بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
يبحث الإنسان دوماً عمن يبعث في نفسه القبول والرضا عن كل ما يقدمه، حتى لو لم يكن هذا غرضه الأساسي من العمل أو الخدمة أو حتى الواجب، لكن الكلمات الطيبة والتقدير من أساسيات العلاقات ..
وقد قال أحدهم:
أستطيع أن أعيش شهرين على كلمة طيبة تصل الى القلب.
إن حب الطيّب من الكلام والأفعال لتقدير مجهود ما حاجة فطرت عليها النفس البشرية أياً كان مستواها المادي أو الثقافي، فالتقدير يعطينا دفعة قوية وإيجابية تزيدنا ثقة في النفس تساعدنا على التقدم والاستمرار في طريق النجاح.
وكما تقدر الآخرين وجهودهم فستجد حتماً من يقدر جهودك لا محالة، لأن تقديرك لهم هو تقدير لذاتك وبشكل عام لا يستطيع الإنسان التوسع في العلاقات والنجاح مع الآخرين إلا عن طريق تقديرهم واحترام آرائهم إن التقدير والاحترام وجهان لعملة واحدة، إذ إن الأخلاق لا تسمو دون هذا المبدأ الذي يمكن من خلاله الوصول إلى الكثير من النجاحات.
تخيل أن تعمل شيئاً وتبذل مجهوداً خرافياً فيه وتتحمل المشقة والتعب لإنجازه، ثم يأتيك أحدهم بكل بساطة ويقول: ماذا قدمت؟
ولست أرى من مثال يؤكد ما نقول غير قصة الزوج الذي عاد إلى منزله ووجده مقلوباً رأساً على عقب.. وعندما سأل زوجته عمَّ حدث؟ قالت: لم أفعل ما أفعله كل يوم.
لأنه دائماً يسألها باستنكار: ما الذي تفعلينه طوال اليوم؟
عند تقديرنا مجهود من حولنا نعطيهم دفعة معنوية لتقديم المزيد، فهم سيضعوننا فوق رؤوسهم وسيفعلون ما بوسعهم لتحقيق ما نريد بكل حب.
الاحترام حضارة والتقدير مهارة تكتسب لأنه خُلق، والأخلاق من الممكن التطبع بها كما أنه أساس الحضارات في كل الأمم، فما من أمة قامت وترسخت مبادئها وبقيت على مر الزمان إلا لأنها قامت على الأساس الجيد وهو الأخلاق بما فيها من تقدير واحترام.
دائماً يقال إن فلاناً ناجح في علاقاته ومحبوب من الجميع، ذلك لأنها قامت على تقدير جهود الآخرين والإيمان بقدراتهم.. فاستمرار العلاقات الودية ما هو إلا ثمرة من ثمار التقدير.
فلنبدأ بالتقدير.. ولنعلم أنه مطلوب في أغلب العلاقات الإنسانية كتقدير الوالدين بر أبنائهم.. والأبناء جهود والديهم .. وتقدير الزوج لزوجته والعكس، والطالب لمعلمه، والأصدقاء لأصدقائهم.. والمدير لموظفيه الخ ...
ودائماً علينا أن نركز على الأمور الإيجابية.. ونظهر لهم اهتمامنا ونستمع إليهم وندعو لهم بالخير.. فالدعاء له أثر كبير في النفس يجعلها في قمة ارتياحها وأوج عطائها.
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه