رزقكِ الله شفاعة سيد الكونين محمد صلى الله عليه وآله وسلم
رزقكِ الله شفاعة سيد الكونين محمد صلى الله عليه وآله وسلم
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأواكم
شكرا جزيلا لكم على هذه الكلمات الطيبة
مبارك عليكم حلول شهر رمضان ولا تنسونا من صالح دعائكم.
إن هذه الآية المباركة (وَ لا تَكُونُوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُم)[الحشر/19] لا ترتكز على قضية العلم، بل الموضوع المهم والرئيس في هذه الآية هو الذكر والنسيان. إننا نعرف أشياء كثيرة ولكننا ننساها. فإن نسينا الله، سوف ننسى حتى مصالحنا وما ينفعنا ونعجز بعد ذلك عن ذكرها.
لا يقوم شيء مقام البهجة المعنوية. لا تصل لذة الابتهاج المادي والعاطفي الحاصل من لعب الرياضة أو النجاح في العلاقات الإنسانية إلى لذة البهجة المعنوية. كيف تحصل البهجة المعنوية؟ تحصل هذه البهجة عندما تناجي ربك، وحينما ترضيه بالطاعة والتضحية وجهاد النفس.
عندما لا تجاهد أهواءك التافهة، ولا تعزم على مخالفة هواك، تحصل لك عوارض وتداعيات سلبية، أحدها الغضب. طبعا ليست هذه علة الغضب دائما، ولكن الإنسان الذي لم يكن أهل مخالفة الهوى، سرعان ما يغضب إن لم تمش الحياة على أساس هواه، فتجده يتحجج وينتقد مثل المدلّلين من الأطفال.
إن أسلوب حياتنا أي عاداتنا وطريقة سلوكنا وكلامنا غالبا ما يؤثر على روحياتنا أكثر من أفكارنا. قل لي كيف تعيش وأيّ زيّ تلبس وما هي الأعراف التي تراعيها، لأخبرك عن مشاعرك ورغباتك وحتى عن مستوى أفكارك. لهذا السبب ترى الدين يؤكد على تنظيم سلوك الإنسان وأسلوب حياته.
شكرا
أكثر الناس يحظون بمواهب جيّدة، ولكنهم يفقدون قابليتهم للدراسة والنشاط العلمي بسبب نفاد صبرهم وعدم تركيزهم. وغالبا ما ينشأ نفاد الصبر وعدم التركيز من عدم قدرة الناس على مخالفة هوى النفس. عندما لا يخالف الإنسان هواه يصاب بالضعف وتشتّت البال.
بالإضافة إلى عناء الدراسة والتعلّم الذي يهذب الإنسان، مضمون العلوم تنمّي الإنسان أيضا. فعلى سبيل المثال أول ما تعطيه بعض العلوم من قبيل الرياضيات والفيزياء الطب للإنسان هي أن تدلّه على النظم العظيم في العالم. فمن يقف على هذا النظم والتعقيد يزداد قابليّة لقبول الدين. طبعا يستطيع الإنسان أن لا يتأثر بعظمة العالم.