واحة الحرية

تتسع مسافة التخاصم بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وخصومه في كتلتي “متحدون” والتحالف الكردستاني بعد رفضه الحضور إلى مجلس النواب لمناقشة أسباب التدهور السياسي والأمني. ويرى مقربون من المالكي أن هذه الدعوة لرئيس الوزراء “لا تعدو أن تكون لأغراض انتخابية قد تنتهي (بمهاترات) مضرة” على حد تعبير مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء، التي تقول إن “بعض السياسيين يرمون من خلال هذه الدعوة إلى اضعاف القوات المسلحة” التي يترأسها المالكي وتشن هذه القوات حملة عسكرية لملاحقة تنظيم القاعدة وداعش في الصحراء الغربية ومحافظة الأنبار منذ اكثر من شهرين.
لكن النائب عن القائمة العراقية عبد الذياب العجيلي صرح أن رفض حضور رئيس الوزراء نوري المالكي إلى قبة البرلمان ”خرق دستوري صريح وأن عدم حضوره سيعقد من الأجواء بدل تهدئتها“. القائمة العراقية ترى أن من مسؤوليتها تجاه ناخبيها بحث الملف الامني في الأنبار، خاصة أن معظم مرشيحها سيخوصون الانتخابات المقبلة في هذه المحافظة المضطربة، وتشهد نزوحا وعمليات عسكرية وحصار يطال المسلحين والمدنيين. وتريد من دعوتها لرئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة والقادة الامنيين إلى البرلمان سيعطي صورة ايجابية تساهم في ديمومة العمل التنفيذي والتشريعي وايجاد معالجة حقيقية لموضوع الأنبار، ويساهم في هدئة اجواء تبادل التهم والمهاترات بين الأطراف في البلاد. المالكي الذي يريد تنفيذ خطة أمنية تجمع العصا الجزرة مع مشكلة الأنبار عرض عفوا عن المسلحين من غير المتورطين في قتل أو ملاحقين بتهم كبيرة.
وفي نفس الوقت يزيد الحصار على المسلحين الممتنعين عن الاستجابة للعفو أو تسليم أنفسهم أو مغادرة محافظة الأنبار. وأبقى المالكي العرض مفتوحاً امام المسلحين والعشائر في الانبار التي زارها الشهر الماضي ومنح مجلس محافظاتها حوافز مالية ووعود بمشاريع كبيرة.
لكن عضو لجنة الامن والدفاع النيابية حامد المطلك، رجح عدم نجاح المبادرة التي اطلقتها الحكومة العراقية بايقاف العمليات العسكرية وتمديد فترة ايقافها في محافظة الانبار وقضاء الفلوجة ما لم يتم حل الخلاف حلا جذريا بين الحكومة والمتظاهرين وتلبية مطالبهم المشروعة . وقال المطلك انه ” على الرغم من اعلان الهدنة وتمديدها الا ان القصف لايزال مستمرا على مدينة الفلوجة. واضاف ان ”على الحكومة تلبية جميع مطالب المتظاهرين التي اهملت وانتجت التدهور الامني الذي تعيشه المحافظة منذ شهور”، حين ظهرت أعداد كبيرة من المسلحين فيها خاصة في مدينتي الفلوجة والرمادي رافعين شعارات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وسقطت بيدها عدد من المناطق تمكن القوات العراقية من تحريرها فيما بقت الفلوجة محاصرة من قبل الجيش العراقي ومسلحي العشائر المساندين للحكومة.
من جانبه شدد التحالف الكردستاني على ضرورة استضافة رئيس الوزراء نوري المالكي و القادة الامنيين في مجلس النواب وخاصة في هذه المرحلة . وقال النائب عن التحالف الكردستاني محما خليل في تصريح صحفي إن ” استضافة القادة الامنيين وعلى راسهم القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي في مجلس النواب ضروري وخاصة في هذه المرحلة ، لتقييم الجهد الامني في البلاد لاسيما العمليات العسكرية في محافظة الانبار ” .
واشار النائب خليل إلى ان ” طلب استضافة المالكي في البرلمان جاء من كتلة متحدون وهو مهم في هذا الوقت للوقوف على بعض الامور المتعلقة بالجهد الامني ، مشيرا إلى ان الامر يصب ايضا في مسالة اكتمال النصاب القانون للجلسات النيابية المقبلة ” . هذه الخلافات أودت إلى رفع جلسة مجلس النواب بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني هذا اليوم السبت، إلى الاثنين المقبل بسبب مقاطعة نواب كتلتي ” متحدون” بسبب أزمة العمليات العسكرية في الانبار، و “التحالف الكردستاني” مجلس بسبب أزمة الموازنة، إذ يعترضون على فقرة تتعلق بحصة اقليم كوردستان، ويرفضون حضور جلسات التصويت عليها.