عن جديتك وتتهمني .. جاملني ولو قليلاً سافر معي في الخيال عَلَنا في شارعٍ واحدٍ في يومٍ نلتقي !
أتعلم .. كل ما أريده أن تبقى وأن تكون في واقعي كما في هواجسي تلك ..
وكعادتي أحبك في خيالي أكثر