الشبه بين داود والقائم
حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: أخبرني بوفاة موسى بن عمران عليه السلام، فقال(ع): ....... فاستتر الائمة بعد يوشع بن نون إلى زمان داود عليه السلام أربعمائة سنة وكانوا أحد عشر وكان قوم كل واحد منهم يختلفون إليه في وقته ويأخذون عنه معالم دينهم حتى انتهى الامر إلى آخرهم، فغاب عنهم ثم ظهر (لهم) فبشرهم بداود عليه السلام وأخبرهم أن داود عليه السلام هو الذي يطهر الارض من جالوت وجنوده، ويكون فرجهم في ظهوره فكانوا ينتطرونه، فلما كان زمان داود عليه السلام كان له أربعة إخوة ولهم أب شيخ كبير، وكان داود عليه السلام من بينهم حامل الذكر وكان أصغر أخوته لا يعلمون أنه داود النبي المنتظر الذي يطهر الارض من جالوت وجنوده، وكانت الشيعة يعلمون أنه قد ولد وبلغ اشده وكانوا يرونه و يشاهدونه ولا يعلمون أنه هو. فخرج داود عليه السلام وإخوته وأبوهم لما فصل طالوت بالجنود و تخلف عنهم داود، وقال: مايصنع بى في هذا الوجه، فاستهان به إخوته وأبوه وأقام في غنم أبيه يرعاها فاشتد الحرب وأصاب الناس جهد، فرجع أبوه وقال لداود: احمل إلى إخوتك طعاما يتقوون به على العدو، وكان عليه السلام رجلا قصيرا قليل الشعر طاهر القلب، أخلاقه نقية، فخرج والقوم متقاربون بعضهم من بعض قد رجع كل واحد منهم إلى مركزه، فمر داود عليه السلام على حجر فقال الحجر له بنداء رفيع: يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله. فأخذه ووضعه في مخلاته التي كانت تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها غنمه، فلما دخل العسكر سمعهم يعظموم أمر جالوت، فقال لهم: ما تعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لاقتلنه، فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال له: يا فتى ما عندك من القوة وما جربت من نفسك ؟ قال: قد كان الاسد يعدوا على الشاة من غنمي فادركه فآخذ برأسه وأفك لحييه عنها فاخذها من فيه، وكان الله تبارك وتعالى أوحى الله إلى طالوت أنه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملاها، فدعا بدرعه فلبسها داود عليه السلام فاستوت عليه فراع ذلك طالوت ومن حضره من بني إسرائيل فقال: عسى الله أن يقتل به جالوت، فلما أصبحوا والتقى الناس قال داود عليه السلام: أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه وتنكس عن دابته فقال الناس: قتل داود جالوت، وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر، واجتمعت عليه بنو إسرائيل وأنزل الله تبارك وتعالى عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له وأمر الجبال والطير أن تسبح معه، وأعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا، وأعطاه قوه في العبادة. وأقام في بني إسرائيل نبيا. وهكذا يكون سبيل القائم عليه السلام له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه الله عزوجل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله، وله سيف مغمد إذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزوجل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج عليه السلام ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله عزوجل.