مدخل ضريح أبي الفضل العباس عليه السلام
في ذكرى ولادتها: شذرات من حياة عقيلة الطالبيين السيدة زينب(عليها السلام)..
الخميس 4 جمادي الاول 1435 هـ الموافق 6 اذار 2014 م
يــــا ابـنةَ المجدِ في مدى آلِ فهرٍ وابـــنةَ الـوحي في مدى جبرئيلِ
وابنةَ الطّــــهرِ فــارقَ الجاهلياتِ وأعراقــَـــها بــــجــــــذرٍ أصــيلِ
يـــــا مــــزاجاً به جــــهادُ عـــليٍّ وهــــدى أحــــمدٍ وصــبرُ البتولِ
إنــــها زيـــــنبُ العـــــقيلةُ نـــجمٌ من ســــماءٍ وزهـــرةٌ من خميلِ
ربِّ هـــــذي رحـــــابُ بــنتِ نبيٍّ ويــــعزّ الــــرحابُ قــــدرَ النزيلِ
(من قصيدة "عقيلة الطالبيين" للشيخ الدكتور أحمد الوائلي –قد-)
هي زينب بنت علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، أمها فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أخوتها من أمّها وأبيها هم: (الحسن السبط والحسين الشهيد والمحسن السِّقْط وأم كلثوم).
ولدت في الخامس من شهر جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة وقيل السادسة, ولما ولدت جاءت بها أمّها الزهراء(عليها السلام) إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) وقالت: سمّ هذه المولودة, فقال: ما كنت لأسبق رسول الله(صلى الله عليه وآله), وكان في سفر له, ولمّا جاء النبي سأله علي أن يسميها، فقال: ما كنت لأسبق ربي تعالى, فهبط جبرائيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال له: سمّ هذه المولودة زينب, فقد اختار الله لها هذا الاسم, ثم أخبر جبرائيل النبي بما يجري عليها من المصائب, فبكي النبي وقال: من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين..
نشأت في بيت العلم والمعرفة ومهبط الوحي والتنزيل، نعم.. فهي التي عاشت بين مدرسة النبوّة والإمامة وتخرّجت على يد تلك المدرستين وعاشت بين أحضان خاتم النبوّة محمد(صلى الله عليه وآله) ووصيّه علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأمّ أبيها فاطمة الزهراء(عليها السلام) سيدة نساء العالمين والحسن والحسين(عليهما السلام) سيدي شباب أهل الجنة، ومن تخرّجت من تلكم تلك المدرستين يكفي أن تكون مثلاً للمرأة المؤمنة الصالحة.
كانت(سلام الله عليها) مثالاً للعفّة، وحدّث يحيى المازني قال: كنت في جوار أمير المؤمنين(عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة, وبالقرب من البيت الذي تسكنه ابنته زينب, فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً, وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين أمامها, فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين(عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل, فسأله الحسن مرة عن ذلك؟ فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب، وكان الإمام الحسين(عليه السلام) إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها, وكان يُجلسها في مكانه. ومن ألقابها(عليها السلام) التي تنمّ عن صفاتها الكريمة ونزعاتها الشريفة هي:
1. (عقيلة بني هاشم) والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها والعزيزة في بيتها، والسيدة زينب أفضل امرأة، وأشرف سيدة في دنيا العرب والإسلام، وكان هذا اللقب وساماً لذريتها فكانوا يلقبون بـ(بني العقيلة).
2. (العالمة) وحفيدة الرسول(صلى الله عليه وآله) من العالمات في الأسرة النبوية، فكانت فيما يقول بعض المؤرّخين: (مرجعاً للسيدات من نساء المسلمين يرجعن إليها في شؤونهن الدينية).
3. (عابدة آل علي) وكانت زينب من عابدات نساء المسلمين، فلم تترك نافلة من النوافل الإسلامية إلّا أتت بها، ويقول بعض الرواة: (إنّها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من المحرم).
4. (الكاملة) وهي أكمل امرأة في الإسلام بعد أمّها وجدّتها خديجة في فضلها وعفّتها وطهارتها من الرجس والزيغ.
5. (الفاضلة) وهي من أفضل نساء المسلمين في جهادها وخدمتها للإسلام، وبلائها في سبيل الله، فهذه بعض ألقابها التي تدلّل على سموّ ذاتها وعظيم شأنها.