يتميز كل مجتمع بعادات وتقاليد تخصه وتميزه عن غيره من المجتمعات، وتكون هذه العادة عادة مستمدة من البيئة المحلية والمواد الطبيعية القريبة. وعادات المحافظة على نظافة الأسنان إحدى هذه العادات وعلى المستوى العربي والإسلامي نجد ان أشهر تلك العادات استخدام المسواك كسنّة نبوية ووسيلة صحية كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".هذا من جهة، ومن ناحية أخرى فهناك عادة مرتبطة بشكل كبير بصحة الفم والأسنان ألا وهي استخدام الديرما لتنظيف الأسنان وصبغ الشفاة للنساء.
وهذه العادة المحلية تناولها الدكتور هشام الهدلق في بحث، حيث جاء في هذه الدراسة:
إن الديرما عبارة عن قطع خشبية غنية بالألياف من شجرة تسمى juglans regia تستخدم كما ذكرنا لغايتين:
1- نظافة الأسنان.
2- تبييضها.
3- صبغ للشفاه كعملية تجميلية.
وهذه العادة مازالت تمارس بين بعض النساء في الجزيرة العربية ون قل انتشارها بشكل كبير بين النساء من الجيل الحديث.والشجرة التي تستمد منها هذه القطع الخشبية تسمى باللغة الإنجليزية بعدة أسماء منها white walnut وتعني شجرة اللوز الأبيض الغريب
وتتميز بشكلها الجميل والنكهة اللذيذة وأصلها يرجع إلى المناطق الآسيويه
وثمر هذه الشجرة غني بالزيت وفيتامين سي وللشجرة استخدامات عامة أهمها صنع قطع الأثاث عالية الجودة وزيت ثمرها يستخدم كزيت قلي كما الجوز المستخرج من ثمرها يعطي نكهة مميزة لعدد من الحلويات ومنتجات الآيسكريم.
أما من ناحية الاستخدامات الطبية فيعتبر الديرم:
1 - مصدر رئيسي للمنجنيز.
2- يستفاد منها كذلك في إنتاج بعض الأدوية الملينة.
3- ومستخلص قشرة الثمرة الخضراء عندما يغلى ويمزج مع العسل ينتج منه مستحضر غرغرة فعال لعلاج التهابات وتقرحات الفم.
4- الأوراق المجففة كذلك يمكن الاستفادة منها كقابض للأوعية الدموية وتستخدم في حالات معينة بعد نقعها في الماء وفي التطبيبات الجلدية في حالات الحساسية الأكزيما والهربس والتقرحات وبعضهم يذكر آثاراً في ايقاف إدرار الحليب من الأم عند الرغبة في الفطم للطفل.
والديرم يعرف بالسعودية وشبه الجزيرة العربية بالديرم أو الديرمان أو الديرمه وموجود بالسوق على شكل قطع رفيعة السمك مختلفة الطول ولها رائحة ضعيفة وطعم لاذع .والغاية من استخدامها من قبل النساء هو تنظيف الأسنان وإضفاء المظهر الصحي والجمالي للشفه، كما انهن يرمين إلى تبييض الأسنان وتلميعها هذه القطع وكما ذكر سابقاً فهي تصبغ الشفاه باللون الأحمر البني
ويشير بعضهم إلى أن هناك آثاراً غير محمودة لاستخدام الديرم بناء على ما ذكر بعض الباحثين أنه باستخدام الديرم فقد يكون هناك خوف من نشوء بعض المشاكل السرطانية نظراً لوجود مادة الجوقلون juglone في الدريم، ولكن تلك الحجة كانت واهية حيث ان استنتاجاتهم من تلك الدراسة بنيت على استخدام هذه المادة - الجوقلون - بعد تعريض الأنسجة لمركب خاص يدعى الانثرالين ولذا فإن نشوء الأورام السرطانية مرتبط بالانثرالين وليست بسبب الجوقلون الموجودة بالديرم.بل تفيد دراسة أخرى تمت عام 1995م أن هذه المادة - الجوقلون - والمتوفرة بالديرم لها أثر في الوقاية من التورمات السرطانية.ويوجد بالديرم بعض المواد الممكن الاستفادة منها في المجالات الصحية مثل:- مادة حمض الفينول: ويعمل كمطهر ضد الجراثيم وإذا اخذ بجرعة عالية فربما يؤدي إلى التسمم في الجهاز العصبي، كما قد يؤدي إلى بعض التهيج للجلد والأنسجة المخاطية.- حمض التانيك (حمض العفص): ويعتبر قابض للأوعية الدموية ويستفاد منه في تخفيف وعلاج بعض التقرحات الصغيرة.وبالنسبة لطريقة الاستعمال: فبعض النساء يغمسن قطع الديرم في الماء قبل استخدامه والأخريات يمضغنها حتى يصبح رطباً وبعدها يتمسحن بها أ
و يقمن بفركها على الأسنان خاصة الأمامية وكذلك يصبغن الشفاه عن طريق عصر الديرم عليها لتطلق المادة الصابغة من القطعة المستعملة. وبعض النساء قد يحتفظن به داخل الفم وتمص الناتج منه من وقت لآخر مما يجعل العملية لاستعمال الديرم تستغرق ما بين 5إلى 60دقيقة.ومما ذكر يظهر لنا ان تنظيف الأسنان بالديرم عملية ميكانيكية، أما الغاية التجميلية فتكون عن طريق مادة القلايكوسايد المفرزة من قطع الديرم والتي تتفاعل مع اللعاب منتجة مادة الجوقلون السابق ذكرها وهذه بدورها تذوب في اللعاب وتطلق لوناً احمر عنابيا هو المسبب لصبغ الشفاه.الأعراض الفموية لمستخدمي الديرم:يؤدي الاستخدام المستمر للديرم إلى ظهور بعض الأعراض:
1- تصبغ الأنسجة اللثوية والخد الداخلي بدرجات مختلفة.
2- جفاف وتشققات في الشفاه.
3- بقع بيضاء في الفم ليس لها أي ضرر صحي.
مصدر اخر
وقد درجت الخليجية على استخدام الديرم كمادة للتزين وصبغ الشفتين منذ زمن بعيد، وما زالت تستخدمه الى اليوم، وان اقتصر استعماله في الوقت الحالي على العجائز وكبار السن طريقة استخدامه يتم ترطيبه ثم فرك الاسنان والشفايف به بلطف ((وليس بقوة )) وبعد دقيقتين تصبح الشفاه حمراء وبعدها يجب دهن الشفتين بالعسل والفازلين لتجنب جفافها وتشققها
وكان الديرم يوضع على الحناء قبل صبغ الشعر بها،وحول الاستخدامات الأخرى للديرم بخلاف التزين :
ـ كان الديرم ينقع في الماء، ويستخدم «منقوعه» في علاج التهابات الحلق واللثة، وكان يستعمل مقويا للشعر مثل الشامبوهات حاليا، حيث يغسل الشعر بمنقوع الديرم فيكسبه لمعانا ونعومة كالحرير.
منقوووووول من عدة مصادر
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الكرعاوي
