انت حبيبتي يا شام
قَـــدْ خَانَنِي الإلْهامُ حَتَّى زَغْردَتْ
في ظامِئِي فَتفجَّرَ الإلْهامُ
فَغَمَسْتُ في قلبي يَراعَ عُروبَتي
حَتَّى عليهِ أطْبَقَ الصَّمَّامُ
وَمَزجْتُ حِبْرَ القلبِ في كُحْلِ الْكُلى
وَكتبْتُ أنْتِ حبيبَتِي يا شامُ
أنتِ الفَخارُ لأُمَّةٍ لا تَنْحني
أنتِ العُلا بَلْ أنتِ أنتِ وِسامُ
إيهٍ وجرحُكِ يا شآمُ مُسافِرٌ
في بَحْرِ أوْرِدَتي فَكيفَ أنامُ ؟
عَاثوا بِرَوْضِ المُقْلتينِ تَظاهُراً
وسِلاحُهُمْ للْغَدْرِ فيكِ يُقامُ
قَتَلوا بِلا ذَنْبٍ وَمَا رفَّتْ لَهُمْ
جَفْنٌ ، فَهلْ هَذي الْفِعَالُ سَلامُ ؟
سِلْمِيَّةٌ قالوا وفي يَدِهِمْ مُدىً
وَبَنادِقٌ وقَنَابِلٌ وسِهامُ
سَدُّ الذَّرائِعِ مِن مَبادِئِ دِيْنِنا
إذْ كُلُّ ما يُؤْتِي الْحَرامَ حَرَامُ
قَدْ فَسَّروا الإسلامَ وِفْقَ هَوَاهُمُ
حَتَّى تَبَرَّأ مِنْهُمُ الإسْلامُ
قالوا : لِيَرْحَلْ عن ثَرَانا قائِدٌ
عَجَباً ! أَيَهْجُرُ كفَّهُ الإبْهَامُ ؟
يا صِبْيَةَ الصِّهْيَوْنِ إنَّا هاهُنا
باقونَ حَتَّى يَسْتَنيْرَ ظَلامُ
فَخْرٌ لَنا أَنَّ الأسُوْدَ رِفاقُنا
يا ذُلَّكُمْ فُُسَّاقُكُمْ حُكَّامُ
إنِّي وإِنْ كُنْتُ الْجَريحَ بِغَدْرِكُمْ
لا زِلْتُ أَنْفِي أنَّكُمْ أَخْصَامُ
خَصْمِي وَخَصْمُ أَبِيْكُمُ ذاكَ الَّذي
يَسْتَوْطِنُ الأقْصَى وَنَحنُ نُضَامُ
هَيَّا بِنَا في ثَوْرَةٍ عَربِيَّةٍ
لَنْ يَسْتَقِيْمَ مَعَ الْعَدوِ سَلامُ
لَسْنَا فُرَادَى في الْوَغَى بَلْ إنَّما
فِي مِصْرَ هَبَّ النِّيْلُ والأهْرامُ
إيْرانُ بَعدَ " الشَّاهِ " إسْلامِيَّةٌ
ما عَادَ في قامُوْسِها أَصْنَامُ
رَفَعَتْ بَيَارِقَ قُدْسِنَا بِسَفَارَةٍ
قَدْ صُهْيِنَتْ مِنْ فَوْقِهَا الأَعْلامُ
خَصَّتْ لِذِكْرَى القُدْسِ يَوْمَاً فاضِلاً
فيْ جُمْعَةٍ يَنْدى بِها الصُّيَّامُ
والرُّوْسُ بَعْدَ الصَّمْتِ عَادوا مِثْلَمَا
كانوا ، وّهُمْ لِطُغَاتِكُمْ لُجَّامُ
في مَجْلِسِ الأمْنِ " المُؤَمْرَكِ " خَيْلُهُمْ
كَرَّتْ وَفي صَهَوَاتِها أحْكَامُ
وجَنُوْبُ أفرِيْقَا " وشافِيْزٌ " سما
بَهِمَا عَرِيْنُ العُرْبِ والضِّرْغَامُ
وَكَذا قَرَارُ الصِّيْنِ والهنْدِ انْبَرى
نَصراً لِيَهْدُلَ في الشَّآمِ حَمَامُ
حَتَّى البرازِيْلُ الَّتي عَصَفَتْ بِها
رِيْحُ " التَّأَمْرُكِ " ، والهَوى الْهَدَّامُ
عَادَتُ لِتُعْلِنَ أنَّها في صَفِّنا
فَلَهُمْ بِهذا الصِّدقِ تُحنى الْهَامُ
أَحْفادَ صِهْيَوْنٍ أَرَاكُمْ رُحَّلاً
لَمْ يُجْدِ مَعْ غَضَبِ الرِّجَالِ كَلامُ
هَذي شَآمُ العِزِّ قَلْعَةُ يَعْرُبٍ
تَغْفو على جَفْنِ الأسُودِ تَنامُ
فِيْها لِيَوْمِ الرَّوْعِ عبَّاسٌ كَما
فِيْها لِعُرْسِ وُرُودِنا بَسَّامُ
فالشَّعبُ في أرضِ الشَّآمِ مُقاتِلٌ
والْجَيشُ في ساحِ الوَغى مِقْدامُ
والْكَهْلُ في بَحْرِ العُلومِ مُعَلِّمٌ
والطِّفْلُ إِنْ حَضَرَ الصَّلاةَ إِمامُ
فِي كَفِّ لُبْنانِ الْجَنُوبِ مَصيرُكُمْ
وَمَصِيْرُكُم فِي حُكْمِهِمْ إعْدامُ
" رَعْدٌ " يُفَجِّرُ حيْثُ شاءَ خِيامَكُمْ
وَيَدُكُّ مَعْقِلَ غَدْرِكُم " قَسَّامُ "
" سَاعِيْرُ " صَيْدُ الْغُرِّ مِنْ فِتْيانِنا
والطَّائِراتُ تَصِيْدُها الأنْسَامُ
والدِّرْعُ يَصْهَرُهُ زَئِيْرُ رِجالِنا
وَعلى خَرَائِطِكُمْ يَبُولُ غُلامُ
المحامي منير العباس