اعتبر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي إلى 'سحب الشرعية' من البرلمان بمثابة تحضير 'لانقلاب عسكري'، فيما قال البرلمان الأوروبي إن تهديدات المالكي للبرلمان خطوة أخرى 'نحو الاستبداد والديكتاتورية'، داعيا إلى وقف المساعدات العسكرية لبغداد وإجراء انتخابات بإشراف دولي.
وقال النجيفي -في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس بالبرلمان- إن أي محاولة ومن أي جهة كانت لسحب شرعية مجلس النواب ستكون بمثابة انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية.
وأضاف النجيفي ردا على مطالبة المالكي المحكمة الاتحادية بسحب شرعية مجلس النواب، أن الاتهامات التي وجهها المالكي إلى مجلس النواب هي محاولة للتغطية على ما وصفه بفشل حكومته وسياسته.
ووصف النجيفي دعوة المالكي أعضاء البرلمان إلى العصيان بأنها 'سابقة خطيرة تكشف مدى تغول وتدخل رئيس الوزراء بعمل البرلمان'.
وقال النجيفي إن قيام المالكي بصرف أي مبالغ من الموازنة العامة قبل تصديقها من قبل البرلمان سيكون بمثابة الاختلاس. وهدد النجيفي بمقاضاة المالكي لتهجمه على مجلس النواب.
وكان النجيفي أكد في وقت سابق أن تأخر إقرار موازنة هذا العام يعود إلى الإشكالات بين حكومتي بغداد وأربيل والمواقف المتناقضة للكتل البرلمانية.
يشار إلى أن المالكي قال في كلمته الأسبوعية أمس الأربعاء إن البرلمان العراقي ورئيسه أسامة النجيفي خرجوا عن الدستور العراقي بتعطيلهم إقرار القوانين المهمة، وأبرزها الموازنة العامة الاتحادية للعام الحالي، وأكد أن الحكومة ستقوم بصرف الميزانية دون انتظار مصادقة البرلمان.
ومن تداعيات هذه الخلافات، أخفق البرلمان اليوم في عقد جلسة استثنائية لمناقشة أزمة الأنبار بسبب امتناع المالكي عن حضورها ولعدم تحقق النصاب، حيث سبق أن دعا المالكي النواب في كلمته الأسبوعية إلى عدم حضور جلسات البرلمان ما لم تتم المصادقة على الموازنة العامة للبلاد للعام الحالي 2014.
البرلمان الأوروبي
من جانبه، انتقد البرلمان الأوروبي تهديدات المالكي ضد البرلمان، وقال إنها خطوة جديدة نحو 'الاستبداد والديكتاتورية'.
وقال رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع العراق ستراون ستيفنسون في بيان صحفي تلقت الجزيرة نت نسخة منه، إن تصريحات المالكي ليست سوى انقلاب على البرلمان وضربة قاضية للعملية السياسية في البلاد وإثبات لحقيقة أن 'المشكلة الرئيسية في العراق هو المالكي نفسه واحتكاره للسلطة وطغيانه واستبداداه'.
وأشار البيان إلى أن المالكي جر العملية السياسية إلى 'الدمار'، موضحا أنه 'فجر حربا طائفية وأباد السنة وقمع الشيعة بلا رحمة'.
وأبدى البرلمان الأوروبي قلقه 'العميق' من ارتفاع معدلات عمليات الإعدام في العراق، ودعا إلى إصلاح نظام العدالة باعتباره أساس تأمين الشعور بالأمن للمواطنين العراقيين.
وحذر البيان من أن المالكي 'بتوجيهات ودعم من النظام الإيراني وبالديكتاتورية قد وضع العراق على حافة الحرب الأهلية'، وقدم ثلاث توصيات للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومن هذه التوصيات وقف جميع المساعدات العسكرية للمالكي وحكومته، وخفض المساعدات الاقتصادية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإجراء الانتخابات المقبلة تحت إشراف الأمم المتحدة باعتبار أن 'جميع الأجهزة الأمنية تحت سيطرة المالكي'.
تحذير البارزاني
وفي تطور آخر، حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الحكومة في بغداد مما وصفها بمواقفها 'العدائية' تجاه شعب كردستان العراق.
وأعلن البارزاني اليوم الخميس إن إقليم كردستان لا يستطيع العيش مع بغداد تحت التهديد الدائم ملوحا باتخاذ إجراءات لا تتوقعها حكومة بغداد إذا ما استمرت في نهجها الحالي.
وقال البارزاني، في كلمة بثت مباشرة عبر الفضائيات الكردية أثناء مشاركته في مراسيم استقبال رفات 93 من مواطني منطقة بارزان التي عثر عليها في صحراء محافظة السماوة العراقية جنوب غربي البلاد إن 'المسألة ليست الميزانية أو النفط، المسألة أكبر من هذا بكثير، فهي محاولة لكسر إرادة وهيبة الكرد وكردستان، فهم يريدون أن نكون في الهامش ولا نكون أصحاب قرار والتعامل معنا كأننا محافظة مع أننا أصحاب كل هؤلاء الضحايا'.
وأضاف أنه في 'الأزمات المتتالية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد في الفترات السابقة قامت العديد من الوفود بزيارة بغداد واللقاء برئيس الوزراء العراقي، ولكن فوجئنا بقطع رواتب موظفي الإقليم وهذه الأزمة هي قديمة، وقبل عدة سنوات أعلنت أن العراق في خطر، وأن هناك تراجعا في المسار الديمقراطي والنظام الفدرالي، وأن الدستور العراقي يخترق يوميا'.
وقال 'إذا كانت سلطات بغداد تفكر في استخدام قطع الميزانية ورواتب الموظفين ورقة ضغط ضد الإقليم فأنا أقول، وليس من منطق التهديد ولكن أقولها بكل يقين، إنه سيكون لنا موقف لن يكون في بالهم ولن يتوقعوه، وسوف يرون'.
وأضاف البارزاني 'لقد تحدثت في الفترة المنصرمة مع جميع الأطراف الكردستانية، قلت لهم إنه لا يمكن الاستمرار مع بغداد بهذا الشكل، لأننا لا يمكننا العيش تحت التهديد المستمر، وعليهم ألا يتصوروا أنه باستطاعتهم أن يظلموا الشعب الكردي، لأننا لم نتعلم العيش تحت الظلم'.
الجزيرة