سورية .. حكاية مجد
لا أحد يثمن الأمن و الأمان إذا لم يعش فترة فوضى و شغب و لا أحد يعرف معنى العوز و الفقر إلا الذي عاناه، ولا يذوق السعادة إلا من خبر الشقاء.
ما أجمل المنح بعد المحن و انبلاج الصباح بعد ليل دامس و من أسرار الحياة أنه لا بد من الألم ساعة الولادة ليكون من أسباب استثمارها ابتسامة طفل. ما تقدم ليس المقصود به القهر و الذل و التعب المضني حتى نعرف قيمة الحياة التي كنا نعيشها و لا سيما قبل الأزمة و لكن من باب التذكير ربما تنفع الذكرى إذ لا يكفي التغني بسيرة الأجداد وبطولاتهم و لامبرر لمن غرر به و أضاع بوصلة حبه لوطنه،وساهم من حيث لا يدري في تخريب بلده وضياع ما بذله الأجداد من عرق و ما ضحى به الشهداء على مذبح الكرامة المسفوحة بأيدي كفرة إرهابيين ولاوقت للعتاب...
و من عاش جيل ثورة الثامن من آذار و التي ازدهت بالتصحيح يدرك تماماً الفرق ما بين قبل الثورة و بعدها كما أدرك جيل الأزمة الفرق ما قبل الأزمة و ما بعدها .
سورية آذار و التصحيح تعني الكثير: كل ما سمعناها أنجز بالفعل انتفاء أي شكل من أشكال الظلم و الاستغلال للكادحين، قفزات نوعية من الزراعة و الصناعة و الثقافة ،و العلم ،و بدت ملامح الطريق النضالي الوطني و القومي. يومها بدأ تقويم زمن النصر لننعم بالأمن و الاستقرار كانت سورية الحديثة محط نظر الحاسدين و الغادرين ،مطمعاً لقوى الشر و العدوان للنيل من كرامتها و دورها المقاوم و كانت المؤامرة الكونية الكبرى و الارهاب الذي صنعته و صدرته أمريكا بكافة أشكاله لتخريب سورية و كل محاولاتهم الكيدية التضليلية العدوانية باءت بالفشل لأن سورية آذار ،التصحيح ،نيسان ،عانت من الإرهاب و تعلمت أساليب مواجهته ولايمكن أن تقدر عليها اليوم أي عصابات اجرامية ارهابية سلاحها الغدر و الكفر و التطرف و الارهاب و لا غلبة إلا لسلاح الحق و الشجاعة و الصمود .
ما عشناه في الأزمة السورية من حصار اقتصادي مفروض و واقع اجتماعي غريب عن عادات وتقاليد مجتمعنا السوري و ما عانيناه من ويلات وأوجاع وآلام جعلنا نعي الدرس ،درس الواجب واجب الحفاظ على التاريخ السوري تاريخ الكرامة والاستقلال والحرية والسيادة:تقاويم مشرفة وهوادي مضيئة للعرب المخلصين الشرفاء .
سورية حكاية مجد.. قصة عشق خالدة ..أسطورة صمود على شفاه الزمن يحكي للأجيال القادمة ثمن الأمن والأمان..ضريبة المجد و العز.