"يبرود" والاقامة الجبرية للجعفري...!؟

الدكتور بشار الجعفري اسم ذاع صيته وتناقلته وسائل الإعلام المؤيدة والمعارضة منذ اندلاع الازمة السورية، يملك رباطة الجأش والحنكة الديبلوماسية ولباقة الحديث المترافقة مع فصاحة اللسان ومؤهلات علمية عديدة من جامعات سورية وفرنسية واندونيسية .


هو من مواليد دمشق عام 1956 ، بدأ تجربة عمله في وزارة الشؤون الخارجية في عام 1980 تنقل في مناصب عديدة ليتولى عام 2006 منصب السفير والمفوض الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

بالامس تم وضع الدكتور الجعفري في ما يشبه الاقامة الجبرية في اميركا ... حيث منعته الولايات المتحدة الاميركية من مغادرة نيويورك وابلغته بانه لا يحق له التحرك خارج شعاع قطره 40 كلم حول المدينة.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان قرارها بحق السفير السوري جاء على غرار القيود المفروضة على سفيري ايران وكوريا الشمالية، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي: "لقد سلمنا رسالة دبلوماسية للمندوب الدائم للبعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لإبلاغه بأن حركته تقتصر على نطاق 40 كيلومتراً في مدينة نيويورك".
ما السبب غير المعلن ، ولماذا هذا الاجراء وفي هذا التوقيت بالذات ؟ ...اسئلة تجيب عليها مصادر سورية رفيعة المستوى لموقع المرده بالقول ان التوقيت مرتبط بمعركة يبرود اما السبب الحقيقي فهو موقف الجعفري الذي رغم كل الاغراءات لم يحيد عنه قيد انملة، موضحة ان هذا الاجراء يأتي لتضييق الخناق على سوريا ومنعها من استكمال تحرير المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون.
وتقول المصادر ان واشنطن لا ترغب بان يتم تحرير يبرود لابقاء الحدود مع لبنان مفتوحة وتشكيل ضغوطات في هذا المجال من اجل مكاسب اكبر في اية تسوية مقبلة لاسيما ان الجيش السوري وبخلاف ما كان يتوقعه الاميركيون سطر عدة انتصارات واسترجع العديد من المناطق التي سيطر عليها المسلحون موقعا الهزائم بهم بخلاف ما يرغب الاميركي ومعه ربيبه الاسرائيلي الذي يدعم المعارضة السورية لاسقاط معقل هام من معاقل الممانعة في المنطقة العربية كلها .
وتفيد المصادر انه رغم كل التهديدات والاجراءات فان الجيش السوري الذي وصل الى مشارف يبرود لن يتراجع عن خوض ام المعارك، وسيستكمل الاطباق على المنطقة لاقفال كل المعابر ومنع الامدادات عن المسلحين تمهيدا لسقوط المدينة التي باتت شبه خالية من المدنيين بعد ترك عدة معابر امنة لهم للخروج وعدم اقحامهم في القتال على ان يتم اقفال هذه المعابر عبر الاطباق عليها فور اندلاع المعارك على الارض منعا لفرار المسلحين الى خارج البلد لاسيما الى عرسال اللبنانية وذلك بعد اكمال السيطرة على التلال المطلة على يبرود ما يعني انه لن يبقى امام المسلحين الارهابيين الا الاستسلام او القتال حتى النفس الاخير.
وتؤكد المصادر ان المعركة لن تكون نزهة ولكنها بالتأكيد ستنتهي بالنصر وان اخذت بعض الوقت بسبب وعورة المنطقة وغناها بالتضاريس والمغاور الطبيعية التي تسمح للمسلحين بالاختباء والقتال طالما هناك سلاح وطالما هناك اعتدة تصل اليهم ما يدفع الى اعتماد طريقة الكماشة بالسيطرة على البلدة اسوة بما اعتمد في منطقة الغوطة.

وتضيف المصادر ان الغارة الاسرائيلية التي شنها الطيران المعادي على خراج بلدة جنتا اللبنانية ما هي الا رسالة اميركية ـ اسرائيلية في هذا الاطار وهي مزدوجة المعنى فاميركا تريد الابقاء على الوضع الميداني على ما هو عليه في سوريا حتى الاتفاق السياسي الكامل والوصول الى تسوية تحفظ ماء الوجه وتثني الارهابيين عن العودة الى بلدانهم، فيما اسرائيل تخشى تمدد المقاومة وتحاول جاهدة اقامة ثغرات امنية واعطاء الدعم اللازم للتكفيريين من اجل الصمود بما في ذلك استقبال جرحاهم في مستشفياتها وتدريب كوادرهم .
وتشرح المصادر بان معركة يبرود ليست سهلة بالطبع وهي تشكل نقطة تحول هامة في مسار الاقتتال الجاري في سوريا منذ ثلاث سنوات، لهذا فان الضغوطات ستكون كبيرة لمنع الجيش السوري من اكمال مهامه، وقد لا تتوقف الامور عند غارة اسرائيلية من هنا او منع اميركي من هناك الا انه مهما كانت الضغوطات والممنوعات والاجراءات فان القرار اتخذ بتحرير يبرود وسيتم تنفيذه مهما كانت التضحيات.


المرده