أُحادث أمي دونَ صوت فأنـا أعلمُ بأن حُزني ستلملمـهُ من عينيّ لتـجعلـهُ دمعاً في عينيها وتبكي ، وستجعـل من حديقة قلـبها حطباً توقدُ بـه صدرها ليفوح عطر زهرٍ يحترق ..!
لا أريدُ للياسمينة التي أهداني إياها ربي حين أميل إليها أن تشتعل ..!
أريد فقط أن أضع رأسي على صدرها وأبدل ما تلوث بهِ من صخب وضجيج فوضوي بلحظة وتشتته حين تمتلأ رئتايّ بعطرها ..!
يكفيني أن تمر بأصابعها بين خصل شعري والإبتسام في وجهي وشفتاها تُضمُ إلى بعضها ليتناثر الياسمين كالمطر على جبيني وينال خدايَّ عدوى من عبقها النديّ ..!
حضن أمي حكاية صامتة تُهدأ قلق روحي حين تُضنيني الدنيا بوجعـها فتغرقني بين ذراعيها لـِ تُصبح دُنيايّ هيَ ..!
أحادث أمي دون صوت لتباغتني بسؤالهـا و هيَ تقرأ تفاصيل وجهي الباهت فأرد عليها بابتسامـة وقُبلة وحضنٍ عميقٍ كـَ ردٍ وحيد ..!
- لا تُغضب أمك مهما قست فحضنها ملاذكَ الأخير ..!
- فإن رحلت عنك فـ هيَ ترعاك بـعين السماء أينما كُنت ..!