يذكر ان احد الطلاب في العراق في بداية القرن المنصرم كان يجلس على ضفة احد الانهار في مدينة الحله يراجع دروسه وبينما كان منهمكا في القراءه لمح تفاحة تطفو على سطح ماء النهر قد جلبها تيار جريان الماء , فمد يده اليها واستخرجها من النهر واكلها في لحظة اشبهه بالغفله منه وعندما عاد الى منزله ليلا ووضع رأسه على الوساده اخذ يسترجع احداث يومه على طريقة محاسبة النفس , فتذكر قصة التفاحه فقام بتأنيب نفسه وحزن حزن شديدا على مافعل وعزم ان يذهب في الصباح الباكر للبحث عن البستان الذي سقطت منه التفاحه ليبرئه صاحبه الذمه على التفاحه , وفعلا بعد ليلا ثقيلا على صاحبنا ذهب مع خيوط الفجر الاول يسير على ضفة النهر عكس جريان الماء فوجد بستانا وفيه شجرة تفاح على ضفة النهر تتدلى اغصانها في منتصف النهر وهي مثقله بثمارها , فدخل الى البستان ووجد رجلا كبيرا في السن وسلم عليه وقص له القصه وطلب منه برائة الذمه , ولكن فاجأه الرجل بقوله اني فلاح في هذا البستان ولااستطيع اعطائك براءة الذمه وان مالك هذا البستان يسكن في مدنة شيراز الايرانيه , ولم يجد صاحبنا بدا الا ان ياخذ الاسم والعنوان الكامل لمالك البستان , عازما على السفر اليه رغم بعد المسافه التي تتعدى الـ 1000 كم التي كان عليه قطعها سيرا على الاقدام لعدم وجود وسائط النقل آنذاك , وفعلا تزود بالمتاع البسيط وشد الرحال الى مدينة شيرز, وبعد عناء سفر لايعلمه الا الله وصل صاحبنا الى المدينه ودخل قرية المالك وسأل عنه فابلغوه انه رجل دين وهو امام جامع منطقتهم , فاحس بشئ من الارتياح والطمئننه ضنا منه انه سوف يكون الامر سهلا في اقناعه ببراءة الذمه , وذهب اليه مباشرة وسلم عليه واخبره انه جاء من مدينة الحله حيث يقع بستانه وقص عليه القصه واخبره بانه قطع هذه المسافه من اجل ان يبرئه الذمه على التفاحه التي اكلها
,,, لكن الرجل قال له اني لاابرئك الذمه الى يوم القيامه ,,, فقال له الشاب متوسلا اني مستعدا لان اعمل لديك خادما طيلة ايام حياتي مجانا او فلاحا في بستانك مقابل ذلك ...... فقال له الرجل اني لااحتاج الى خادم ولدي فلاح امين في بستاني ولااستبدله بغيره .... ولما نظر الرجل الى وجه صاحبنا وهو مصبوغا بعلامات الحزن والحيره استدرك قائلا ... ولكن لدي شرط اذا قبلت به سوف ابرئك الذمه ..... فبانت علامات الانفراج على وجه صاحبنا مرددا ... ماهو ماهو ؟؟ ... فقال الرجل ان توافق على الزواج من ابنتي الوحيده فهي المسكينه مقعده وكفيفة العينين وطرشاء الاذينين وخرساء اللسان . فاطرق صاحبنا مفتفكرا من هول ماسمع وكيف يعيش حياته مع هكذا زوجه .... فبادره الرجل اذهب لتستريح من عناء سفرك هذه الليله وتفكر بالموضوع وعليك ان تعود لي صباح الغد بالرد وانت حر في القبول من عدمه ,, وبات صاحبنا مفكرا بما آل اليه امره وماينتظره من مستقبل مع هذه الزوجه وعاهاتها , ولكن لم يجد بدا الا الاذعان والقبول بشرط الرجل ويبيع دنياه من اجل اخرته , وفي الصباح ذهب الى الرجل وابلغه موافقته على شرطه .. فاستبشر الرجل بموافقته وقام باجراء عقد القران له واخذه الى بيته وكانه قد غنم شيئا ثمينا وعاد به الى عياله , وعند دخولهم الى المنزل اشار اليه الرجل قائلا ان زوجتك في تلك الغرفه فاذهب اليها , فذهب صاحبنا يخط رجليه في الارض خطاً كمن سيق الى مقصلة الاعدام , ودخل على زوجته مطأطأً رأسه ليس حياءا ولكنه لايريد ان يرى منظر زوجته ولكنه يتفاجأ بأن زوجته تنهض وتاتي الى استقباله بباب الغرفه وتحييه باعذب الكلام بصوت اعذب من تغريد البلابل ولما رفع عنها الاكليل رأى بنتا في مقتبل العمر لم يحلم يوما ان يرى بنتا في جمالها فهم بالخروج ضناً منه بانه دخل غرفة اخرى غير التي فيها زوجته ولكنها امسكت به قائلةً له لاتخرج , الغرفه غرفتك وانا زوجتك .. فقال لها وهومذهولا ولكن والدك اعطاني اوصافاً غير التي اراها فيك بل عكسها !!!!! فقالت البنت لم يخطئ والدي الوصف ولكنك اخطأت التفسير ....فانا مقعده لاني لم اخرج من دارنا .... وكفت عيني عن النظر الى الرجال الاجانب.... وطرشت عيني عن سمع المحرم من الكلام ... وخرس لساني عن النطق بماحرم الله ........ فحرص ابي ان يختار لي زوجا مؤمنا يخاف الله لكي يصونني ولا يضلمني ... وبعدما رأى وسمع خرج صاحبنا ليشكر الرجل على حسن صنيعه معه فابلغه الرجل انه تنازل عن جميع املاكه في مدينة الحله بضمنها البستان له ولابنته وعليه ان يصحب زوجته ويذهبوا للعيش في مدنته الحله ......... اقوووووووووول اين زماننا من هذا الزمان واين نحن من هذا الكلام