صراع الحق والباطل
بدأ الصراع بين الحق والباطل في أول يوم من ايام التاريخ..
يوم علم الحقّ أنه حقّ، وعرف الباطل أنه باطل، وعلم كل واحد من الخصمين أن له مناهج يعارضه الآخر فيها، وأن له غايات يقاتله الآخر من أجلها. من أشكال الصراع بين الحق والباطل.
ظهر الحق في فترات التاريخ باشكال متنوعة، وكان الباطل يقابله فيها بأشكال أخرى،
فظهرت بشكل بين ادم (ع) وابليس، وباشكال أخرى بين ابراهيم (ع) ونمرود، وبين موسى (ع) وفرعون وبين محمد (ص) وابي سفيان، وبين علي (ع) ومعاوية، وبين آخرين في جانب الحق، وآخرين في جانب الباطل.
المصلح المنتظر
ونريد أن نمنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلَهمُ الوارثين. ونمكّن لهم في الأرض، ونُري فرعون وهامانَ وحنودهما منهم ما كانوا )().
(وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قَبلهم وليمكّنَنّ لهم دينهم الذين ارتضى لهم، وليبلّنهم من بعد خوفِهم أمْناً يبعدونني، لا يشركون بي شيئاً)().
رسالات السماء والمصلح المنتظر.
اتفقت رسالات السماء اجمع، على البشارة بالمصلح المنتظر، الذي يقيم العدل، وينسف الجود، ويطهّر الأرض من فساد ينموها، ويطبّق أرجاءها، ويثقل مناكها بما تكسب أيدي الناس.
اتفقت رسالات السماء أجمع على البشارة بهذا المصلح المنتظر، حتّى ماحُرّف من هذه الأديان عن وجهته الصحيحة، ولعبت به الأهواء والآراء، واتفق معها كثير من الأديان الأخرى التي وضعها ابن الأرض ونسبها افتراءً الى وحي السماء.
اتفقت رسالات السماء على ذلك، فكلّها تُبَشرّ، وكلّها تنتظر، وأكثرها يصف خروج هذا المصلح العظيم، ويذكر ملامحه، ويشير الى سيرته، وصفات الزمان الذي يخرج فيه.
وستر الاتفاق بين الأديان على هذا الأمر، والتعاقد الكامل بينهما على ذكره والتأكيد عليه: أن هذا المصلح المنتظر هو أمل الأديان الذين يحقّق لها غايتها، ويتمّ أشواطها ويطبّق مناهجها، ويقيم عدل الله على جديد الأرض، فلاميل ولاجور ولا عسف.
وهو أمل الإنسانية الذي تسمو به عن موارد الهون، ويأخذ بيدها الى الخير الأعلى، ويجزّ أيدي العابثين بمقدّراتها، ويدكّ صروح المتحكمين في شؤونها، المستهزئين بقيمها ومُثُلها. أمل الانسانية ورجاؤها الذي يشدّ قلب الضعيف، ويطامن من غلواء القوى، ويهذّب شذوذ المنحرف.
-جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا-