قام علماء يابانيُّون من مركز ريكن لعلم الأحياء التطوُّري في اليابان، ومن كلِّية المرأة الطبِّية في طوكيو، ومن كلِّية هارفارد الطبِّية في بوسطن ومن غيرها من المراكز، بتوليد خلايا جذعيَّة مُتَعَدِّدة القُدرَات (خلايا جذعيَّة يمكن أن تشكِّلَ جميعَ أجزاء الجسم) عن طريق غَمر خلايا دموية مأخوذة من الفئران في وسطٍ حمضي، ومن ثم زراعة أو استنبات الخلايا في بيئةٍ توجد بها مواد كيميائية معيَّنة. وإذا كان بالإمكان تطبيقُ هذا الأمر على البشر، فستكون هناك مجموعةٌ من التطبيقات المثيرة للاهتمام.
توجد أربعُ طرق فقط حالياً للحصول على الخلايا الجذعيَّة التي يمكن أن تشكِّلَ جميع أجزاء الجسم؛ وهي: من الأجنَّة؛ ومن البويضات غير المُخصَّبة؛ ومن الخلايا الجذعيَّة الجنينية التي خضعت للتعديل في المختبر؛ ومن الخلايا الناضجة، مثل خلايا الجلد، عن طريق إعادة برمجتها بالجينات باستخدام فيروس في المختبر.
ولكنَّ هذه التقنيات الحالية معقَّدةٌ وتستغرق وقتاً طويلاً، كما أنَّ استخدامَ الخلايا الجذعية الجنينية يثير مشاكلَ أخلاقية أيضاً.
أمَّا هذه التقنيةُ الجديدة فقد تُقدِّم طريقةً أسرع وأبسط وأقل إثارة للمشاكل الأخلاقية؛ فقد وجد الباحثون أنَّه بعدَ تعريض الخلايا الدموية المأخوذة من الفئران إلى محلولٍ حمضي ضعيف لمدة 30 دقيقة، أصبحت الخلايا قادرةً على تشكيل أنواع مختلفة من الخلايا (أي أصبحت مُتَعَدِّدةَ القُدرَات).
عندَ زراعة أو استنبات هذه الخلايا في بيئةٍ توجد بها مواد كيميائية معيَّنة، يستطيع الباحثون الحصولَ أيضاً على خلايا "تتجدَّد ذاتياً" (تنقسم وتتجدَّد بنفسها لفترات طويلة). وتعني القدرةُ على التجدُّد الذاتي وتشكيل أنواع مختلفة من الخلايا أنَّ هذه الخلايا قد أصبحت خلايا جذعيَّة.
من غير المعروف لماذا يؤدِّي التعرُّضُ لدرجة حموضة منخفضة إلى جعل الخلايا الناضجة تكتسب القدرةَ على تشكيل أنواع مختلفة من الخلايا في شروط مختبريَّة. وقد أُجريَت هذه البحوثُ حتَّى الآن على خلايا مأخوذة من الفئران.
تجدر الإشارةُ إلى أنَّ النتائجَ لم تكن بنفس الجودة عندما جرى أخذُ الخلايا الدموية من فئران بالغة. ولكنَّ هذا البحثَ مثير، غير أنَّه من المرجَّح أن يستغرقَ بعضَ الوقت قبل أن يجري تطويرُ هذه التقنية لُتطبَّقَ على البشر.
منقول