الإنسان كائن اجتماعى لا يستطيع الحياة وحده، لذلك فهو يسعى إلى تعزيز نفسه بالأصدقاء، ولأن الاتجاهات تختلف لدى البشر فإننا أحيانا ننجرف ولا نستطيع تحديد مَن الجيد ومن غير المناسب، لكن الوقت كفيل بكشف الكثير من الأسرار، وأهم ما تكشفه الأيام هى معادن البشر.
يقول الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، إن أردت قياس نجاحك فى الحياة ومدى قبول الآخرين لك،
فلا تهتم بكثرة الأشخاص من حولك، فالأسد تجده غالبا يسير بمفرده،
بينما يعيش الخراف فى قطيع، ذلك أن الصداقة تعنى الكيف وليس الكم، فالفائدة ليس بالعدد ولكن بمن لهم قيمة وتأثير فى حياتك.
وأضاف أن أسوأ المشكلات النفسية والعصبية التى قد تكتشفها هو خداع الآخرين لك،
فمن كنت تتمسك بهم حولك وتضع فيهم كامل ثقتك، تجدهم قد اختفوا من حياتك، ومع ذلك مازلت أنت على قيد الحياة.
إن فتشت الآن فى ذاكرتك ستجد الكثير قد سقط منها، وإن استطعت أن تتذكر الأسماء فإن الأفعال كانت كفيلة بإسقاطهم من القلب منذ وقت طويل،
فلا تحزن لذلك فمن لم يعد صديقك لم يكن أصلاً صديقك، وبتقديرك للأمور الآن ستجد أنك قد أسقطهم جميعا من نظرك بعد أن زالت الوجوه المصطنعة".
وعن مفهوم الصداقة يؤكد "هارون" إنه إن كانت طعنة العدو تؤلمك لشدتها فإن طعنة الصديق تؤلمك، فعليك بالحذر ممن جعلته مقرباً منك،
وهذا لا يتعارض مع حبك له وامتنانك بصداقته، أو ترك الشك ينتاب علاقاتك، ولكن الحذر معناه ببساطة "ألا تضع عند صديقك ما يخونك فيه".