عثر الفلكيون على إشارات في النيازك القادمة من المريخ والساقطة على الأرض على وجود الماء فيها، وهذا يعيد الامل بوجود حياة على كوكب المريخ قبل ملايين السنين ثم اندثرت، وفقا للبحث الذي نشر في العدد الأخير من مجلة "بيولوجيا علم الفلك" journal Astrobiology الصادر في شهر فبراير 2014 الجاري.
الدراسة التي اجراها فريق علمي من "مركز جونسون لأبحاث الفضاء" NASA's Johnson Space Center التابع لوكالة الفضاء الامريكية "ناسا" في هيوستون على النيازك الذي عثر عليه علماء من معهد "جونسون" سنة 1996 م في القطب الجنوبي للكرة الأرضية وتحديدا فوق سلسلة جبال "ألان" Allan Hills بقيادة "ديفيد مكاي" David McKay ويحمل الرمز 84001(ALH84001)، وكذلك النيزك "ياماتو" Yamato الذي عثر عليه علماء من اليابان في القطب الجنوبي أيضا سنة 2000 م ويحمل الرمز 00593 (Y000593).
أشارت التحاليل بعد دراسة هذه النيازك المريخية ان سطح كوكب المريخ كان نشيطا جيولوجيا وكانت البراكين نشطة على سطحه، وان هذه النيازك عبارة عن حمم بركانية قذفت قبل حوالي 1,3 بليون سنة نحو سطح الكوكب، ثم وقبل حوالي 12 مليون سنة حدث نشط ما على سطح المريخ عمل على قذف كتل من سطح المريخ نحو الفضاء بين كواكب المجموعة الشمسية، وبقيت هذه النيازك تسبح في الفضاء حتى جذبتها الأرض وسقطت في القطب المتجمد الجنوبي للأرض قبل حوالي 50 ألف سنة.
اما الكاتب الرئيسي للورقة العلمية "لورين وايت" Lauren White فقد قال اننا نملك الان العينة الوحيدة للصخور المريخية على الأرض، حيث ان جميع المركبات التي زارت المريخ لم تجلب للأرض أي عينة من كوكب المريخ، لذلك من الضروري دراسة هذه الصخور لمعرفة طبيعة الكوكب الأحمر، خاصة وأننا نمتلك الات فحص دقيقة للصخور على الأرض ليست متوفرة على المجسات المريخية، كما يمكن ان نكشف عن مدى ملاءمة الكوكب للحياة في الماضي، بالإضافة للكشف عن التاريخ الجيولوجي للمريخ، أيضا يمكن معرفة نسبة الرطوبة في التربة المريخية والقديمة ومقارنتها بالرطوبة المريخية الحالية.
وجد الباحثون عينتان مختلفتان من الطينة المريخية ودهاليز وأنفاق صغيرة دقيقة في الصخور المريخية ناتجة عن البكتيريا وهي مشابهة لبعض الصخور البازلتية الأرضية، كما لاحظ العلماء وجود طبقات من الكربون والسيليكا، هذه الملاحظات موجودة أيضا في نيزك قادم من المريخ أيضا يسمى "نخلة" Nakhla الذي اكتشف في مصر سنة 1911 م.
ومع ان العلماء يعترفون ان وجود الكربون لا يدل على وجود مادة حية، لكن وجود الصخور الطينية المبللة بالماء وبعض الإشارات الجيولوجية الأخرى تدل على وجود نشاط بيولوجي كان سائدا على المريخ، كما ان بعض المواد الأخرى شبيهة بالمواد الأساسية للحياة على الأرض، وهي تجعلنا نشعر ان المريخ كان خزانا كبيرا للمياه في الماضي، ومنجما كبيرا للكربون أيضا، وهي صفات كانت مناسبة لنشوء بيئة مناسبة للحياة.