مقدمة الكتاب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، محمد صلى الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ظهرت نظرية الوكالة نتيجة لظهور الشركات المساهمة ، وبسبب تعارض المصالح بين الإدارة والمالكين وبقية أصحاب المصالح في الشركة وفق مبدأ الاختيار العقلاني الذي يحاول بموجبه كل طرف من الأطراف تعظيم منافعه الخاصة ، ظهرت بذلك إدارة الأرباح Earnings managements ، فمن المعروف إن إدارة الأرباح تتم من خلال الممارسات التي تقوم بها الإدارة ، والناتجة من اختيارها للسياسات المحاسبية للشركة ، متأثرة بالأهداف الذاتية لها.
أن هنالك أتفاق كبير بين أغلب الباحثين على أن أساليب إدارة الأرباح تستخدم من أجل تضليل المساهمين وبقية مستخدمي الكشوفات المالية، وبذلك يمكن القول أنها مجموعة من الأنشطة والوسائل والإجراءات المتخذة من إدارة الشركة، والتي تهدف إلى تعظيم فوائد الإدارة وتحقيق بعض المكاسب، بغض النظر عن مشروعيتها، وذلك من خلال استغلال المرونة في المبادئ والمعايير المحاسبية أو الخروج عنها.
وقد أزداد الاهتمام بموضوع إدارة الأرباح، ولاسيما في المدة التي تلت الانهيارات المالية التي حدثت في عدد من الشركات العملاقة في العالم، والتي يعزى غالبيتها إلى الفساد الإداري والمالي وافتقار الإدارة للممارسة الصحيحة في الرقابة والأشراف، وكذلك نقص الشفافية وضعف الاهتمام بتطبيق المعايير المحاسبية بشكل صحيح، فضلاً عن عدم إظهار المعلومات المحاسبية لحقيقة الأوضاع المالية للشركات.
ونتيجة لذلك ظهر الاهتمام بتبني مفاهيم جودة التدقيق في العمل الرقابي، فضلاً عن السعي الحثيث لتطبيق حوكمة الشركات والاستفادة منها في تطوير الممارسات المحاسبية والإدارية الصحيحة والحد من ممارسات إدارة الأرباح.
وقد قسم الكتاب إلى بابين تناول الأول أربعة فصول اختصت بالتعريف بمفهوم إدارة الأرباح وعوامل تبنيها وأساليبها، فضلاً عن وطرق اكتشافها. بينما كرس الباب الثاني لمفهوم جودة التدقيق وحوكمة الشركات وجودة الأرباح ودورهم في الحد من إدارة الأرباح ، وذلك من خلال ثلاثة فصول.