يرى المنقبون الاثاريون إن مدينة( أومّا) من أهم المدن التاريخية في حضارة وادي الرافدين الموغلة في القدم وتقع على نهر (ايدنو) القديم، كونها من أهم ممالك فجر السلالات السومرية بحدود 3000 ق.م، أطلال تلك المملكة المسمى محلياً (تل جوخة) الواقعة على بعد (32) كم غربي مدينة الرفاعي شمالي محافظة ذي قار، ولهذه المدينة العظيمة عدة مميزات في تأريخ حضارات وادي الرافدين، أعطتها الريادة في مدن العراق القديم حيث تعتبر أول مدينة وحدت دويلات المدن السومرية في امبراطورية سومرية واحدة بقيادة الملك السومري (لوكال زاكيزي) الذي أرضخ جميع مدن بلاد سومر تحت قيادته وبذلك أصبحت (أومّا) أول عاصمة لأول امبراطورية في تاريخ وادي الرافدين، مما جعل تلك العاصمة أغنى مدينة في مدن العراق القديم، لجلب الملك (لوكال زاكيزي) لأهم كنوز مدن بلاد وادي الرافدين ووضعها في عاصمته ومدينته، تلك المدينة العريقة لم ينقب من اثارها سوى 1%.
وتضم محافظة ذي قار أكثر من 1400 موقع اثري منتشرة في عموم مناطق المحافظة، فضلا عن وجود العشرات من المدن والمواقع الأثرية غير المكتشفة لاسيما المواقع المغمورة بالمياه الواقعة في مناطق الأهوار جنوبي الناصرية.
وقال الباحث الاثاري عامر عبد االرزاق الزبيدي لوكالة انباء بغداد الدولية /واب/ ان “مملكة اوما تعد من اهم الممالك في تاريخ بلاد وادي الرافدين القديم حيث كانت واحدة من اهم دويلات المدن السومرية وهذه الملكة التي تسمى اطلالها الان بـ(جوخا) الواقعة غرب مدينة الرفاعي بحدود 32 كم وهي تابعة الى قضاء الرفاعي وبمساحة يقدر محيطها حوالي 7 كم تعد أهم واعرق الممالك السومرية التي أنشئت في بلاد وادي الرافدين حيث تم في عهد قائدها لوكال زاكيزي اول عملية توحيد لبلاد وادي الرافدين حينما قام زاكزي باول عملية توحيد لدويلات المدن السومرية في إمبراطورية واحدة لذا كانت اوما أول من وحد العراق بعد ان كانت تحكمه عبارة عن دويلات كل دويلة خاصة مستقلة وأصبحت اوما عاصمة الإمبراطورية السومرية”.
وأضاف “تميزت اوما بعطاء كثير حسب ما تم اكتشافه في هذا الموقع الذي لم ينقب فية سوى 1% من قبل بعثة عراقية عام 1998 و لم يستمر التنقيب سوى ثلاثة اعوام، وتم العثور فيه على واحد من اهم المعابد في بلاد وادي الرافدين، اضافة الى احد القصور وقطع كثيرة ومهمة محفوظة الان في المتحف الوطني في بغداد، فضلا عن النصوص الرياضية والفلكية والزراعية”، مبينا انه ” لو استمر التنقيب فيها لفترة أطول لأخبرتنا اوما عن احداث مهمة جدا في تاريخ بلاد وادي الرافدين”.
وأشار الى ان “ما يميز مملكة اوما هو تعاقب الفترات الزمنية على هذه المدينة فحينما تتجول فيها تجد اثار سومرية بحدود 3000 الى 2800 ق.م وهذا نعرفة من خلال الفخار بالإضافة الى قياسات الأجر، كذلك وجود اثار تعود للإمبراطورية الاكدية التي أسسها سرجون الاكدي عام 2375 حيث توجد، فيها الكثير من الأبنية والقطع الأثرية في المدينة كذلك يوجد فيها استمرار لسلالة اور الثالثة التي دامت من 2111 الى 2006 قبل الميلاد كذلك توجد فيها قطع أثرية وأبنية للعصر البابلي القديم والحديث بل حتى وصل الى العصور المتأخرة والساسانية والإسلامية فهو موقع جدا مهم استمر فية السكن لآلاف السنين حتى انحرف نهر الفرات”.
وتابع كذلك ان “المنطقة التي تقع فيها اوما يمكن ان تكون هذه البقعة لجغرافية حاضنة ومستوطنة لأكبر تجمع اثاري في العالم حيث يوجد ممالك مهمة قريبة من اوما منها ضمنها زبلان ومدينة كيان السومرية و تل شميت الأثري وموقع ام العقارب الأثري وهو موقع مهم جدا يتضمن معبد ومجموعة كبيرة من الاحياء السكنية والمقابر السومرية بالإضافة الى تل فروه”.
ولفت الى ان “الكثير من الاثارين والباحثين الذين يزورون اوما يرون بانها واحدة من اهم المدن الاثرية في العالم بل تضاهي مدينة اور الأثرية باعتبارها اول مدينة وحدت دويلات المدن السومرية ، ما يعني ان هذا الموق غاية في الاهمية التاريخية ونتمنى ان تهتم الحكومة بهذا الموقع المهم المغمور تحت الرمال”.
منقول