إني أبارك الساعة التي قررت فيها التفكر في نفسي و في غايتي
فقد وقعت على حل لكل المسائل التي كانت تشغل بالي
إنني أعرف ما استطيع أن ألم به و لا أحمل هما لما ليس في مقدوري أن ألم به
إن الرضا يملأ نفسي لأنه قد أصبح يسودها الإنسجام التام و الوضوح الكامل
إنها تبدأ وجودا جديدا أجمل مما كان لها
إنني لا أحيط إحاطة تامة بغايتي
فأنا لا أعرف ما يجب أن أصير إليه وما يجب أن أكونه
فهذا يفوق مقدرتي على الفهم فهناك شطر أو جزء من غايتي محجوب عني
وراعي الأرواح وحده الموكل إليه أمر غايتنا
هو القادر على رؤية هذا الجزء
وكل ما أعرفه عن هذا الجزء أنه موجود وجودا يقينيا و أنه أبدي ورائع
أما عن الشطر الذي في مقدوري أن ألم به
فأنني أعرفه و أعرفه جيدا وهو اساس كل معارفي الأخرى
ففي كل لحظة من لحظات حياتي أعرف بكل تأكيد ما يجب علي أن أفعله
وهذه هي غايتي في النطاق الذي يقع تحت سيطرتي
و يجب أن أتوقف عند هذا الحد طالما أن علمي لا يصل بي إلى ما وراء ذلك
فلا يجب أن أفكر في أن أعرف أكثر مما هو مقدر لي أن أعرفه
غير أنه يجب أن أدخل فيما هو أبدي
وأعتبر نفسي جزءا منه
وهذا أمر يجب أن أركز كل أفكاري فيه و كذلك جهودي
وجميع قواي حتى يختلط به وجودي و يذوب فيه
الفيلسوف فيشته