تابع صـوت الجراح
.
.
ألتفت ورأيت كومة عجيبة ... رجال فوق بعضهم البعض !! ترى هل يتقاتلون على شيء ... ما تحتهم ؟! .. لكنهم ساكنون لايبدون حراكاً ؟!... أمي !! أمي !! أنا خائفه تعالي ياأمي أحميني .. تعالي وأعيديني إلى بطنكِ الحنون .. لماذا وضعتيني وتركتيني مع بقايا البشر بلارؤوس ولا أرجل وأيدي ينامون وسط الشارع بأعين مفتوحة ؟!.. أنفجرت بالبكاء .. بكيت وبكيت .. حتى عادت أمي وحملتني وهي تبكي معي وتندب الشباب ماذا حل بهم ..
وضعتني قرب جثة غضة تأملت ملامح الشاب الذي أخذ يحدق إلى بعيونه المفتوحة الجامدة هو أيضاً .. جسمه ممزق بالطبع .. لم أدرك آنذاك إن هذا الشهيد هو أبي !!
كنتُ أصغر من أن أعرف أنني سأبقى بقية حياتي أفكر بإنسان مات قبل مولدي بدقائق قليلة وحاسة التذوق هي الوحيده لدي .. فلم تكتمل مشاعري بعد لكي تميز طعم جرعات اليتم المرة وأسقى منها حتى الثمالة
أشعر بالبرد ... أنا جائعه ... أنا عطشى ... أنا خائفه ..
كانت أمي شاحبة .. كئيبه .. متعبه .. تحمل بين ذراعيها ثمرة عرس لم يكتمل حوله ...
.
.
.
(يتبع)