مدارس المناطق المحررة .. مخدرات وجنس وحصص للمسلحين
دام برس :
أمام المدرسة مسلح بهيئة بائع على كرسي وأمامه طاولة معروض عليها بعض المأكولات والقرطاسية ودخان ..وفي جيوبه أكياس بودرة بيضاء ، يصفها لك معظم طلاب المدرسة.
بائع آخر على هيئة شاب وسيم ،بحجة سعيه لفتاة من طالبات المدرسة..يحشو جيوبه حبوباً بيضاء يعطيها لبعض الطلاب ليبيعوها داخل المدرسة أثناء الدوام" ، أحد الطلاب شاهد أحد رفاقه يعرض الحبوب على زملاء له ، ويدعي أنها أقراص مهدئة لآلام الرأس.
في سنوات ثلاث خلت على أحداث سورية ، أكدت مراكزالبحث العربية والغربية أن بعض وسائل الاعلام ، كرست كوادرها وإمكاناتها لتشويه صورة المجتمع السوري وأعرافه وتقاليده ، وتدمير حضارة عمرها آلاف السنين عبر الترويج لفوضى تخريبية تحت مسميات "ثورة" ، "ربيع عربي" و"شعارات إنسانية" ، وعملت على نسف الاستقرار الاجتماعي والاخلاقي في سورية.
وتماشياً مع دوره في تدمير الدولة السورية وتفتيتها أطلق هذا الاعلام تسمية " المناطق المحررة " على قرى في سورية دخلها المسلحون..أرهبوا سكانها ..واستولوا على ممتلكاتهم..وشردوهم..وارتكبو ا مجازراً بحق المواطنين الرافضين لأعمالهم ونهجهم..
سكان محليون في تلك المناطق قالوا " تشهد هذه المناطق رواجاً لظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات ، إضافة لاحتكار سلع غذائية يبيعها المسلحون في أماكن أطلقوا عليها" أسواق الحرية" ثمن السلعة فيها أضعاف سعرها العادي ، كما راجت تجارة الجنس "عبر بيوتات دعارة" ، مبررة بفتاوى وهابية ..بدأت "بجهاد النكاح" لصاحبها الداعية السعودي محمد العريفي..الى "ملك اليمين" للسلفي الاردني ياسر العجلوني.
في جولة لقرى الريف الدمشقي الممتدة على ضفتي نهر بردى..مصاطب شعبية ومطاعم كانت محط أنظار العديد من السياح السوريين والاجانب، تحولت الى مقرات للارهابيين.
وفي إحدى القرى انتاب الاهالي شعور بالغضب العارم ..عندما تحولت مدارس أبنائهم الى مكان آمن ونشط لترويج الحبوب المخدرة ..من تولى المهمة يرتدي لباساً وسلاحاً ودراجة نارية ، كل ذلك يدلل على انتمائه ، يصرخ مهدداً من يتعرض له من أولياء أمور أفصح لهم أبناؤهم عما يدور في كواليس مدرستهم من تعاطي المخدرات ولافرق في ذلك بين كبير أو صغير، ذكراً كان أم أنثى.
اعتبر المسلحون أن ما حدث أمرا فرديا ..ومصلحة شخصية مدعين محاسبة الفاعل ، الا أن تجار المخدرات الذين نشطوا بكثرة وعلانية دون أي اعتبار لعرف اجتماعي أو قانون أخلاقي ،يتباهون في مجالسهم الخاصة أنهم يساعدون المسلحين ..وأبعد من ذلك أكدوا أن للمسلحين حصة مجانية مقابل حماية نقل البضائع وتصريفها.
أحد المسلحين بعد انتمائه لمجموعات الارهاب في المنطقة ، روى حادثة جرت معه في الايام الاولى قال " قبل أن نتوجه للمسجد ونصلي ركعتين لننطلق الى مهمتنا ..تناولنا بعض الحبوب المخدرة..وحين سال عن جواز ذلك ..أجابه "المرجع الديني" قائد مجموعته ذو اللحية الطويلة "ضرورات تبيح المحظورات".
أما العضو في الهيئة الشرعية واسمه علي يقول مهمتي إدخال المخدرات والحشيش من قرى لبنانية (حام ، معربون ، بريتال) القريبة من الحدود السورية الى قرى وادي بردى ومنه الى من يتولى نقلها الى دمشق.
المنطقة أصبحت محط أنظار تجار المخدرات ..أحدهم خرج قبل سنة من السجن وتوجه مباشرة لقريته القريبة من الحدود اللبنانية ، وسع نشاطه ويمارس عمله بحرية ما حلم بها قبل أن تتحول قريته "النائية" الى "منطقة محررة".
شكاه المواطنون لما يسمى " الهيئة الشرعية" أجاب الناطق باسم الهيئة " إن الرجل يعمل "ضد الحكومة" ويخالف قوانينها ، وهو بذلك يعمل لصالحنا ، وكل عمل مباح شرعاً حتى نحقق ما خرجنا لأجله".
السجين السابق تاجر المخدرات يقول لا علاقة لي بالمسلحين..أنا أهتم بتجارتي وأدفع ما يفرضونه من أتاوات لحماية تجارتي".
مواطنون في تلك المناطق أكدوا أن عقوداً من الزمن مرت ومؤسسات سورية التعليمية في كافة مناطقها حتى"المناطق النائية تعليمياً" ، محمية من الفساد الاخلاقي والاجتماعي بفضل الامن الذي كانت تنعم به سورية.
عكس ما تشهده مدارس أوروبا والغرب من انحطاط أخلاقي واجتماعي وقوانين أقرب ما تكون الى "شريعة الغاب" ، وفقاً لما يتناقله الاعلام الغربي والامريكي عن حوادث في أكثر مؤسسات التعليم و التربية تطوراً و تقدما ، بالنظر لسواها في بلدان العالم النامية ، فمرة تتصدر عناوين إعلامهم حوادث الاغتصاب وتارة جرائم القتل والانتحار وأخرى التعاطي والاتجار بالمخدرات ، وذلك كله في المدارس.
بهذا.. اعترف المسلحون بأن من يخرج عن القانون السوري ، الذي جرم الافعال الشنيعة التي تعتبر قبل كل شي، تدميراً للاعراف الاجتماعية ومنافية للأخلاق الانسانية ، هو في حمايتهم ..في شرعهم كل "حرام مباح" .. إن هذا التحول في المجتمعات التي سيطر عليها هؤلاء تحتم مصيراً بات معروفاً ، إما الموت في معارك مع الجيش العربي السوري يقودهم اليها غرباء عن سورية ، أوالموت جراء تعاطي المخدرات والجنس.
نقلاً عن الإعلام