قام باحثون من معهد جورجيا للتكنولوجيا، ومن جامعة إيموري للطبِّ، ومن مركز الرعاية الصحِّية للأطفال في أتلانتا، بإجراء دراسةٍ استخدموا فيها أنابيبَ رقيقةً (تُسمَّى بمرشدات السرطان) لتحريك الخلايا السَّرطانية في الدماغ بعيداً عن الورم نحوَ منطقة خارجَ الدماغ.

تعدُّ أليافُ النَّانو أليافاً متناهيةَ الصِّغَر، حيث يبلغ عرضُها أقلَّ من 0.0001 ملم، ويعادل مَقاسُ شتلةٍ مكوَّنة من 100 ليف من ألياف النانو نفسَ مقاس شعرة بشرية واحدة تقريباً.
أجرى الباحثون عدداً من التجارب لصنع أنابيب تُحاكي الأعصابَ والأوعية الدموية، وهي الطريقُ الذي تَنتشر من خلاله سرطانات الدماغ عادة. إنَّ تبطينَ الأنابيب بألياف النانو يجعل الخلايا السرطانية أكثرَ ميلاً للمرور من خِلالها. كما درس الباحثون أثرَ مادَّة السيكلوبامين أيضاً في القضاء على الخلايا السرطانية في الدماغ، من دون التأثير في خلايا الدماغ الأخرى.
جرى حقنُ الفئران بخلايا سرطان دماغٍ بشري في منطقة تقع تحت الجمجمة بمسافة 2 ملم. وبعدَ مضيِّ سبعة أيام، جرى إدخالُ أنابيب بجانب المنطقة التي يوجد فيها السرطان، فمرَّت الخلايا السرطانية من خلال هذه الأنابيب. وعندما قادت هذه الأنابيبُ الخلايا السرطانيةَ إلى منطقة خارج الدماغ (وُصِفَت بأنَّها "بالوعة") تحتوي على مادَّة السيكلوبامين، ماتت الخلايا. كما لاحظ الباحثون انكماشَ الورم السرطاني الموجود في الدماغ أيضاً.
تعدُّ هذه التقنية الجديدة مشجِّعة، لأنَّ العديدَ من أنواع سرطان الدماغ البشري غيرُ قابلة للعلاج، نظراً لوجود الخلايا السرطانية في أجزاء من الدماغ لا يمكن الوصولُ إليها بأمان، باستخدام الجراحة أو بالعلاج الكيميائي. لذلك، فإنَّ تشجيعَ الخلايا السرطانية على "تغيير موقعها" قد يؤدِّي إلى التوصُّل إلى فرص علاجية جديدة.
ولكن، لم يتَّضح حتَّى الآن مدى مقدرة هذه الطريقة على تغيير مكان جميع الخلايا السرطانية، أو التقليل من عددها، كما لم يجرِ تقييمُ معدَّلات البقاء على قيد الحياة بعدَها.
ولذلك، يجب إجراءُ المزيد من الأبحاث على الحيوانات، قبلَ إجراء أيِّ تجربة على البشر.

منقول